ختان الأناث جريمة ضد الأنسانية 2



جحا الأيطالي
2014 / 7 / 15

قد مر بنا في المقالة السابقة عن التعريف العلمي لختان الأناث ، وظروف النشأة التاريخية لهذه العادة واثبتنا أنها عادة وثنية فرعونية سبقت على أقل تقدير (( المسيحية والأسلام )) ، واشرنا كذلك الى مضار مايسمى بختان الأناث ولكن المشكلة مع هذه الظاهرة الوثنية الفرعونية ..أن الأسلام شرعها بنصوص صادرة عن محمد بذاته .! واليوم تصطدم محاولات ايقاف هذه العملية ((عملية تشويه الأعظاء التناسلية الأنثوية )) بالنصوص الدينية الأسلامية عند بعض رجال الدين المسلمين المتزمتين .. ولابد حين دراستنا لأي قضية وسبل معالجة المشاكل المتعلقة بها ..أن نمر على النصوص ونحاول على أقل تقدير ابطال مفعولها أو حتى الغائها ..ونبدأ مع أول مصطلح في القضية (( الخفاض)) ، يقول د. احمد محمد كنعان..أن ختان البنت: ويسمى الخفض ،ويكون بقطع جزء من البظر,وهو عضو تناسلي صغير يتوضع فوق فتحة الفرج،وله وظيفة مهمة في الأحساس بالرعشة الجنسية والتمتع بالجماع ، فوظيفته تشبه وظيفة القضيب عند الذكر.!)) المصدر: الموسوعة الطبية الفقهية ،(موسوعة جامعة للأحكام الفقهية في الصحة والمرض والممارسات الطبية)، د. أحمد محمد كنعان ، تقديم د. محمد هيثم الخياط، تنسيق وفهرسة :مصطفى قرمد، رفعه : عبد الرحمن النجدي..صفحة 420 ، الناشر : دار النفائس ، الطبعة الأولى لسنة 2000 م ..وهذا الرجل حاول في الصفحة التي تليها اضعاف كل الأحاديث التي وردت في ختان الأناث مع العلم أن هناك احاديث صحيحة.!ولو لاحظتم ايها الأخوة أن هذه الأمة لاتستطيع حتى أن تقول رأي طبي بدون الرجوع الى نبي الأسلام..! ولرفع الحرج عند بعضهم قال أن الأحاديث ضعيفة.!! حتى لايقع في حرج مع النبي ، فهل الأحاديث في هذا الصدد ضعيفة حقا..!؟ جاء في كتاب تحفة الأحوذي مانصه:(( حدثنا هناد عن وكيع عن سفيان عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت : قال النبي ( ص ) : اذا جاوز الختان الختان وجب الغسل )).! قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح .! قال المباركفوري في الباب :( ماجاء اذا التقى الختان الختان وجب الغسل ) المراد بالختانان ختان الرجل وخفاض المرأة ، وختان الرجل هو مقطع جلدة كمرته وخفاض المرأة هو مقطع جلدة في أعلى فرجها تشبه عرف الديك . بينها وبين مدخل الذكر جلدة رقيقة ، وانما ثنيا بلفظ واحد تغليبا ، وله نظائر وقاعدته رد الأثقل الى الأخف والأدنى الى الأعلى )) , وقال كذلك (( قال: وقد روي هذا الحديث عن عائشة عن النبي ( ص ) من غير وجه :(( اذا جاوز الختان الختان قد وجب الغسل )) .وهو قول أكثر أهل العلم من اصحاب النبي ( ص ) منهم : ابي بكر وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعائشة _: والفقهاء من التابعين ومن بعدهم ، مثل سفيان الثوري ، والشافعي ، واحمد ، واسحق . قالــوا : اذا التقى الختانان وجب الغسل . كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي : للأمام المباركفوري ، الجزء الأول صفحة 363 ، حديث رقم 109 ، 80 _ باب ماجاء اذا التقى الختانان وجب الغسل ، مراجعة وتصحيح : عبد الوهاب عبد اللطيف ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع . وفي صحيح مسلم عن أبي موسى قال: فقمت فستأذنت على عائشة ، فأذن لي ، فقلت لها : يااماه ( أو يا أم المؤمنين ) اني اريد أن اسألك عن شيء ، واني استحييك. فقالت : لاتستحي أن تسألني عما كنت سائلا عنه امك التي ولدتك ، فأنما أنا امك ، قلت : فما يوجب الغسل؟ قالت : على الخبير سقطت. قال رسول الله ( ص ) :(( اذا جلس بين شعبها الأربع ، ومس الختان الختان ، فقد وجب الغسل )) وهنا كما نرى فأن حديث ابي موسى قد قضى على اي محاولة تفسير لغوية بحمل معنى الختانان على التغليب.! لكونه ذكر صيغة الحديث بالمفرد(( ومس الختان الختان))..(( صحيح مسلم ، مسلم ابن حجاج ، كتاب الحيض ، باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بألتقاء الختانين ، الجزء الأول صفحة 168 ،اعتنى به : أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي ، الطبعة الأولى لسنة 1427 هـ الموافق 2006 م ، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ، الرياض_ المملكة العربية السعودية )) ، الان أنا اعرف أن البعض من القراء سيطالب بمصدر واضح عن ممارسة الرعيل الأول من المسلمين لهذه العادة ، وعلى اقرار واضح من نبي الأسلام لها ..واقول لهم كذلك أن ماتطلبونه موجود، فلربما قد سمع بعضكم بحديث أم عطية وهي امرأة كانت تخفض الجواري في المدينة.! فلما مر بها محمد قال لها : (( اذا خفضت فأشمي ، ولاتنهكي ، فأنه اسرى للوجه ، وأحضى للزوج )) ، قال الألباني:(( قلت: وبالجملة ، فالحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح والله أعلم.)) وهنا يقول الألباني عبارة جد مهمة واتمنى من الدارسين الأنتباه اليها حيث يقول:(( واعلم أن ختن النساء كان معروفا عند السلف خلافا لما يظنه من لاعلم عنده)). وروى الألباني من تلك الأمثلة : فقال:(( عن أم المهاجر قالت: سبيت وجواري من الروم ، فعرض علينا عثمان الأسلام ، فلم يسلم منا غيري وغير اخرى ، فقال: اخفضوهما وطهروهما . فكنت أخدم عثمان )) قال الألباني: رواه البخاري في الأدب المفرد ( 1245 و1249 ) كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، الألباني المجلد الثاني، الصفحة 348 _ 349 ،طبعة جديدة منقحة ومصححة 1995 م 1415 هـ ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية مكتبة المعارف للنشر والتوزيع / الرياض