التحرش ليس بالأمر العادي



زكرياء قانت
2014 / 9 / 28

دعنا نتحدث عن ظاهرة خطيرة متفشية داخل مجتمعاتنا لكثرة ممارستها داخل مجتمعاتنا أصبحت بالأمر العادي بالنسبة للبعض و معيارا للرجولة و الكفاءة بالنسبة للبعض الأخر, الموضوع الذي اخترت التطرق إليه هو موضوع التحرش الجنسي و المس اليومي بكرامة المرأة داخل الأزقة و الأحياء المغربية , بل حتى داخل أماكن عمومية و شركات في بعض الأحيان.
حيث يتم اختزال المرأة داخل مجتمعاتنا كجسد و ليس كشخصية فاعلة في المجتمع, لا يتم تقدير مواقفها و لا أرائها ,و يعتبرونها سلعة و أداة لتفريغ الكبث الجنسي. بمجتمعاتنا يتم اتهامها بالقصور الفكري و عدم القدرة على اتخاذ القرارات ,رغم برهنتها عن عكس ذلك.
إنه المرض إنه الكبث الجنسي و العفن الفكري الذي يدفع بالرجال للتحرش...

بالنسبة لي ترجع أسباب التحرش لسببين أساسيين الأول مجتمعي و الثاني قانوني , فبالنسبة للشق الإجتماعي فتداول كلمات من مثيل مصطلح"عنيبة" و "طاكسي" و التي هي شتائم و مصطلحات يتم إطلاقها على كل من يحترم الجنس اللطيف يساهم في تفشي الظاهرة و ازديادها, فثقافة التحرش لكثرة ترسخها داخل العقول المغربية أصبحت تعتبر أمرا عاديا و ليس كجريمة كما يقر القانون ,و هنا يتم الإنتقال للشق القانوني من حيث النصوص و عدم التطبيق الصارم لها حيث ثم التغاضي عن المتابعة القانونية بتهمة التحرش.
و أخيرا و ليس آخرا يجب تفعيل الجهود من أجل محاربة هذه الظاهرة التي تترك إنعاكاسات سلبية على نفسية المرأة, حيث يتم إهانة كرامتها يوميا مما يقلل من قدراتها الإبداعية و الإنتاجية ,و ذلك من خلال تربية مجتمع يحترم الأخر و لا ينقص من شأن المرأة بعيدا عن التناقض الذي يعيشه المغاربة, بين الإنفتاح على الغرب (الكافر كما يسميه البعض) و بين المبادئ الرجعية المتزمتة التي زرعت في الأذهان عن طريق التلقين إضافة للبنية الثقافية و الإجتماعية .