الحجاب الشرعي بين داعش وهيئة السعودية !!



عبدالله مطلق القحطاني
2014 / 9 / 5

نقل موقع جريدة إليكترونية محلية مقربة من السلطة خبرا عن مشادة كلامية حادة جرت بين فتاة مواطنة كانت في أحد أسواق العاصمة البارحة وبعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين وجهوا لها كلاما قاسيا خاليا من حسن الكلام بل وبشدة وغلظة معادة القوم واتهموها بالتبرج والسبب أن رجال الحسبة المؤمنين والصادقين والناصحين وذوي الأخلاق الحسنة وأسلوب النصح والكلام الحسن رأوها بدون وضع غطاء على وجهها فأغلظوا لها الكلام فردت لهم صاعهم مضاعفا واتهمتهم بأنهم دواعش ولا ألوم الفتاة فقبل يوم رأينا ورأى العالم كله واقعة اعتدائهم الموثق على أحد المقيمين وزوجته المواطنة واكتشف الجميع كذبا بواحا لبعض أعضاء الهيئة عند التحقيق معه عندما حاول أكثر من عضو في الهيئة انكار الاعتداء الموثق سلفا وتيقنت رئاسة الهيئة من كذبهم الصريح والبواح واكتفت بنقلهم خارج العاصمة حيث يندر وجود أجانب غربيين بالقرى والمدن الداخلية وليكن الله بعون العمالة المسلمة الأسيوية مع بركات هؤلاء الأعضاء المخلصين !! نعود لواقعة مشاجرة الفتاة والتي بعدما توعدتهم بالشكوى واتهمتهم علانية بتبني تشدد الدواعش غادرت السوق رغم أنوفهم وقام عضو بالهيئة بتدوين لوحة السيارة التي أقلت الفتاة ثم تقدم الأعضاء بشكوى لجهة الاختصاص !! ؛ أولا لا يحق لهؤلاء أن يتدخلوا في مسألة تغطية الوجه من عدمه وليس النصح بالزجر وفحش الكلام كاتهامها بالتبرج ؛ ثانيا لم يعد في عصرنا هذا يجهل الحجاب الشرعي وفق إجماع فقهاء الأمة والمحدثين والنفسرين إلا أيتام ابن تيمية وأرباب الفكر المتشدد والمتطرف من مجرمي القاعدة وداعش وبقيتيهما كبوكوحرام وغيرها ! لهذا نعت هؤلاء الجهلة بالدواعش نعتا في محله لذات السلوك وزعمهم الشكوى ما هو إلا استباق منهم على نسق ضربني وبكى سبقني واشتكى !! ؛ والآن سنبين وننقل لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الشرطة الدينية كما تعرف في اعلام الغرب ومؤسساته الرسمية ! سننقل لهم ولغيرهم حكم تغطية الوجه عند أهل السنة والجماعة وإليكم أقوال وأراء أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة في الفقه عند أهل السنة - خروج مؤقت عن الموضوع أهل السنة لديهم أربعة مذاهب فقهية من عشرات المذاهب معتمدة ! والإنجيل الشريف له أربع روايات صحيحة معتمدة من عشرات لا ترقى للصحة وليست معتمدة صدفة !! المهم نعود لأقوال المذاهب الأربعة في حكم تغطية الوجه : الحنابلة كل الحرة عورة إلا وجهها ؛ المالكية قالوا نصا : يجوز النظر إلى الوجهين والكفين ولا فرق بين ظاهرهما وباطنهما بغير قصد لذة ولا وجدانها وإلا حرم ؛ الحنفية : بدن المرأة عورة إلا وجهها وكفيها باطنهما وظاهرهما على الأصح كما في شرح المنيه وفي كتاب الهداية وهذا تنصيص على أن القدم عورة ويروى أن القدم ليست بعورة وهو الأصح عند الأحناف ؛ وأما الشافعية : المرأة بدنها كله عورة إلا الوجه والكفين ظهرا وبطنا لقوله تعالى : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ؛ انتهى النقل والإجماع على أن الوجه والكفين ليسا بعورة جاء عن أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة التي أشرت لها آنفا ؛ وننصح الغلاة والمتشددين من أيتام وأتباع الفكر المتشدد أن يتركوا عادات شيخهم الذي كان يعيش قبل ثلاثة قرون وهذه العباءة السوداء وتغطية الوجه بالسواد هي موروثات تخلف بالية ولا تجوز صلاة المرأة بها وفق أقوال الفقهاء فكيف يتم التحرش ومحاولة التضييق على الفتيات والنساء وتحرير محاضر شكاوى ضدهن مع الغلظة والشدة استنادا على عادات وتقاليد بال عليها الدهر وترك أقوال أئمة الفقه الأربعة المعتمدين من أهل السنة ؟!!! لا نريد دواعش وداعش بمجتمعنا لا فكرا ولا سلوكا ولا ممارسة ؛ أوقفوا إهانة المرأة عبر ممارسات الهيئة الخاطئة وفهمهم السقيم للنصوص وسوء تطبيقه .