اعترافات مؤلمة ليلة العيد



مفيد بدر عبدالله
2014 / 10 / 8

تهاني كثيرة تبادلناها ليلة العيد ويومه الاول بهواتفنا النقالة وصفحاتنا" الفيس بوك" اتخذت شكل أطواق ورود تحمل عبارات جميلة تبعث على الامل الكبير، أما احاديثنا على نافذات الدردشة فكانت عن الامنيات، وما ميزها هذا العام عن الاعوام الاخرى ان الوطن متربع على عرشها، فاعرب أكثرهم عن امنياتهم الكبيرة في استقراره مطرزين عباراتهم بالدعوات له و لشعبه بالأمن والامان، لكن ثمة مساحة صغيرة ظلت لأمانينا الشخصية وأحلامنا، فلم يبق منها الا القليل وهي الاخرى مرهونة بسلامة الوطن.
أحدى الصديقات كانت جريئة معي ليلة العيد وهي تحدثني عن أمنيتها حيث قالت:" أتمنى أن أكون متزوجة وأحمل طفلي بأحضاني"، عبارتها كانت مقدمة لطلبها مني النصح الاخوي لمساعدتها في حسم قضية كبيرة تشغل بالها فقد تقدم لخطبتها زميل لها في العمل، متزوج وله أطفال، تحترمه كثيرا كما انها معجبة بشخصه، يكبرها بأعوام . لم تحدثني عن عمره لكني أعرف من صفحتها بان عمرها ثلاثون ربيعا، بادلتها نفس الصراحة والجرأة قائلا: " أنا متأكد بان أكثر النساء يحملن نفس الاحساس لكنهن لا يملكن الشجاعة للبوح للآخرين سيما الرجال، و قبل أن أكمل عبارتي تراءت أمام ناظري مشهد لافتات الشهداء التي تتشح بها شوارعنا هذه الايام بشبابها بعمر الزهور الذين رووا بدمائهم الزكية ارض الوطن، فانتابني أحساس ان همومنا الشخصية لا يمكن فصلها عن هموم الوطن وان كليهما قدرنا المحتوم، لم أصرح لها بما شعرت به مراعاة لها، فانا أعتز كثيرا بصداقتها، ومن النادر جدا ان أجد أمرأه تتحدث بواقعية عن ما يجول بخاطرها ولا تكابر كما الاخريات، هذا ما جعلني اتوخى الحذر- كسائر في حقل الغام- فجراحات اللسان قد لا تندمل سريعا، استحضرت كل حواسي وما املك من خبرات لأجيبها بما يمليه عليّ ضميري فلي من الاخوات خمسه واعتبرتها السادسة، وقلت :"ان زواج الرجل بامرأة ثانية بمقدرة مادية وتهيئة ظروف مناسبة هو حل لكثير من المشكلات، وما يجعلك مترددة هو خوفك من المجهول، فانت وان لم تصل لعمر متقدم جدا الا انك تجدين في هذا الرجل فرصة قد لا تتكرر بعد اعوام قليلة وهذه حكمة كبيرة، لكني لا يمكنني الجزم بصحة او خطأ هذا الاختيار كوني لا اعرف الشخص الذي تتحدثين عنه رغم اوصافك الكثيرة له، الزواج قرار خطير جدا والتسرع في اتخاذه قد يجر المرأة أكثر من الرجل لعواقب وخيمة، فكثير من النساء عادت الى بيت أهلها لتستقر فيه ثانية ومعها أطفال، الضمان الوحيد لعدم حصول هذه الحالة حسن اختيار الزوج، وما دمت صارحتيني سأتحدث معك بنفس الصراحة وانقلك لعالم لا تعرفين عنه شيئا، واطلعك على أمنيات الرجال ما يدور في احاديث مجالسهم باعتباري أحدهم وأخص منهم الراغبون بالزواج من امرأة ثانية وأركز على دوافعهم، عدد غير قليل منهم يتحدثون عن المرأة كجسد فحسب، وهؤلاء مخيفون فالجسد بعد أعوام سيفقد رونقه للزوجة الثانية مثلما فقدته الاولى، حينها سيبحث عن ثالثة ويركنهما معا كما يركن سيارته القديمة ويستبدلها بأخرى جديدة ومثل هذا لا يستحقك، والبعض يبحث عن أمراه موظفة لتعينه على مصاريف الحياة ويعيل بمرتبها العائلتين، أي يتعامل مع المرأة كمشروع ناجح، المشكلة انه لا يصرح بهذا الا بعد ان تقع الفأس بالراس أما قبل الزواج منها يتقمص دور العاشق للوصول لغايته، وهو الاخر لا يستحقك، لان اي أمرأه تحبط حين ترى الرجل يحب مرتبها ولا يحبها، اما الاخطر من الاثنين ثالث يمثل على النساء دور العاشق ويأملهن بالزواج ولا يسعى بشكل حقيقي لهذه الغاية بل الهدف هو ايقاع الفريسة بالشبك لتحقيق غاياته القذرة وهؤلاء المرضى وان كانوا قلة قليلة لكنهم موجودين، ويمتلكون قدرة عجيبة على التمثيل تفوق نجوم السينما العالميين.
الزواج الناجح الذي تكون دوافعه حقيقية ومنطقية أهمها تكوين الاسرة وتقديس الحياة الزوجية، ويحرص على سعادة المرأة أكثر من حرصه على سعادته وان تكون غايته تحقيق العدل بين الزوجتين، من يعمل بهذا يستحقك، سواء كان من خطبك أو غيره . فالنساء في بلداننا صرن ضحية مجتمع ذكوري ظالم وعجز ساسته عن ايجاد حلول حقيقية لمشكلاتهن.