مذكرات بارميطة 33



لوتس رحيل
2014 / 7 / 9

ونزل الخبر كالصاعقة..لم اصدق..واحمد..اشفقت على احمد..انه يبدو مضطربا..عاد حزينا وكئيبا وانا انتظره على احر من الجمر...فدوى ايضا يبدو عليها القلق والحزن..وحتى ماجدة التي التحقت مؤخرا بالمستنقع ..رغم كونها لم تتعرف على ندى ولم تقابلها سوى مرات قليلة..لم تخف قلقها وحزنها...
لك الله يا ندى..فرغم قسوتك وانانيتك المفرطة وتحديك وسخريتك منا...رغم شذوذك الغريب وسيطرتك ووقاحتك..رغم استهتارك ولا مبالاتك يا ندى..ندعو الله لك بالشفاء...
واذرف الدموع من اجلها..فقد انفطر قلبي لحالها...واحمد الدي طلبت رؤيته..والذي دهب مسرعا عاد وخيبة امل تبدو عليه...والدهول..فقد اصيب بالدهول..ونحن ننتظر منه استفسارا:
ترى مادا جرى يا احمد؟؟؟؟؟ما خطب ندى؟ولم طلبت رؤيتك انت بالدات؟؟؟؟؟؟؟
واسترجع قصة حب احمد لندى...وجرحه الكبير بسبب خيانتها وتخلليها عنه...وربما الان وهي تصارع الموت ارادت ان تطلب المسامحة..اكيد ان ندى ندمت اشد الندم وتريد الاعتراف بغلطتها الشنيعة في حق احمد...واحمد ..دموعه تسقط فيضانات...وانا لااتحمل الامر...فدوى هي الاخرى تترك ما بيدها لتقترب منه وهي تعانقه:
احمد ما الامر يا احمد؟؟؟
ولا يقوى احمد على الجواب...
اندى بخير يا احمد؟؟؟؟؟احدث لها مكروه؟؟؟
ربما توفيت؟؟؟؟ولا جواب حتى الان...وتضيق فدوى بصمت احمد ولا تجد بدا من صفعه صفعة مفاجئة جعلته يثوب الى رشده وفدوى غاضبة تامره بالدهاب الى الحمام لياخد حماما باردا ويعود فنحن في انتظاره...ولم يجد احمد بدا من الانصياع لامر فدوى..فهي بمثابة اخت كبرى له يحترمها دوما ولا يرفض لها طلبا...وهو يعلم جيدا مدى معزته في قلبها وحبها الاخوي له..ووالدتها ايضا تعزه كثيرا وتسال عنه كما انه يقوم بزيارتها كثيرا..وتعد له اكلات يحبها....نزار ايضا يحبه كاخ صغير..وفدوى اكبرنا سنا ودات تجربة كبيرة وخبرة في الحياة ..ونحترمها جميعا ولا نرد لها طلبا ..فهي منفدنا الوحيد في الازمات..وهي القلب الكبير...وقد ساعدتني كثيرا وانا في ازمتي النارية ولم تتخلى عني...وها هي الان تلعب دور الام التي تنهر ابنها..وعاد احمد وهو يحاول ان يتجلد...لتنظر اليه فدوى نظرات قاسية وهي تطلب منه ان يحكي ما حدث بالتفصيل.....
فندى في قسم الانعاش...مصابة بحروق بليغة..تعرضت لاعتداء وحشي ...
قاطعته فدوى في دهشة:
اعتداء وحشي؟وكيف؟ولم؟
وتنهد احمد قائلا:
اجل اعتداء وحشي من طرف مجموعة من الاشخاص..عشاقهاالشواد...
وصرخت ماجدة في دهشة:
عشاقها الشواد؟؟؟؟؟؟
واكمل احمد في حزن بليغ:
كانت ندى كالعادة في سهرة ماجنة مع مجموعة من الشواد فقد اعتادت على السهر وممارسة شدودها الجماعي مع عشاق عرب واجانب ومغاربة...لكن الطامة الكبرى...
وسكت احمد وهو يبكي....لتربت فدوى على كتفه محاولة تهدئته:
احمد تجلد يا احمد...لم البكاء..الا تزال تحبها يا احمد؟؟؟؟رغم كل الجراح؟؟؟
استجمع احمد قواه ليقول لها:
اجل يا فدوى انا احبها ولم انسها يوما..افكر فيها دوما ولم اجد مبررا او تفسيرا لتخلليها عني...كنت اشعر دوما ان هناك شيئا ما غامضا..انها تخفي عني شيئا...لم اصدق ابدا انها فعلا تلاعبت بعواطفي وسخرت من مشاعري...واليوم كشفت القناع عن الحقيقة...لكن بعد فوات الاوان...
وانخرط احمد ثانية في البكاء....ولم اتحمل الوضع ..اشفقت عليه كثيرا:
اه يا احمد...ما اصعب ان تحب احدا ولا تستطيع نسيانه...انت محق يا احمد...انا اعذرك صديقي..ليت الدموع تغسل الدكريات..تمحو المشاعر والاحداث.....
وانا اضمه الى صدري في حنان بالغ....وماجدة تتابع الموقف في دهشة وحيرة...ولحسن الحظ...فالمستنقع لم يدخله الحجاج بعد...الا فئة قليلة تتعمد المجئ مبكرا...ولا طلبات مستعجلة لدينا...واحمد يستجمع قواه من جديد ويخجل من دموعه الغزيرة ويحاول التماسك وهو يتابع:
اكتشفت اليوم ان ندى تحبني وقد اخبرتني بذلك وهي في حالة يرثى لها...
مسكينة يا ندى...ولم تخلت عنك ادن يا احمد؟
يتنهد احمد بحسرة والم:
ندى مصابة بالايدز.....
مادا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الايدز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتبادلنا النظرات في دهول,فدوى وانا...وقد دهبت ماجدة لتقديم طلبات ......
انا ايضا اشعر بالدهول مثلكما...لا اصدق الامر...وكاني في حلم...طلبت رؤيتي لتخبرني بالحقيقة...وقد تخلت عني خوفا علي..فقد اكتشفت انها مصابة بمرض السيدا وهي في عز فرحتها واستعدادها للاقتران بي..وقررت الابتعاد والانتقام لنفسها ونقل العدوى الى عشاقها..كما حرصت على اخفاء سرها وعدم البوح به لاحد..وتغيرت معاملتها لنا جميعا..وكرهت كل شيء...ولكن بداخلها الام وعداب فهي ترى حبها الضائع امامها ولا تستطيع ان تفعل شيئا..اكتفت فقط بوجودها معنا واكتفت باحساسها بالامان وانا بجانبها هنا..ولكم كنت قاسيا معها ..ازدريها واحتقرها ولا اعيرها اهتماما رغم ان قلبي يقطر دما كلما خلدت الى النوم وتخيلتها في احضان كلاب وحثالى..ولكم بكيت الليالي وسهرت ليالي طوال افكر فيها وفي حبي لها ودكرياتي الجميلة معها...ولحسن الحظ اني كنت احترمها ولم افكر في مضاجعتها قبل عقد القران..و.ضحت بحبها من اجل الحفاظ علي...اكاد اجن...اعترافاتها المفاجئة...ادخلتني في متاهة الرعب والاختناق...واتساءل..لم يا ندى؟لم؟..واحمد الله اني لم المسها..ترى لو ضاجعتها مرارا وتكرارا قبل الزواج مادا سيحل بي الان؟؟؟؟حاولت ان اعيش دونك وان احبك من بعيد وان اضمد جراحي...لم فتحت الجراح من جديد يا ندى لم؟؟؟؟
وضرب احمد على الكونطوار بقبضة يده بقوة وسالت الدماء ...فعصبيته استيقظت دون مقدمات...كان الموقف صعبا للغاية...الالم والحزن وصراعات وضغوطات نفسية..لكن فدوى تنقد الموقف كعادتها وهي تنهره بقسوتها المعهودة:
احمد انت لست صبيا انت رجل يا احمد..هدئ اعصابك وحافظ عليها..لكل مشكلة حل ونحن هنا معك...ولكننا لم نفهم شيئا حتى الان..ما الامر يا احمد؟؟؟ما الحكاية بالضبط..فنحن معك ولن نتخلى عنك ..هدئ من روعك اذن..العصبية لن تجدي نفعا والانهيار لن يجدي نفعا...
واستعاد احمد هدوءه وانا امده بكاس من الماء البارد:
الغبية ندى وهي مع عشاقها العرب الثلات في احدى الفيلات تمارس شدودها عليهم ومعهم..وجدت نفسها وهي في نشوة السكر والاحساس بالنصر والبطولة تعترف لهم انها مصابة بالايدز....
تخيلي زهرة ردة فعل احد ما عندما يكون عاريا في حضن عاهر وتخبره فجاة وهو في نشوته وعالمه السحري وفي قمة شدوده ولدته الجنسية..يتلقى خبرا كالصاعقة...القنبلة..مادا سيفعل؟وكيف سيكون موقفه او ردة فعله؟؟؟؟؟؟؟؟
حاولت ان اتخيل الموقف دون جدوى ولم احر جوابا...
واكمل احمدوهو يتنهد:
عشاق ندى وهم عراة وفي قمة لدتهم يتناوبون في ممارسة الجنس عليها احيانا واحيانا يضاجع البعض منهم البعض الاخر واحيانا اخرى تضاجعهم ندى تباعا بقضيبها الاصطناعي...وجدت نفسها بغتة تعلن لهم الخبر العظيم وهي سكرانة...وتقول لهم في نشوة:
مرحبا بكم في عالم الايدز....
يا الهي.......
وكانت ردة الفعل جنونية....انهالوا عليها ضربا ورفسا وركلا وشتما ..بكل ما اوتوا من قوة..كحشرة...وهي تستغيث دون جدوى ولم تستطع المقاومة..
لكن احدهم لم يتحمل الخبروهو لايزال في غمرة سكره ودهوله ليهرع الى المطبخ ويعود محملا بزجاجة بها بنزين يرشها على ندى وعلى نفسه وعلى الاخرين في لمح البصر ويشعل النار...
والنتيجة قسم العناية المركزة......حروق بليغة....
.