بعد قرن من الكفاح نعود لجهاد النكاح .



محمد حسين يونس
2014 / 7 / 14

يبدو أن كهنة الوهابية عندما دخلوا مصر حديثا جلبوا معهم من بلاد الجاز رمالا مباركة توضع علي رؤوس السيدات فيغشين و لا يبصرن الا ما اراد لهن صاحب التميمة المقدسة فلا يهمهن أن يزحن خارج طابور المنافسة ، أو يجبرن علي التخفي في قوالب مانعة للكشف ، او يقرن في بيوتهن مع باقي حريم سبع البرمبة يلبين رغباته مهما شذت فالرجال المالكون لمفاتيح الخزائن والرزق يحق لهم أن يكونوا قوامون عليهن.
ولأن عالم السحر قد انتهي فما علينا الا أن نفهم .. كيف استطاع الكهنة المحدثين غزو عقول النساء وتحويلهن من شخصيات ذات كيان إلى توابع ذليلة .
في البدء يبدو أن هذا هو أسلوب المسلمين في الدعوة والانتشار منذ النشأة ولم يغيروه أبدا .. و لكننا لا نقرأ التاريخ بعيون مفتوحة وانما (( أغشينا فنحن لا نبصر )) بسبب القداسة التي تسربلت بها الاحداث ورضعناها مع لبن الام.
المسلمون في (مكة )بداية الدعوة.. كانوا فئة ضعيفة من المهمشين المضطهدين الملتفين حول دين جديد غامض .. يدعو للسلام والمحبة ولا فضل لعربي علي أعجمي الا بالتقوى .. يدين كبار التجار والعصبيات التي تستولي علي الماء والكلأ والارزاق والمجتمع المنقسم الي سادة وعبيد ويطالب بالمعاملة الحسنة للجوارى والنساء الائي يدفن وهن احياء بمجرد ولادتهن .. اى أن الاسلام قبل اكتماله كان يتعاطف مع العبيد و النساء و المهمشين من الفقراء ، ويدين التفرقة العنصرية بسبب اللون او المكانة الاجتماعية هذا واضح من النصوص .
القلة الملتفة حول النبي صلعم مبهورة بالدين الجديد ،بالاضافة الي بعض المصلحين الليبرالين الذين يرون عبث تقديس الاصنام أو عبادة النجوم ويسعون الي الدعوة لافكار مسيحية متحررة هربوا بها من الاضطهاد الروماني للنسطورية ( التي تتبع أريوس في القول بالطبيعة الواحدة الانسانية للمسيح وادينو بعد مجمع أفس 431 م ) واليهود الذين كانوا في الجزيرة من بني النضير وبني قريظة وبني بهدل الهاربين من وجه الرومان بالشام والذين كان يطلق عليهم ( الكاهنان ) لانتسابهم الي النبي هارون الكاهن، كونوا العناصر الاولي للدعوة التي لاقت قبولا بسبب الخطاب التقدمي الاجتماعي و الديني المطابق لافكار الصفوة .
و لكن هذا الخطاب جاء مضادا لمصالح المسيطرين علي الاقتصاد بمكة وما يجلبة الحج وتجارة العبيد من اموال طائلة فإضطهدوهم وهرب المسلمون الضعفاء الي الحبشة حيث الملك المسيحي الذى وجد الخطاب الاسلامي الجديد متوافقا مع خطاب دينه فأكرمهم ، ثم أن محمدا و خاصته من الاتباع هاجروا الي يثرب بعد التحالف مع الاوس والخزرج الذين كان بينهم و بين يهود المدينة صراعات و معارك بسبب فقرهم وضيق المعاش وامتلاك اليهود للاموال و النخل والزرع وفي الغالب كان اليهود يبادلونهم العداء أيضا بسبب هجوم ملك الشام أبي جبيلة الغساني علي المدينة لنجدة الاوس و الخزرج و فتكه بكبار يهود المدينة مع تمكين مالك بن عجلان منهم و قتله لثمانين يهودى كلهم من أشراف القوم لدرجة ان اليهود بعد ذلك وضعوا رسم له في معابدهم و كانوا يلعنونه كلما دخلوها.
التحالف الجديد .. بين المهمشين الهاربين من مكة و العرب من قبائل الاوس و الخزرج والليبرالين الذين يرجون التخلص من أسلوب قريش في العبادة والتجارة، قاد المسلمين تجاه معارك بدت اضطرارية .. فالمسلمين لن يعيشوا عالة علي مضيفيهم و هم في نفس الوقت ليسوا اهل زراعة فضلا عن ضيق المساحة التي يسمح بها يهود المدينة للتمدد فلم يبق الا الاغارة علي القوافل المتحركة بالخير بجوارهم وهكذا كانت المعارك الاولي للمسلمين لسد الجوع بإسلوب بدو هذا الزمن . المعارك استمرت بعد ذلك ضد قريش (الاغنياء ) والمتحكمين في الرزق ، واليهود المزارعين المستقرين في اماكن بها فئ للجوعي ، حتي انتهت بالجائزة الكبرى مكة وعوائد الحج فانتقل المسلمون الي مستوى جديد من الاستراتيجية والتكتيكات وصل بهم لتأسيس امبراطورية إبن الخطاب التي وضعت يدها علي بلاد فارس و الشام و مصر فضلا عن كامل شبه الجزيرة العربية
ثم إنتقلت السلطة خلال عقود قليلة من المدينة لدمشق بعد إغتيال الخليفة عثمان و الخليفة علي و تسليمها لابناء ارستقراطية بني امية التي عادت وحاربت الاسلام بقسوة حتي أن امهم (هند ) أكلت كبد حمزة عم الرسول في (أحد)، وكانوا اخر من دخل في رحاب الدين الجديد بعد فتح مكة مضطرين .
بني عباس في مواجهه الامويين ساروا علي نفس النهج ، التحالف مع المهمشين المضطهدين من سكان المستعمرات وأهل الجزيرة الذين لم يهتم القياصرة الجدد باستمرار تزويدهم بما كان يصل لابن الخطاب من فئ فظلوا محصورين، والمثقفين الليبرالين الفرس الذين رغبوا في اضافة ما يجعل دين المسلمين للكافة ولا يقسم البشر الي اشراف و موالي وربطه بالثقافة العالمية السائدة المضادة لافكار النسطوريون واليهود المؤسسة للخطاب الاسلامي الجديد.
التحالفات انتهت الي معارك مع السلطة الاموية وطالت حتي اقرباء الرسول و احفاده وضرب مكة بالمنجانيق وهدم الكعبة ثم كانت الجائزة الكبرى سقوط دمشق والتمثيل بالامويين ونهب اموالهم وسبي نساؤهم و ترويعهم في فصل لا ينسي من القتل والذبح والدموية و الارهاب .
يتكرر هذا المشهد علي طول التاريخ الاسلامي بعد إعتناق قبائل بدوية أخرى.. مثل التتار و المغول و ابناء بني عثمان الاتراك له وتستمر السيطرة حتي فيما قبل الحرب العالمية الاولي للامبراطورية العثمانية الفاسدة علي جميع دول وشعوب المنطقة .
ابن عبد الوهاب الذى لم يجد لنفسه مكانا في ظل نفوذ الامبراطورية العثمانية ورجال دينها الخصوصيين قرر بتوجيهات من ضباط المخابرات البريطانية أن يهاجم أساسات إنتماء العثمانيون للاسلام و أحقيتهم في الخلافة وأدان حكامهم بالكفر و أنه لا يحق للمسلمين اتباعهم ، رافعا مقولات الامام ابن حنبل في مواجهة باقي تفسيرات الائمة.
المهمشون والفقراء والراغبون في تغيير السلطة التفوا حوله وقاموا بمعارك انتهت بدخول جيوش ابراهيم باشا ابن محمد علي الي الحجاز واخماد الفتنة .
بعد فترة وجد ابن سعود الذى كان يقود مجموعة من قطـّاع الطرق الذين يتحركون في شبه الجزيرة لترويع البشر وكسب قوتهم بالاغارة أن التحالف مع ابناء الشيخ و بمعاونة الانجليز( الذين كانوا يريدون السيطرة علي شبه الجزيرة بواسطة تجنيد بعض من رؤساء العشائر) سيكون مناسبا للاستيلاء علي الحكم و تأمينه .. الجائزة الكبرى كانت استخراج البترول و حصول حكام المملكة علي دخل ثابت يقدمة لهم الاجانب من بيع الزيت.
بعد الحرب العالمية الاولي كان الاستاذ حسن البنا مدرس الخط العربي يرى أن الحضارة الغربية اتلفت المسلمين بما في ذلك ما حدث للاتراك من إنهاء الخلافة و صبغ اتاتورك لهم بصبغة منافية لتعاليم الاسلام، الاستاذ رفع شعارات معادية للمعاصرة وأرجع اليها ضيق اليد والفقر الذى تسبب فية البعد عن تعاليم الدين .. دعوة الاستاذ التي كانت ضعيفة بالرغم من إدانتها للغرب الكافر الا أنها مدت له يدها تطلب العون وعندما وجدت المخابرات البريطانية أن الشيخ قد تبني نفس الخطاب الوهابي .. اصبح وسيلة مناسبة لاستخدامه في ترتيب الاوراق خصوصا في مواجهه ليبرالية الوفد ، الاخوان مستخدمين البسطاء و المهمشين خاضوا معارك بالارهاب في سبيل تأمين مواقعهم واستمرارهم ، انتهت بضربهم بواسطة نظام عبد الناصر ليهاجروا من ديار الضلال الي حضن السعودية وأموالها و دعم الاستعمار الغربي المناهض للناصرية
الاخوان خلال رحلة طويلة من الخيانة والسرقة والنهب عادوا بنفس الاسلوب التقليدى غزو المهمشين والمضطهدين والتحالف مع الليبرالية حول خطاب غامض عن ان الاسلام هو الحل .
و هكذا في المجتمع العربي الذى حدث فية انفصام بين من يملك ومن لا يملك توجهت الدعوة الي العشوائيات والاماكن الفقيرة والمهمشين من الفئات التي عانت من تحكم السلطة البوليسية ورأس المال و اقنعتهم بان سبب خرابهم و فاقتهم هو البعد عن الاسلام و تعاليمه و أن عليهم خوض المعارك الواحدة تلو الاخرى ليفوزوا بالجائزة الكبرى حكم مصر في تكرار مستمر لاسلوب الدعوة المحمدية منذ 1400 سنة حتي الان .. خطاب يناسب الفقراء و المهمشين .. حروب يجعلوا منهم وقودها ثم إنتصارا يعتليه الاغنياء و تهميش لمن خاضوا المعارك وضحوا .. و إمبراطورية تلي اخر تتصاعد فيها الديكتاتورية و الفساد لتسقط تحت سنابك خيل غاصب جديد .

ما حدث في ميدان التحرير (منذ جمعة قندهار ) و ما تلاها كان إلاعداد لغزو مصر و جعل أعزة أهلها أذلة ..فالاسلامجية و عملاء الوهابية قادوا الي الميدان الاف الالاف من المهمشين والمضطهدين المنومين، عبيد الرأسمالية الطفيلية الذين أصبح كسب لقمة العيش لديهم مستحيلا في مجتمع يعاني من الانفصام الطبقي و تمركز الاموال و السلطة بيد عصابة محتالين حكمتة لثلاثين عاما.
جموع الجوعي المحتاجين تقذف بهم اتوبيسات لا تعرف من الذى أجرها أو يستخدمها في تظاهرة لقوة الاسلامجية المتحالفين مع عناصر ليبرالية السياسة تريد اقصاء النظام القديم بشقيه المدني و العسكرى مهما كان الثمن وفي النهاية دان الحكم لابناء مرشد الاخوان و إستمر لمدة عام .
التاريخ يعلمنا أن تحالفات الفاشيست عادة ما تنتهي بخسارة الاطراف الاضعف .. تحالف البعث مع الشيوعيين و الاكراد ، اليسار مع النظام الناصرى ، الخوميني مع الليبرالية الايرانية ، البشير مع معتدلي الجنوب السوداني ، حماس مع الفصائل العلمانية المضادة لياسر عرفات كلها لازالت قريبة و لازال الفكر يذكرها ويذكر كم كانت معاناة الطرف الاضعف ..انه تراث موروث منذ تحول تحالف المسلمين الأوائل مع المسيحين و اليهود الي عداء أصبح فيه الحلفاء ابناء للقردة والخنازير وعلي المسلم الا يبدأهم بالسلام ولا يحتفل بأعيادهم أو يهنئهم بها .. المهمشون ( المرأة والعبيد ) بعد دعمهم غير المحدود للدعوة في بدايتها أصبحت المرأة بعد الانتصار ، ناقصة العقل و لا تزيد عن جاريتها في شيء يستطيع سيدها أن يتزوج عليها ثانية و ثالثة و رابعة غير ما ملكت أيمانه و لديه السلطة أن يؤدبها بالضرب ، أما العبيد الذين كاد الاسلام أن يحررهم في بداية عهده تحولوا الي بضاعة و مصدر ثروة و رزق للنخاسين المسلمين في زمن المماليك و التتار و العثمانيين .. الاسلام في العصر الاموى و العباسي تخلص من جميع تحالفاته الاولي .. فالاوس و الخزرج لم يعد لهم مكانا بعد أن انضم سادة قريش للدين الجديد ليصبح أعداء الامس حكام الدولة الاموية ، العباسيون الذين تحالفوا مع الفرس أطاحوا بالبرامكة وبالنظم التي أسسوا عليها قواعد ملك بني عباس .. المسلمون خلال تاريخهم الطويل الذى تجاوز الاربعة عشر قرنا حاربوا بعضهم ، وانتهك الاقوى جوامع ونساء وأموال الاضعف ، وباعوا بعضهم في سوق النخاسة، ولم يراعوا عهدا أو ميثاقا حتي في الزمن الحديث .. سنجد أن كل تحالفات الاخوان المسلمين كان مصيرها الفشل وتسبب نقضها في مآسي عديدة وأضرار بمن كان حليفا ...فما الذى يجعل هؤلاءالمتحالفون بعد فض إعتصام رابعة معهم أن يأملوا أن يصون حلفائهم عهدا الا الغفلة السياسية و عدم الاطلاع علي تاريخ الحليف .
الفاشيست اذا ما تمكنوا من قوم فسدوا وأفسدوهم وهو ما يفعله كل من تخيل امتلاكه للحقيقة المطلقة سواء كان ديكتاتورا ، قوميا أو دينيا .. فهو الحق والاخرون فسطاط الرذيلة والضلال .
عندما قرر عبد الناصر أن يحكم دولة عصرية ، اهتم بأن تكون المرأة فيها تعكس هذا الطموح ، فمنحها دون صراع مكاسب جعلت منها وزيرة ، سفيرة ، نائبة في البرلمان و فتح أمامها مجالات التعليم والعمل والترقي والمشاركة في الهم العام ، فأضاءت سماء مصر نجمات من العاملات في الاذاعة والتلفزيون ، الصحافة والتعليم ، الجامعة والمسرح ، وجميع مجالات الحياة الاقتصادية ، هذه المكاسب الممنوحة كانت مرتبطة بمدى الطاعة والولاء للمانح ( وفي بعض الاحيان لنزواته ) لذلك جاءت حركة تحرر المرأة من حيث الشكل ، نقلة للأفضل في حين أن مضمونها ظل يكرس التبعية والتهميش الذى عانت منه المرأة الشرقية لعقود طويلة وهو الامر الذى أصبح الاسلوب والمنهج لكل الحكام الذين لهم الكلمة الاولي والاخيرة في المنح والمنع.
النظام الناصرى وظف المرأة ( كما فعل مع الشعراء ، الفنانين ، الكتاب والاقباط ) لتكون داعمة لآلة سيطرته علي حركة ومقدرات المجتمع .. وهكذا أصبحت المرأة ( كما ارادها ) خير رسول وأفضل معبر عن عصرية الدولة ، أمينة السعيد ، سهير القلماوى ، نوال عامر ، أم كلثوم ، ليلي رستم ، صفية المهندس وفاتن حمامة .. بالاضافة الي الآف الكاتبات ، العالمات ، المهندسات والطبيبات . علي الجانب الاخر كانت المخابرات لديها قطاع خاص يشرف عليه و يسيره سيادة الوزير صفوت يستخدم نجمات السينما والمسرح والعاملات في الملاهي والكباريهات والاماكن المشبوهة بعد السيطرة عليهن للسيطرة علي ضحاياه يوقعن بالصغار والكبار من زوار مصر.
المرأة المصرية في الزمن الناصرى لم تكمل ثورتها التي بدأتها مع هدى شعراوى وصفية زغلول واكتفت بالمكسب السهل الذى منحها اياه النظام فأصبحت غير قادرة علي مواجهة الهجمة الوهابية البربرية التالية.
خالد الذكر الرئيس المؤمن رغم أن السيدة حرمه كانت نجما ساطعا فى مجال تحرر المرأة ، بحيث سمحت للرئيس الأمريكى أن يقبلها أمام الجميع ، إلا أنه كان أيضا رب العائلة الفلاح الذى لا يترك للحريم الحبل على الغارب فيستكملن ثورتهن ، فلقد نكّل بآنسات الحركة الطلابية اللآئى شاركن زملاءهن فى المطالبة بإزالة آثار العدوان ، وأطلق عليهن زبانية الأخوان المسلمين ، يرهبهن بالسلاح الأبيض والتشهير ، ويلوحون لهن بالحجاب لإثبات أنهن لسن بداعرات متبرجات فاسدات .
البذور التى وضعها خالد الذكر فى الأرض المصرية نمت وترعرعت وأتت ثمارها فى زمن المبارك ، ورغم ان السيدة الأولى كانت سافرة ومهتمة بقضايا المرأة وزوجتى ولديه كانتا أيضا سافرتين عصريتين ، إلا ان الانشقاق الذى حدث فى المجتمع بسبب الفاشيست الأمنيين ورجال الأعمال وكبار البيروقراطيين الذين كونوا ثروات طائلة ، إنتهى بهم الى تكوين تجمعات سكانية تشبه الجيتو تحرسها الكلاب البوليسية ورجال أمن قطاع خاص ، تمنع عنها المتطفلين ، كما لو كان بينهم عقدا إجتماعيا جعل منهم شريحة منفصلة عن باقى طبقات المجتمع ، تتمتع بالأمن والمال والنفوذ وعلاقة حميمة بالغرب وأمريكا تنعكس على الملابس والطعام ونوع العربات وأسلوب الترفيه .
باقى طبقات الشعب خارج الجيتو ، تركت نهبا للعشوائية ورجال الدين الذين جعلوا من المسلمات مهانات مذلات مكسورات الجناح خاضعات مستسلمات لفكرة تفوق الرجل ، بل وجد لدى بعضهن متعة فى إستقبال الاهانة والإيذاء ثمنا لكسب العيش فى مجتمع ذكورى متخلف ، يمتلك الرجل فيه مفاتيح خزائن المؤن والكرار .. عندما جد الجد ، كن فى ميدان التحرير يهتفن بما يمليه عليهن الذكور الممسكين بحبال قيدهن ، ويقفن أمام صناديق الاقتراع صدى لملاكهم من العربان ويصبحن نجمات مشوهات في مجلسي الشعب و الشورى ينادين بعودة المرأة للحريم .
كهّان الوهابية عندما دخلوا مصر أفسدوها وأشعلوا نيران البغضاء بين أهلها ، المسلم والمسيحى .. الرجل والمرأة .. الملتح وغير الملتح.. السافرة والخيمة السوداء ، نمط آخر من الحياة خططوا له على مهل لإفقار مصر وتخريب اقتصادها ، بإرهاب السياح والتهديد بتدمير الآثار وتحريم التعامل فى البنوك ، و فتح جبهة قتال فى سيناء مع تفجير أنابيب الغاز .. محاولة إقصاء رجال الحزب الوطنى من الترشح للانتخابات.. إذلال الشرطة والتصدى لرجالها .. التخطيط لإخراج القوات المسلحة من واجب رعاية الوطن .. مخطط واضح لإسقاط كل العقبات التى تعترض سيطرتهم على مصر والمصريين ، حتى لو استدعى الأمر حرقها بمن فيها ، أليس شعارهم طظ فى مصر وأهل مصر وكل ما فى مصر.
خلال الاعوام الاربعة الماضية ..إنتشر الوباء ليشمل الساحل الشمالي الافريقي و الشام و العراق .. وراينا نفس المشاهد و نفس التوجهات بل نفس الملابس و الهيئة و نفس الارهاب و قطع الرقاب و الاغتصاب حتي في الجوامع .. وخرجت علينا فتاوى الاقدمين تحلل جهاد النكاح و تزيد علية نكاح المحارم كما لو كانوا قد أطلقوا مجاميع من البهائم غير المحكومة تسعي في المنطقة
المرأة المصرية المتنورة من الطبقة الوسطي التي وقفت في طوابير رفض الاخوان و السلفيين و أيدت الرئيس الجديد بل كانت العامل الحاسم في تنصيبه(رغم كل أعمال التحرش الذى و اجهته).. ماذا كسبت حتي الان .. هذا هو السؤال .. هل أصبحت نصف المجتمع الراشد الناضج القادر علي الخروج بمصر من ازمتها .. ام لازالت .. ماذا أقول !!..دعنا نرجو الخير .
العالم تغير منذ ألف سنة ، إلا فى هذه البقعة .. العالم يعتمد فى نموه على الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان .. إلا فى هذه البقعة ، العالم ينمو بجهد النساء والرجال .. إلا فى هذه البقعة التى جعلت هدف رجالها الأسمى البحث عن وسائل تعويق وإذلال وتهميش كل من لا يساير مشايخهم ودعاتهم ، سواء من كانوا يخالفونهم فى الدين أو كن سيدات معتزات بكرامتهن ، أو معارضين أو شرطة أو قوات مسلحة أو أساتذة أو رجال العلم و إلاقتصاد، إنه تراث أفراد الجماعات الغازية( ملوك) هذا الزمان (من خلفاء داعش و القاعدة وجند الله وحماس و الاخوان المسلمين المجانين) عندما يدخلون قرية يفسدونها ويحولون الأعزة الى أذلة.