مذكرات بارميطة رقم45



لوتس رحيل
2014 / 10 / 1

ويعود احمد من رحلته الاحمدية اكثر نشاطا واملا ورغبة في الحياة...وتتصل دكرى تتفقد احوالنا وتسال عن المستجدات فقد شفيت تماما ومشتاقة الى رؤيتنا كما تفكر في زيارتنا قريبا وهي تعد احمد بهدية كبيرة بمناسبة زواجه كما تعبر عن مدى فرحتها العارمة للنبئ السار ..اجل فاحمد سيصبح ابا...يا لها من بوشرى سارة...واحمد اكثر فرحا ...
هنيئا لك يا احمد...ربما حان الوقت لمراجعة كل الحسابات...
وفدوى بدورها تعلن فرحتها وترسل التهاني الى ماجدة المدللة التي لن تفارق السرير لعدة ايام..حسب تعليمات الطبيب...وام احمد هي الاخرى تنتظر حفيدها بفارغ الصبر...انها الحياة..تقلبات...عواصف رعدية...امطار وفيضانات...وبعدها فصل ربيع...واخضرار وطبيعة خلابة...وورود ورياحين...فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا...وبنون دون مال عاصفة ومال دون بنون كارثة..وانا استرجع حديث فدوى عن دلك الرجل الانيق المحترم ..رجل الاعمال كما اعتقدت والدي هو فعلا رجل اعمال لكن من طينة اخرى...
يعقد الصفقات ..صفقات بيع اجساد فلدات كبده...
وانا لا اصدق كلام فدوى التي تؤكد دلك:
اجل يا زهرة فله ابنة جميلة وابن فتي...ومهنة رجل الاعمال هدا بيع جسد ابنته وجسد ابنه...فهما في عمر الزهور ويحرص على عدم الظهور بهما علنا خوفا من الاعين المتطفلة او من وشاية به الى جمعيات حقوق الطفولة المغتصبة... لدا يقيم اجتماعاته هنا مع شواد لواطيين وشواد يحبون اجسادا طرية ويقبض مقدم الثمن ويتفق على موعد التسليم..فله مخططات وبرامج وراغبي لدة ونشوة...اه لو رايت ابنته الجميلة طفلة لاتتعدى الثالثة عشر يصر على بيع لحمها واستثمارها في مجال الملدات والفجور وابنه البرئ ايضا...
يا الهي كفى يا فدوى فانا لا احتمل دلك ..فهم مجرد اطفال ابرياء وطفولة مغتصبة واقرانهم يرتادون المدارس ولهم احلام وطموحات...
وتقاطعني فدوى في حسرة قائلة :
ابنته مجبرة على تلبية رغبات الزبائن يا زهرة واغلبهم عرب فهي ترقص وتشرب خمرة ...
ابنة في الثالثة عشر تسكر رباه ماهدا؟وابن في الخامسة عشر مرغم هو الاخر على مضاجعة رجال طالبي لدة يسكر ويدخن هو الاخر ويتناوب عليه الزبائن في تلبية رغباتهم الجنسية...
والطامة الكبرى يا زهرة ان الاب يحرمهما من المال فلا يحق لهما التصرف فيما يكسبان فالاب وحده له الحرية حرية التصرف ولا يفعلا شيئا دون ادنه..يحرمهما من ابسط حقوقهما ولا يادن لهما بالخروج او قضاء اغراضهما او الخروج مع رفاق...فهو يحبسهما في المنزل خوفا من هروبهما...فهما مصدر رزقه....وينفق المال في سهرات خاصة هو الاخر مع عشيقات ومعاقرة خمر ودخان شيشة ورقص....وقد حاولا مرار الهرب من سجن الاب دون جدوى...ولم يجدا بدا من الادعان له وتلبية رغبات زبائنه الشواد...
ويعود الامر اي معاملته السيئة لهما واستثماره لجسديهما كما تقول فدوى الى خيانة امهما له وهروبها صحبة عشيقها..فقد تخلت عنهما الام...وكانت فكرة الاب المخمور والمتسكع والمدمن على لعب القمار..ان ينتقم من الام اشر انتقام..فكانت اولى خططه اغتصاب فلدات كبده وممارسته الجنس عليهما بالقوة ..فهو يبرحهما ضربا مما يخيفهما منه ويجعلهما يستسلمان لرغباته الجنونية..ليتطور الامر دات ليلة وهو بصحبة صديق له يتسامران ويسكران وينقضان على الابن والابنة وهما نائمين في غرفة منزوية ليشبعا رغباتهما الجنسية وهما مخمورين...ليعرض عليه الصديق استثمار جسد ابنه وابنته الطريين مبديا استعداده لاستدراج الزبائن مقابل حصة..وكانت الفكرة جهنمية لينفدها الاب في اقرب وقت ..وتصبح وجهة الاب المستنقع فحيتانه كبيرة...قرش..واخطبوط... وربح كثير على حد تعبير ماجدة .....الربح وفير والعشق كثير....
وعاهر غاضبة تكره الرجال تكره النساء..تكره العالم باسره..وتتساءل عن سبب الفوضى؟عن سبب تلوث الطبيعة وتلوث المياه؟ولم لايصبح مستنقعنا الملوث بركة ماء صافية؟؟؟؟؟واحمد الدي يتعاطف معها ويشفق على سبب دخولها المستنقع حيث يقول عنها انها دات شخصية قوية ..وافكار جريئة ..وهي طيبة القلب لكنها قاسية الطبع ايضا:
لبنى دات العينان الخضراوان وشعر اشقر..ونبرة قاسية في الحديث..لاتتجاوز الرابعة والاربعين..مطلقة ولها ابنان...اضطرت الى الطيران هي الاخرى لتكون وجهتها هده المدينة العملاقة التي تبتلع كل شيء في الظلام تحضن جميع الالوان والاشكال من اجناس واصناف وثقافات وتناقضات وقضايا...وعدو لبنى اللدود هو القانون...
مادا قلت يا احمد القانون؟اهو اسم رجل ام دولة ام كابوس يهدد حياتها؟
وضحكت فدوى ثانية فنوبتي الغبائية تطفو كما تقول...
واحمد يسترسل في درسه الاحمدي حتى افهم جيدا ما يقول:
اجل القانون فهي تتساءل لم لا يحدث تغيير في القانون؟فهي مطلقة ولها طفلان وزوجها تخلى عنها ورفض ان ينفق على ابنيه وهي لا حول لها ولا قوة لانها لا تشتغل بل ربة بيت ..ومصاريف ابنيها اثقلت كاهلها رغم مساعدات عائلتها لها فزوجها الندل تركها عرضة للضياع حتى اضطرت الى افراغ المنزل الدي تكتريه لان صاحب الملك رفع دعوى افراغ في المحكمة ضدها لكونها انقطعت عن اداء الواجبات الكرائية مدة طويلة...ولم تجد امامها سوى بيت العائلة ولحسن حظها ان والدتها تقبلت الامر ورحبت باحتضان الطفلين مما سهل على لبنى مامورية البحث عن عمل والسفر الى المدينة الكبيرة لتجد نفسها في المستنقع مجبرة على بيع اللدة وممارسة الدعارة كي تعول اسرتها الصغيرة فهي تحرص على ارسال مبلغ محترم شهريا الى والدتها لتلبية حاجيات الطفلين ........
وقاطعت احمد وانا انظر الى تلك الطاولة حيث تجلس لبنى صحبة رجل ستيني يبدو انه يفاوضها عن ثمن قضاء اخر الليل صحبتها...
ومادخل القانون في حياة لبنى يا احمد؟لم تكرهه...
وينظر الي احمد ليردف:
القانون سبب تعاستها يا زهرة..فزوجها يرفض تادية واجبات النفقة ..نفقة ابنيه والحضانة والسكن..وهو سائق شاحنة وله موارد لكنه يصر على الرفض..ولا يسال عن ابنيه لا يفكر في حالتهما اهما بخير؟ماياكلان؟ما يشربان؟اين ينامان؟اهما مشردان؟ولايبالي بشيء وهو يقضي سهراته في احضان مومسات رخيصات ودخان حشيش ازرق وبيرة ونبيد احمر ورقص مبتدل في حانات رخيصة وهو يسافر كثيرا بحكم عمله كسائق وله في كل محطة خليلة..يلبي حاجياتها ويعولها مقابل لحظات او ليلة حميمية في وحل الرديلة...ينفق ماله..ولبنى المسكينة تصارع من اجل ضمان لقمة عيش ابنيها.....
وقاطعته وانا اتخيل طليق لبنى في وكر دعارة ورقص وحشيش ووجبات اكل دسمة فسائقوا الشاحنات والحافلات ياكلون بشراهة ولهم طواجين مميزة وابني لبنى في انتظار ما تجود به عليهما من مال تكسبه وهي تبيع جسدها لدا وداك.....
ومادخل القانون يا احمد؟مادا تنتظر من القانون؟
واكمل احمد درسه الاحمدي باسف بليغ لحالة لبنى وامثالها:
فكما تقول لبنى القانون لم ينصفها لان طليقها يرفض الانفاق على ابنيه والنتيجة قضاء شهر واحد في السجن وهي ترى ان دلك ليس عدلا وتناشد السلطات ان تنصفها وتنصف غيرها بل تطالب بتشديد العقوبات على كل زوج اهمل بيته واسرته واولاده بالسجن مدة طويلة حتى يكون عبرة لمن اعتبر فشهر واحد حبسا لا يحل المشكلة ..فما دنب الابناء؟وما دنب ام مرغمة على ممارسة الدعارة لتعول ابناءها وابوهم حر طليق يتزوج اخرى او يرتمي في احضان اخريات ينفق عليهن اموالا ليست من حقه بل هي من حق ابنائه..وما مصير ابناء لا دنب لهم في مشاكل ابائهم..ابناء يجب ان يفكر الاباء في ضمان عيش كريم لهم عوض التخلي عنهم وتركهم عرضة للضياع والتشرد وحرمانهم من ابسط حقوقهم.....