علي هامش المجتمع



مني يسري عزت
2014 / 9 / 14

على هامش المجتمع !

على الرغم من كل المؤنثات ، فالحرية مؤنثة والعبودية أيضا مؤنثة !


على هامش.كوارث المجتمع التي نحياها يتصدر التحرش أعلي الكوارث لكنه الأقل اهتماما منا فى حله والتصدي له !

ومابين فتاة العتبة ، وفتاة التحرير ياقلبي لاتحزن !
ما من مصري لايذكر حادث فتاة العتبة عام ١-;---;--٩-;---;--٩-;---;--٣-;---;-- حيث تم اغتصاب فتاه علي يد شاب معه مجموعة من حاملي الأسلحة البيضاء المصوبة فى أوجه الجمهور !
كان هذا فى إحدي صبيحات رمضان بميدان العتبة بالقاهرة !
وظلت بعدها وسائل إعلام المخلوع مبارك ورجال الدين التابعين لهم يهيئون الرأي العام والشعب أجمع لتقبل جريمة شنعاء كهذه التي ارتكبت !
لتعاني المرأة المصرية بعدها ويلات وحوادث صارت حديثة عهد بنا !
وما استتبت بالمجتمع إلا علي ايدي مبارك ونظامه البائد!
وإذا قمنا برصد تعريف مناسب للتحرش .. فانه :- جريمة إغتصاب فكري ومعنوي لحرمة الجسد الإنساني باعتبار ان أجساد النساء ماخلقت إلا ليمتلكها الرجال!
والواقع العملي يخبرنا أن التحرش جريمة أخلاقية مرتبطة بالتربية والنشيء وهو سلوك يعكس مفهوم الرجل وفهمه لأمتلاكه الحق الكامل بالنيل من المادة أو الشخص الخاضع للتحرش ؛ وعمليه كهذه فى قمة المهانة للمرأة ، وهي إن كانت معبرة عن شيء فهي لاتعبر إلا عن موقعها الهامشي فى المجتمع والذي لايتعدي إلا دور الحاضنة لرغبات الرجل ونسله فيما بعد !
فى الواقع أن التحرش جريمة لاتقتصر على مصر فقط إنما تشمل وطننا العربي ككل !
لكن من المذهل أن تتصدر مصر دول العالم وتتخذ الصدارة بالمركز الثاني عالميا فى مستويات التحرش الجنسي بالنساء !
ليصبح ٩-;---;--٣-;---;--٪-;---;-- من نساء مصر يتم التحرش بهن !
وإذا اتجهنا غربا ، لمواطن أوروبي تجرأ علي فعل أمر كهذا ، حاول التحرش بامرأه فى إحدي ضواحي باريس أو ميادين نيويورك أو شوارع لندن ، فسيجد نفسه نزيل السجن ، مسددا لغرامه مالية لا بأس بها ، بتهمة إنتهاك حقوق المواطنة !
فاالتحرش بالنساء فى أوطاننا يعتبره الرجال شطارة فى النيل من أى شيء ، وماهو إلا دليل علي كبت نفسي بلغ ذروته ولا يجد الرجل أى سبيل لتفريغه سوى هذا السلوك المنحرف !
وكذلك الواقع بالنسبة للنساء بشكل أكبر !
فالمرأه التي تمتهن فى الشارع من رجل منحرف السلوك تربي ابنها انه الأعلي شئنا من أخته !
وهذا ينشأه على إحساسه بتميز جنسه عن الجنس الآخر !!!
وهنا تكمن كارثة مجتمعنا!!
ويبقى المجتمع مريضا إذا لم يتمكن من حماية النساء بقوة القانون وإرساء ثقافة حقوق المواطنة !
فلاخير فى مجتمع لايقدر نساؤه باعتباؤهن قاصرات وغير قادرات علي امتلاك قرارهن والدفاع عن أنفسهن !
وليس من الضرورى أن تصبح المرأه بطله فى مهارات الدفاع عن النفس لدرء محاولات التحرش بها فى الأماكن العامه علي مرأى ومسمع من الناس !

إن المجتمع الذكوري المغلف بغلاف الدين لهو من أشد النكبات التي تتعرض لها المرأة العربية ، حيث نقبع نحن نساء العرب لسلطة الرجل ، الدين ، المجتمع المشبع بثقافة ذكورية عفنة!

تلك الثقافة التي تعمل علي تعزيز حقوق الرجل ، وإسقاط تبعاته وجرائمه علي المرأه !
فنسمع إن مبررات التحرش هو لباس الانثي ، وكأن الرجال فى بلادنا ماهم إلا مجموعة من ذكور الهررة فى مواسم التزاوج تهرول وراء الاناث فى الطرقات !

حقيقة الأمر أن مبرر عقيم كهذا ؛ فى باطنه إهانة للرجل أكثر منها للمرأه !

وتبقي أمية النساء العبء الأكبر علي كاهل مجتمع معظم نسائه لا ينلن حظهن من التعليم والتنمية ، وبالتالي لا ينتج إلا أجيالا تنعم بالجهل وانعدام الوعي الإنساني ؛ ولأننا نحن النساء نحمل ثقافة المجتمع علي كواهلنا ، فحق لنا أن نثور من أجل حياة أفضل نستحقها!

وتبقى دولة القانون وحدها الكفيلة برعاية المرأه واحترام حقها كمواطن كامل الأهلية وله جميع الحقوق فى هذا المجتمع ، وليس كائن يحيا علي هامش المجتمع !