نساء ونساء



مليكة طيطان
2005 / 8 / 14

الموضوع لايتعلق طبعابفيلم المخرج المغربي سعد الشرايبي _ نساء ونساء - فقط ارتأت أن أستعير العنوان فثمة مفارقة غريبة تتعلق بالنوع النسائي تستدعي بسط معطيات بالفعل حصلت ... لاأدري هل ألبسها لباس المزحة والسخرية أم أسردها كما وقعت ، لمالا أوظف الاختيار الأول بكل تأكيد ستساهم في استمالة انتباه القارىءقبلنا فعلها الفيلسوف الانجليزي الساخر -بيرنارد شو - تمكن من ازاحة الستار عن عورات مجتمعه موظفا أسلوبه الساخر في التشريح والتوضيح والاجابة ، أشرت في البدء الى النوع النسائي مهلا أيها القارىء العزيز انني لا أعاني من وعي شقي ، أيضا أتمنى ألا تضعني في خانة المثالية التي تعترض مسيرة التطور أو التقدم أو ما تشاء من الأوصاف ... ممكن أن نستوعب حركية تنزلت في التاريخ ساهمت النساء في رسم مسافات دروب النضال السياسي ومن خلاله طبعا النضال النسائي ...في المغرب ثمة نساء خرجن من طوق الفكر التقليدي السائد زامنت العصر الذهبي للنضال حينها تميزت الفترة بحيوية فكرية نابضة ...كان النضال شيئا جميلا تصاحبه طقوس رائعة ....رغم قلتهن العددية آنذاك فانني أشهد بالتزامهن للفضاء النضالي كمساحة يجسدن فيها قناعاتهن واختياراتهن ، أيضا أود أن أدرج في هذه الزاوية قمعا بصيغة أخرى كانت المناضلة عرضة له ...انها صيغة ظلم ذكوري عز عليه أن تشاركه المرأة في النضال وفي تبعات النضال ، وأكثر من هذا ستستغرب أيها القارىء العزيز بغضب الآخر من نضال المرأة رغم أنه ليس له في العير ولا في النفير ،عبرت عن الحالة الأستاذة لطيفة الجبابدي في استجواب باحدى الصحف المغربية ، أجابت بما معناه .....بعد الاختطاف القسري الذي دام أكثر من سنة في المعتقل السري السيء الذكر درب مولاي الشريف أحالونا على السجن ، في احدى الصباحات أخذوني الى المحكمة من أجل التحقيق بمفردي أركبوني سيارة الأمن المصفحة بمعية خمسة رجال من الأمن وكانت حالة استنفار وبكل المقاييس تسبق السيارة رجال أمن بالدراجات النارية تفسح الطريق أيضا كل أصناف التدخل العسكري والسريع كانت حاضرة فجأة انتبهت وأنا طبعا داخل السيارة الى شرطي ضرب بسلاحه أرضا وكذلك قبعته ...انتابته هستيريا حادة وصرخ أمن أجل امرأة فقط كل هذا الاستنفار ...انها سبة ...نعم الرجل تكلم حينما اعتقد أنه مس في رجولته ...اذن هؤلاء نساء ، فما هو حال الصنف الثاني من النساء موضوع مستملحتنا ؟ ...
ولأن أشياء حصلت باسم عهد جديد بقوة نظام دولي جديد بغول عولمة جعلت العالم وكأنه سفينة عائمة على حد تعبير كورباتشوف وهو ينحث بيرسترويكاه ، وبما أن درجة الاستحقاق رهينةبمدى التوظيف الجيد والتام لتعليمات وتوجيهات الأساتذة ، ولأن تحقيق التنمية لا يمكن الوصول اليه في غياب نصف المجتمع ، ومن أجل انتزاع درجة استحقاق محترمة أزيح الستار عن حريم يجهل كيف رسمت مسافات دروب النضال فحصل بهن الاكتظاظ في الأحزاب والنقابات وكل ما له علاقة بالفضاء العام ولأول مرة نتمكن من رؤية حريم اخواننا المناضلين فهذه المرة ما لم يستطع الوصول اليه كانتزاع مقعد في البرلمان أو في ديوان وزير مثلا فزوجته وبامتياز النصاب (الكوطا ) ستبلغ المقصود وليس بغريب أن توقع هنا وهناك من أجل مراكمة امكانيات التلميع فالمكسب الأول مقعد مهدى في طبق من ذهب بالبرلمان باسم اللائحة الوطنية لأن الرجال من الصعب أن يتنازلوا لسيدة تقود لائحة في دائرة ما بل الممتع في السابق أن تكون المرأة مجرد قطعة غيار الهدف منها تغطية الدوائر المرفوضة من طرف الرجال ...أما المكسب الثاني فحينما تتربع كذلك على سدة تنظيم حزبي أو نقابي أو جمعوي وبالمناسبة فبعض الجمعيات المخلوقة على المقاس ماهي الا جزء من تأثيث ماركوتينغ من أجل التلميع ، بل الممتع المضحك المبكي في نفس الآن أن يدرج الاسم في اطار يعنى بصناعة الفكر وليكن في مقدمته مثلا اتحاد كتاب المغرب ....وكتتويج لهذه المكاسب تجري وتتهافت على مكاتب القنوات التلفزيونية الوطنية والأجنبية من أجل الظهور وبدون مناسبة .. كل هذا من أجل مراكمة رأسمال اشهاري يمكنها من الاستوزار أو أشياء أخرى ....ننتقل الى حالة أخرى نشرحها ..نتأمل وجه الغرابة فيها من أجل انتزاع لحظة ممتعة بفعل سخرية الموقف ، لا أخفيكم سرا هذه الواقعة حدثت مؤخرا بطلتها سيدة برلمانية ومسؤولة بحزب لايجمع بينه وبين الفكر الأحمر أي رابط لكنه يصر على أنه كذلك بحكم التاريخ فقط لأنه يملك الأصل التجاري أما المحتاوى أفسره بالسؤال التالي هل الليبرالية سبة أو اهانة ؟: ....هذه السيدة توجهت الى نساء معمل يعتصمن احتجاجا على وضعيتهن الموبوءة بفعل جشع الباطرونا التي تريد من الكادحين اللبن وثمن اللبن ...اعتلت الرفيقة المنصة و الكادحات المتلهفات الى توضيح مأساتهن وظروف اشتغالهن ينتظرن ما ستقوله الرفيقة التي خاطبتهن بالتالي = رفيقاتي العزيزات كلنا يد واحدة سنناضل رفيقاتي من أجل انتزاع ......انتزاع مناصب ومسؤوليات حكرا على الرجل فقط سنناضل اليوم وقبل الغد من أجل اسناد مسؤوليات ادارية مرموقة للمرأة ينفرد بها الرجل فقط نعم نريد من المرأة أن تصبح عاملة على اقليم أو والية على جهةهكذا اذن تنتهي السيدة النائبة البرلمانبة من القاء كلمتها في الكادحات المضطهدات الباحتات عن لقمة خبز من أجل سد رمق الأهل والأطفال ولأن الفقر تأنث وكأني معها نرتب عهدا مكررا لاعادة الترشيح وبالتالي خوض غمار دعاية مسبوقة .... أيها القارىء الكريم غير المغربي أرى ضرورة توضيح المصطلحات وبالتالي الأسماء لكي يكتمل للمعنى عناصره الضرورية فمهمة عامل(ة) هي بمتابة المحافظ عند اخواننا المصريين وهي أعلى مسؤولية في الاقليم وهذا الأخير بمتابة محافظة ممكن أن تضم مجموعة من المدن ، أما الوالي (ة) فالمسؤولية أوسع وأسمى من الأولى أي العامل لأن المسألة تتعلق بمجموعة من الأقاليم أو العمالات (المحافظات) هكذا اذن نكون أمام مفارقة غريبة بطلاتها يشتركن في نفس الجنس لكن تفرق بينهما أشياء كثيرة لا داعية لتشريحها