قراءة في النص الديني لبيان حقوق المرأة



حيدر حسين سويري
2014 / 8 / 4

" قراءة في النص الديني لبيان حقوق المرأة "
*******************************
بقلم الكاتب : حيدر حسين سويري

قسم القران الكريم الى ثلاثين جزءاً ، والجزء الى مجموعة من السور ، والسورة تحوي مجموعة من المقاطع أو العبارات وتسمى الآيات ومفردها آية ، ولا يعنينا في هذا المقال كيف تم هذا التقسيم ولماذا ظهر بهذه الصورة .....
ان اغلب ما نراه في مجتمعاتنا الاسلامية انما هو موروث اجتماعي ولا علاقة له بالدين بل يعارض الدين في احيان كثيرة ... لقد دأب المسلمون (الرجال) على ظلم المرأة (ولم يغنها الاسلام شيئاً على ارض الواقع) !! حتى رووا احاديث غريبة عن النبي تقول " حفظوهن سورة النور " أو " لا يقرأن سورة يوسف " ولأسباب تافه حيث تتحدث " سورة النور" عن عقوبة الزنا وتتحدث " سورة يوسف " عن العشق والحب والجمال والعاطفة !! ..... وقام البعض من هؤلاء الذين يدعون التدين وهم اجهل الناس بالدين ، يريد ان يرضي الاخر المتفكر والحائر في هذا الكلام العجيب والذي لا يستسيغه أي عاقل ، وقال : لقد افرد القران الكريم سورة كاملة للمراة وهي " سورة النساء " !! ، انا وأن اتفق معه في ظاهر الكلام ولكني اختلف معه بالمعنى اختلافاً جذرياً وادعوه الى قراءة السورة جيداً .....
لقد حكت السورة عن الكثير من الاشياء (لست الان في صدد تعدادها لأنها تخرجنا عن الموضوع) والشئ الاكبر الذي تحدثت عنه السورة هو القتال وما يترتب عنه ... حيث ان مما ينتج عنه (القتل) والذي بدوره يؤدي الى ترك (ارامل ويتامى) ، يحتاجون الى الرعاية ، وهنا ظهر دور المرأة في السورة (عالة) على المجتمع تحتاج الى من يعيلها وصغارها اليتامى ، ثم أخذ الأرث وتقسيماته الحصة الأكبر من السورة ، حيث ان كل موضوع يتم اختزاله وتوضيحة بصورة مختصرة (غايته) في الخاتمة وقد ختمت السورة بالآية (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء : 176]) يعني ان غاية السورة هي الأرث والذي حاولت السورة انصاف المرأة فيه ولم تستطع ولأسباب كثيرة ....
لقد حاولت سورة النساء انصاف المرأة كما حاول النبي محمد (ص) ذلك ، فأنما جاء هذا المصلح الاجتماعي الكبير لأنصاف شريحتين مسحوقين في المجتمع من قبل الطغاة ولا سيما العرب الاجلاف ، حيث كان العرب يستغلانهما استغلالا فضيعاً الا وهما ( المرأة ) و ( العبيد) والصراحة هما سيان فكلاهما (عبيد) ، يشترونهم ويبيعونهم ويقتلونهم ويفعلون بهم ما شاؤوا !!! ... وما أن مات محمد ( إنقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) وعاد العرب الى ماهم عليه من استعباد المرأة وسلب حقوقها ، ولا اسلام الا مايصب في مصلحتهم .....
ان ما يزعجنا حقاً انهم تلاعبوا في النص الديني لا نقول حرفوه وانما تارة اعطوه معنىً مختلفاً يطابق اهوائهم ، وتارة اخرى وجهوا الانظار الى شئ أخر يخدمهم وتركوا النصوص الاخرى التي تفضحهم ، ونسوا بأن القرأن كتاب سماوي يكمل بعضه بعضاً ... وكما قلت اعلاه " ان غاية الموضوع تتضح في خاتمته " أصل الى خاتمة بحثي هذا وكما تعودت الاختصار ، فكما يقال " خير الكلام ما قل ودل " ...
لقد رأيت ان مواضيع سورة النساء توزعت على الجزء الثامن والعشرين من القران الكريم ، والذي يبدأ بسورة المجادلة ويختم بسورة التحريم ولكن بصورة مختلفة وواضحة جداً ( وليَّ الفخر بأن اكون اول من انتبه الى هذا الشئ واشار اليه ) .....
حيث بدأ الجزء بآية ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة : 1]) وهي خولة بنت ثعلبة (تفسير الجلالين) ، وأخذ هذا الجزء (الثامن) من القرأن بعرض مظلومية المرأة وحقوقها المغبونة وصولا الى السورة الاخيرة منه وهي سورة التحريم وفي الآيات الثلاثة الاخيرة منها كانت خلاصة الموضوع حيث جاء فيهما (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)) وهنا يستبان لنا كما ان في الرجال ظلمة فأن في النساء كذلك وكما أن في الرجال انبياء ومصلحون ففي النساء كذلك ... وذكرت في ايات السور الاخرى من هذا الجزء نساء اخريات سلباً وايجاباً عسى الله ان يوفقنا لنفرد لهذا البحث كتاباً خاصاً .....

[email protected]