مذكرات بارميطة32



لوتس رحيل
2014 / 7 / 3

واتصلت دكرى...اخيرا اتصلت..انها بخير وعلى ما يرام..ونجحت العملية...وفرحت كثيرا لنجاح عمليتها..فقد كنت متوترة بالفعل..فدكرى صديقة اعزها كثيرا...ودهابها ترك فراغا كبيرا في المستنقع...وانتظرنا بلهفة اخبارها..فدوى واحمد وانا..ونحن ندعو لها بالخير ..دكرى المعدبة المسكينة ..اخيرا تبتسم لها الاقدار ويتحمل العنين نفقات علاجها والمصاريف...انه يحبها هدا العنين..ووفى بوعده فاخدها معه الى بلاده الى اكبر مصحة رغم انها لم تكن تحب سارقي الزيت على حد تعبير احمد..وكانت تفضل الدباب الازرق..هاهي الان تحت رحمة سارق زيت ..احبها وتعهد بالاشراف على علاجها..وقبل دهابها استدعتنا دكرى..كالعادة فدوى واحمد وانا..لتحتفل بزواجها..وزوجها العنين اقام لنا مادبة عشاء..اصر ان تكون في مطعم فاخر..وكانت سهرة تاريخية لن تنسى..وزوجها العنين بلهجته الخليجية لايكف عن الترحيب بنا وهو قصير دو كرش مستديرة ابيض وصلعته منيرة وشعره يغزوه المشيب...وانا انظر اليه واحاول ان اطرد تلك الصورة الغريبة التي رسمتها عنه ودكرى تحكي عن شدوده وحبه في لعب دور امراة امامها...فهو يدرك تماما انها صديقتنا وهو يعدنا بانه لن يتخلى عنها وسيفعل كل ما بوسعه لاسعادها ..واحمد الدي لعب دور الاخ الاكبر او الوالي يؤكد على العريس الالتزام بوعوده وتامين مستقبل دكرى.. ان يفتح لها حسابا في احدى البنوك ويشتري لها بيتا..وانا انظر مشدوهة الى احمد وهو يضع شروط الزواج..ليشرح لي بعد ذلك وهو يدعوني للرقص حتى يستفرد بي ليرضي فضول تساؤلاتي..
العنين يحب دكرى ولم لا؟ولكن يا زهرة من يدري فربما ستتغير الظروف او يحدث له مكروه او يطردها من بلده...لا ثقة ولا مامن..ودكرى عزيزة واخت لي واشفق على حالها فلم يعد لها من معيل يا زهرة وهي مريضة الان وفي حاجة الى مورد وضمان اتفهمين؟
واجبته في حيرة:
اجل يا احمد..
واردف ثانية:
والعنين الان مستعد لكل شيء...ادن ما المشكلة؟انه غني..لم لا يقتني لها بيتا كبيرا؟فالفكرة كانت فكرتي وقد اقترحت عليها دلك كي تضمن حياة كريمة..وحسابا في البنك يؤمنها شر الاوقات الصعبة ادا ما حدث شيء لم يكن في الحسبان...
.وهاهي الان بخير ..وحديثها على الهاتف يبشر بالخير فهي تبدو سعيدة رغم احساسي باختناق نبرات صوتها لكونها اشتاقت الينا..ولكنها تؤكد انها بخير وتعيش في راحة تامة..كما ان العنين يلبي لها كل الطلبات...هنيئا لك ادن يا دكرى..وهي تصر على ان نقوم بزيارتها ...ولم لا ؟ادا سنحت الظروف فربما سناخد اجازة وندهب في رحلة ؟وزوجها العنين من اقترح فكرة الزيارة وعلى حسابه الخاص ايضا..ومن يدري؟؟؟؟؟
ونادلة جديدة في المستنقع تقوم مقام دكرى..مرحة وبشوشة..استطاعت في ظرف وجيز ان تقطع المسافات وتصبح في رمشة عين صديقة لنا..تتحدث في كل شيء وتضحك كثيرا وتسخر هي الاخرى من الوضع...وكان التجاوب سريعا بينها وبين احمد...واترقبهما وهما يتحادثان ويضحكان..واتخيل ندى وهي تنظر اليهما في غضب وقلبها يتقد نارا وغيرة على احمد فهي لا تطيق رؤيته وهو برفقة احد مما يجعلها تتصرف بخشونة وعصبية....انها لطيفة جدا ماجدة.. رغم ان فدوى لا تميل الى وجودها بيننا ..الا ان احمد بخطاباته ومواضيعه المتضاربة يجعل المواقف حية وحيوية دوما...وهدا ما شجع ماجدة على الحديث عن نفسها..وعن سبب وجودها في المستنقع..حيث اخبرتنا انها كانت على علاقة برجل اكبر منها .حيث احبته بصدق واستسلمت له بعد وعوده الكادبة والزائفة لها بالزواج منها في اقرب وقت..لكنه اختفى بعدما قضى اربه منها...وقد تقدم ابن خالتها للزواج بها فوافق اهلها على ذلك والنتيجة الهروب خوفا من الفضيحة فعائلتها متدينة جدا وابن خالتها هدا متشدد جدا...كما انها كانت محتجبة وتؤدي الصلاة ومستواها الدراسي لا يتعدى السادسة ابتدائي ..فاهلها يرفضون التحاقها بالاعدادي نظرا لبعد المسافة كما يرفضون فكرة ولوجها الى الداخلية والعيش بعيدا عن اعينهم وعن مراقبتهم لها..لاسيما وانها البنت الوحيدة وسط خمس اخوة ذكور وهي اخر العنقود كدلك ومدللة جدا جدا...وما يحز في نفسها ان حبيبها الدي احبته وكانت ثقتها فيه عمياء تلاعب بمشاعرها...كما انها اصيبت بصدمة وخيبة امل كبيرة لكونه رجلا متدينا هو الاخر وصديق للعائلة ..وامام مسجد..وسكتت لتنحدر من عينها دمعة حاولت اخفاءها وهي تكمل الحكاية:
اسمه عباس..ودوما يبدو عليه العبوس..وهو في الاربعين من عمره..امام مسجد القرية..وغريب عن القرية ايضا...لونه ابيض ولحيته الكثة سوداء..تضفي عليه وقارا..يحترمه الجميع..ويستضيفه الجميع..ويستقبله الجميع في البيوت..فهو الامام..يعطي دروسا في الدين. والمعاملات...ولنا حرية الدهاب الى المسجد للاستماع الى مواعظه وخطبه..لم يخطر على بال احد ما ان يكون الامام مجرد قناع يخفي بداخله وحشا او دئبا..فسمعته طيبة..ويعتقد الجميع انه متزوج وله ابناء..لا يستطيع ان يصطحبهم لانهم يدرسون بالمدينة وزوجته تهتم بهم...وهو يحرص على زيارتهم كل اخر الاسبوع...هدا هو عباس..الدي كان ينظر الي نظرات طويلة..والدي يمنحني كتبه الدينية للمطالعة لاجد رسالة وسط كتاب يعبر فيها عن اعجابه ويضرب موعدا للقاء...لتتكرر اللقاءات..ويحصل ما لم يكن في الحسبان فقد وعدني بطلب يدي في اقرب الاجال..واختفى عباس...ووجدت نفسي انا الاخرى مضطرة للاختفاء...فقد اكتشفت اني حامل...يا للهول..حامل؟؟؟؟؟؟وفكرت في الانتحار..والفضيحة...
والاهل؟واهل القرية؟؟ولم اجد بدا من الهروب ولم تسنح لي الفرصة الا بعدما طلبت الادن بالدهاب الى السوق الاسبوعي في المركز فانا احيانا ادهب لشراء الحاجيات والاغراض لاسيما وانا الان مخطوبة ولدي احتياجات..ولم يبخلوا علي بالمال لاشتري ما اريد..ولحسن حظي لدي مصاغ وحلي من ذهب فانا الابنة الوحيدة وسط اخوة دكور وامي لاتبخل علي هي الاخرى بشيء تقتني لي دهبا في كل مناسبة..مما ساعدني وانا في غربتي..حيث اضطررت الى بيع مصاغي..وقد تعرفت على فتاة في الحافلة عادت من زيارة لاهلها في احدى القرى وهي خادمة في احد البيوت..رافقتها الى غرفتها في سطح احدى العمارات حيث تسكن وحيدة ورحبت بي..وساعدتني كثيرا في التخلص من مصيبتي حيث رافقتني الى عيادة طبيب يقوم بعمليات الاجهاض...وبعد ايام من النقاهة والراحة قررت الاعتماد على نفسي فلم يعد لدي مدخرات ونفد مالدي من نقود لابحث عن عمل هنا وهناك واعمل نادلة من مقهى الى اخروعشيقة من رجل لاخر حتى رمتني الاقدار هنا بفضل عشيق لي اقترح علي التدخل ومساعدتي في العمل هنا..لان الربح وفير والعشق كثير...
وضحك احمد وفدوى من جملتها الاخيرة..الربح وفير والعشق كثير...لتقاطعها فدوى:
ستربحين وتعشقين يا ماجدة فلا تستعجلي...
وضحكت ثانية وهي تكمل:
وستشبعين الضرب ايضا والشتم والسب والقدف ادا لزم الامر..لكل شيء ثمنه يا ماجدة...
.ودعرت ماجدة من كلام فدوى لكن احمد تدخل ثانية ليطمئنها قائلا:
لا تخافي يا ماجدة المهم ان تكوني حريصة حتى لا تقعي في الفخ فانت لا علم لك بما يحدث في الوحل هنا فعشاق المستنقع من مختلف الجنسيات والعقليات ولهم جنون واستهتار وعربدة .. لايمتون الى عشاقك القدامى باية صلة..صحيح لديهم اموال واغنياء ولكنهم وحوش واغبياء ايضا ولا شيء دون ثمن فلا تطمعي كثيرا يا ماجدة..وكوني حدرة في علاقاتك المدنسة يا ماجدة....