هل اسماء النساء عورة؟



طه رشيد
2014 / 8 / 28

كلما ازداد الجهل في قراءة الموروث الديني ودس الانف في الامور الدنيوية، كلما زاد التراجع في العديد من الامور المجتمعية، وبالاخص في الموقف من المرأة، بإعتبارها القضية المركزية في عقلية المجتمعات الذكورية المغلقة. ومجتمعاتنا خير دليل على ذلك، فهي تتعامل مع المرأة باعتبارها احدى المحرمات التي تصل لحد اعتبارها «عورة «..
كانوا يقولون في سالف الزمان ، وهو ما عدنا نسمعه اليوم، حين يتحدث احدهم عن زوجته يقول « حرمتي» واذا صرفنا الكلمة سنجد المتحدث يبرر اعتبار زوجته حلالاً عليه وحرام على الجميع. ولكن ماذا تقول عن ذلك الذي يشفع الجملة بـ «حشاك « حين يذكر زوجته؟ فما عليك الا ان تدير له ظهرك وتترك مجلسه نهائيا .
انتقل الى بعض تفاصيل الحملة الانتخابية الاخيرة لبعض النسوة اللاتي ساهمن بإذلال المرأة لا لتحريرها وظهرن في الدعاية اما منقبات او وضعن صور رجال بدل صورهن ! كيف نستطيع ان نبني دولة مدنية ديمقراطية باشباه او اشباح نساء ؟ والمشكلة ان المسكينة حتى بعد رحيلها الابدي، لا يذكر اسمها في اليافطة التي تعلن وفاتها: انتقلت الى رحمة الله عقيلة الحاج .. من هي ؟ ام من؟ اخت من ؟انها مجرد رقم عاش وعاشرناه فرحل وشطب من السجل العائلي !
لنتحدث بصراحة اكبر. لقد حصدنا خلال الاربعة عقود الماضية تخلفا ضرب المجتمع العراقي عموديا وافقيا، وعاد بنا القهقرى الى عصر الظلمات، ولولا نشاط بعض النسوة المجتهدات والمكافحات والمتميزات بفعلهن من اجل قضية المرأة اولا والوطن ثانيا، لاصبحنا داعشيي الفكرة والسلوك .
المجتمع العراقي يواجه خطرا جديدا يتمثل في « داعش « ومن لف لفها من قوى تكفيرية وظلامية وميليشياوية ، وهذه القوى اوغلت في احتقار المرأة لحد سبيها وبيعها في اسواق الدعارة علنا ، وما حدث في الموصل قبل ايام معدودة او في مدن اخرى ما زال طريا في الذاكرة !
انا لا يضيرني المتخلف ذهنيا والمعوق فكريا والمشدود بسلاسل من حديد لماضي لا يصلح حتى لذلك الماضي وليس لحاضرنا في القرن الواحد والعشرين . ولكن ما يضيرني اليوم هو ان يصبح البعض وجها آخر امام داعش من دون سلاح ومن دون دم . ولكن بسلوك موغل في التخلف، ويدعو جهارا لحبس المرأة في منزلها حيث لا يحق لها سوى الانجاب، ويدعو علنا لفصلها عن كل اختلاط مع الرجل . وقد وصل الامر بالبعض الى عدم السماح بخلط الطماطة مع الخيار، لان الطماطة مؤنثة والخيار مذكر ! تبا لهم من داعشيين وإن لم ينتموا!