يجب ان يرفض العراق دستورا يستعبد النساء



هوزان محمود
2005 / 8 / 21

هوزان محمود: يجب ان يرفض العراق دستورا يستعبد النساء

الارهاب الاسلامي يقتل ويجرح النساء بشكل يومي مستخدما من بين اسلحة اخرى الهجمات بالاسيد

اليوم هو الموعد النهائي للهيئات السياسية الحاكمة في العراق كي تتفق على "دستور" جديد للبلاد ولكن لا تنخدعو فمن المرجح ان لا يكون هذا سوى فجر كاذب اخر للنساء في العراق. ان معظم النقاشات على الفقرات الاساسية في الدستور تركزت على مدى كون الاسلام مصدر للقوانين المستقبلية في هذا البلد. هذا يشكل كارثة بالنسبة للنساء في العراق ويمثل استسلاما للمجاميع الاسلامية الارهابية التي "ترتكب جرائم ضد البشرية" بشكل شبه يومي حسب تعبير منظمة العفو الدولية. ان لجنة صياغة الدستور حالها حال الجمعية الوطنية العراقية يسيطر عليها الشخصيات الدينية والقومية والعشائرية. يضغط اعضاء هذه اللجنة من اجل اتخاذ الشريعة الاسلامية المصدر الاساسي للدستور وهناك مقاومة قوية ضد تضمين اي من معاير حقوق الانسان التي ينظر لها كونها اغتصاب للسيادة القانونية للاسلام.
حسب كل الروايات فان الوثيقة المنجزة سوف تعكس الاسلمة القسرية المتنامية لحياة العراقيين اذ ينتشر سم الجماعات الاسلامية الى الشارع. واضح ان السياسيين المعتدلين غير راغبين بشكل كارثي في تحدي الاجنحة الاسلامية التي تزداد قوتها يوما بعد يوم والتي تسيطر الان تقريبا على كل اجزاء عراق ما بعد الاحتلال.
ان ما يوحد الجماعات الاسلامية المسلحة في العراق سواءا كانت شيعية ام سنية، في الحكومة او في المعارضة، مرتبطة بشكل مباشر مع القاعدة او بالمتعصب الاردني ابو مصعب الزرقاوي او كانوا من البعثين السابقين الذين يعملون بوصفهم ما يسمى: "مقاتلي المقاومة" هو حقدهم الشديد على النساء الذي ينافس حقدهم على "المحتلين"و"الكفرة الاجانب" من الامريكان والبريطانيين والاعداء الاخريين.
في كل انحاء البلاد تجري هجمة متواصلة على حقوق النساء دون ان يتحدث عنها الاعلام اويتصدى لها من قبل الحكومة. ان الارهاب الاسلامي يقتل ويصيب النساء بشكل يومي ويستخدم من بين الاسلحة الاخرى حامض النتريك.
ان منظمتي المدافعة عن حقوق النساء، منظمة حرية المرأة في العراق تقوم بتوثيق الزيادة المفاجئة في العنف ضد النساء. ففي اذار من هذه السنة على سبيل المثال قام اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالاعتداء على سفرة لطلبة جامعة البصرة. بينما كان الطلاب والطالبات يلعبون كرة القدم ويستمعون الى الموسيقى تعرضوا الى الاعتداء في متنزه عام في البصرة. احد الطلاب الذكور كان قد قتل وهو يدافع عن زميلته ضد الاسلاميين الذين كانوا بالحرف يقومون يتمزيق ملابس النساء من على اجسادهن. قام رجال الصدر بتصوير النساء الاشعثات وغير المرتبات والنصف عاريات نتيجة الاعتداء واخبروهم بانهم سيرسلون تلك الصور الى ذويهم ان لم يكفوا في المستقبل عن هذه التصرفات غير "الاخلاقية".
على نحو اوسع تستهدف وتقتل النساء صاحبات المهن بشكل مقصود- بشكل ملحوظ اكثر في مدينة الموصل- في الفترة الاخيرة لجأ الاسلاميون المعادون للنساء في بغداد الى سكب الاسيد على وجوه النساء وسيقانهن غير المغطاة.
ما يسمى بـ"القتل غسلا للعار" شائع كما هو خطف واغتصاب النساء. لقد قطع رؤوس نساء واخريات بيعن كعبيد للجنس. عندما كنت في بغداد قبل بضع اشهر لم يكن باستطاعتي الذهاب الى مكان بدون حماية. ان الشعور بالخطر والتهديد كان حقيقيا وملموسا. أن قمع الاسلاميين ضد النساء هو حملة الارهاب "الاخلاقي". الاف البيانات والكتابات على الجدران والتحذيرات الشفهية تحذر النساء من مغبة الخروج من البيت دون حجاب او وضع المكياج او مصافحة الايدي مع الرجال او الاختلاط معهم. طبيبات منعن من معالجة المرضى من الرجال كما حذروا الاطباء الرجال من معالجة النساء.
هذه هي وصفة للعبودية الجنسية والمواطنة من الدرجة الثانية والجهل مستقبلا. الالاف من الطالبات الجامعيات قد تركن دراستهن لحماية انفسهن ضد تهديدات الاسلاميين.
ان العداء الاسلامي هو امر معدي حيث يقلد بشكل يومي في النقاشات السياسية على اعلى المستويات. حاليا هناك حملة حول "حق" الرجال للزواج من اربع نساء وجعل الطلاق حق مقتصر على الرجال واعطاء حق حضانة الاطفال الى الرجال فقط. حتى النساء في الجمعية الوطنية العراقية- برلمان البلاد يدعون الى قرارات تتيح ضرب النساء من قبل اولياء امورهن "الاقرباء من الرجال مثل الازواج او الاباء". هذا كله هو حصيلة احتلال العراق ويسعى له تحت اسم التحرير ولكن ما نجده في الواقع هو ان النساء يفقدن حريتهن بشكل متزايد بينما يشعر الاسلاميون احرار وطليقي الايدي لارهاب النساء. ان الاسلاميين يتدفقون على هذه البلاد المحتلة الما مسمات بالاسلامية من اجل تحريرها كما يدعون ولكن في الواقع لا امريكا ولا الاسلاميين هم محررونا. كلاهما في الحقيقة يحاربون من اجل السلطة والنفوذ في العراق والمنطقة.
ان ما يسمى بالانتخابات التي جرت في شهر كانون الثاني ودستور اليوم هي كلها اجزاء من نفس العملية التي يراد منها اضفاء الشرعية على الحكومة المنصوبة حاليا في العراق. فقط في جو الاحتلال والارهاب يمكنهم دفع افكارهم الرجعية الى الواجهة.
ان الدستور معد بان يضيف الى الخوف المتزايد بين النساء في العراق حيث ان حقوقهن تهمل ويتخلى عنها لصالح الاسلاميين المعاديين لكل سكان العراق من الاناث. ان النساء في العراق يواجهن خطر ان يتم اعادتهن الى العصور المظلمة. يجب ان نوقف هذه الماساة قبل فوات الاوان. يجب ان يتم رفض دستور مستند على عبودية النساء والطائفية والقبلية.

هوزان محمود هي رئيسة منظمة حرية المراة في العراق- بريطانيا وعضو مؤسس في مؤتمر حرية العراق.
نشرت هذه المقالة في جريدة الاندبيندنت اللندنية بتاريخ 15 اب ‏2005‏‏