ميلادينوف مبعوث الامم المتحدة .... واضحوكة جديدة



منى حسين
2014 / 9 / 7

ليست شطحة جديدة لصياح الديكة.. وصيحة ديك الأمم المتحدة في العراق ليست مبكرة وهو ينادي بتمثيل اكبر للنساء في تشكيل الحكومة.. ميلادينوف يحث المسؤولين في الحكومة العراقية على ضمان تمثيل عادل للنساء يمثل كل الاقليات ويستوعب كل الاطراف كما ذكر، وبنفس الصدد أكد على اهمية مشاركة المراة وعلى مستوى جميع مراحل العملية السياسية.. والسؤال الذي يقودنا تصريح ميلادينوف اليه هو اي تمثيل يقصده مبعوث الامم المتحدة.. هل يقصد التمثيل الديني ام العرقي ام الطائفي..
جلبت لنا حكومات التبني التي تفرضها مصالح الراسمال والعملية السياسية كوكبة من النساء اللواتي وصلن للسلطة، نساء اتخذن دور المغيبات والمهمشات والتابعات المنفذات لاجندات وسياسات مفبركة ومدروسة لنعنعة السليم المتبقي بجزءه الضئيل، كوكبة التهمت ولا زالت تلتهم وتنهش قضية المراة بكل المحاور.. هل يقصد السيد ميلادينوف تمثيل نسوي على غرار التمثيل الذي جسدته وزيرة الدولة لشؤون المراة.. ام يريد تمثيلا نسويا يمرر قانون اغتصاب الطفلات.. ام تمثيلا نسويا يطالب بتعدد الزوجات وتاييد العزل الجنسي في المدارس والجامعات.. اي تمثيل نسوي ستجسده حكومة لا هم لها الا اذلال المراة وجرها للطاعة والولاء لتعاليم دينية وعشائرية وعرقية تكرس لها الدونية..
ان الامم المتحدة ومن يمثلها مهمتها في العراق معروفة وهي احصاء عدد القتلى وتصنيف الطرق التي قتلوا فيها وتبويبها.. ونعرف ان السيد ميلادينوف على راس هذه الاحصائيات وعلى دراية وعلم تام بحجم الاذى والنكبة التي اصاب المراة في العراق، من جراء تعاقب حكومات مصالح الربح وتراكم الراسمال.. حكومات لا هم لها الا الارباح بكل اشكاله.. مبعوث الأمم المتحدة يعرف بأن شيئا لن يتغير أن صار للمرأة تمثيلا في الحكومة او لا ... يعرف أن المعاناة ستزداد أطنانا مضاعفة طالما توجد اشكال ونماذج هذه الحكومة بعمليتها السياسية التي لم تغيير شيئا سوى الوجوه..
القادم أسوء بكثير من السابق واللاحق سيبدا بالنواح طالما هذه السياسة موجودة وثابتة مدعومة ومركزة من قبل اصحاب المصالح.. السيد ميلادينوف ينكر كل شيء عن عمليات البرمجة التي قامت بها ايدلوجيات الحركات السياسية لجعل المراة خاضعة ومنقادة لها وقاعدة وبرج وهرم لسلطتها وامبراطوريتها.. وبالذات ما يخص المراة او كل ما يخص المراة.. لقد قامت كل الانظمة وعلى تعاقبها ببرمجة كل شيء لتركيز قهر المراة واستغلالها.. ولم يجروء مبعوث الامم المتحدة على كسر القوالب الكونكريتية التي صبت وتصب لقولبة المراة في العراق او المنطقة عموما.. قوالب اجندات احاطت بها ولعبت المؤسسة التي يتحدث باسمها ميلادينوف الدور الاكبر بثبيت اعمدة التأبيد النهائي لقضية المراة وفي كل مكان بالعالم.. الجشع والاستغلال والعنف على صعيد العائلة والمجتمع والدولة والعمل والدراسة وفي كل مجال.. لم يترك العنف خرم ابرة واحدة الا ودخل وتنفذ وانغرز بقضية المراة في العراق بالذات وفي كل مكان بالعالم..
لكن سيكون صوتنا أعلى من صياح الديك الذي يبشر بصباحات عالم الديكة التي تتزعم قيادة الافراخ والدجاج وقيادة عالم داجن خاضع.. سيكون وجودنا مغروز وماضي وكاسر لكل شيء.. اركن تصريحك هذا مع قائمة تصريحات طويلة اذا لا نفع منها الا التسطيح الاعلامي والتشظي الانساني.. فقط نحن نعرف من انتم ومازرعتم وما تريدون حصاده وماتنظرون.. ان ما يطلبه السيد ميلادينوف هو تحول سحري واعتقد ان زمن التحولات السحرية ولى واندثر.. انها المراة في العراق مصابة بداء اسمه الحكومة القديمة والتحولات الجديدة.. ولن يكون هناك علاج او شفاء الا برحيل وكنس العملية السياسية باكملها ليس فقط بما يخص المراة في العراق.. بل بما يخص كل الجماهير ولن تكون هناك مساواة وتحرر الا بانتهاء كل هذا العبث واستنشاق الحياة من جديد.. يجب ان يكون انقلابنا انقلاب على الاوضاع والحقائق والقوانين.. وعلينا مواجهة اقطاب الفساد المتمثلة بتصريحات واصوات وصياحات الديكة كصياح ديك الامم المتحدة في العراق.. انها مجرد جهات تكسب الجاه والمجد والسمعة.. متسللة بامكانياتها المدعومة لتسريب الطبطبة على مأساة الآلاف المؤلفة من الابرياء والمحرومين.. انها عظمة تأدية الدور وحقيقة الدور حبر على ورق.. ورف عالي واظبارة تمثل تاريخ كامل من التصريحات والمواقف..
*********************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم