تحية للمرأة المقاتلة في العراق وسورية



كاترين ميخائيل
2014 / 10 / 12


دخلت المراة العراقية في بناء الجيش العراقي في اصعب مرحلة تاريخية يمر بها العراق وسورية . كانت المراة العراقية سباقة بتضحياتها في بناء الدولة العراقية منذ اول تأسيسها اذ ساهمت بكل النشاطات السياسية قرعت ابواب السجون ونزلت الى الشارع مع اخيها الرجل في المظاهرات والاعتصامات والاحتججات بكل انواعها وساهمت كمقاتلة مع قوات البيشمركة وساهمت في العمل السري منذ بداية القرن الماضي حيث إنتمت الى الاحزاب السياسية المعارضة وحاربت الاستعمار جنبا الى جنب مع أخيها الرجل وساوت الرجل بالشهادة من اجل الوطن .
إالتحقت بالثورة الكردية منذ الستينات وكانت الثائرة ماركريت جورج اول إمرأة عراقية بيشمركة من قرية دوري محافظة دهوك بعدها تلتها حركة النصيرات عام 1980 اللواتي حاربن وكافحن ضد النظام البعثي العفلقي كن من كل القوميات والطوائف العراقية ( انا كنت واحدة منهن ) ساهمن بالدفاع على العراق
ارجع الى الايام التي كنت فيها مقاتلة في صفوف البيشمركة لسبعة سنوات
خريف 1982
قدمتُ من موسكو الى دمشق موجهة للاتحاق بقوات البيشمركة بسفرة دامت شهرين منذ ان خرجنا في مفرزة من القامشلي المدينة السورية على الحدود العراقية مرورا بالاراضي التركية والجبال التركية ثم الدخول الى الاراضي العراقية.
كان المسير ليلا فقط والحياة العسكرية بانذار (ج) طيلة شهرين من السفر . دخلت معترك الحياة العسكرية من خلال التدريب السير لساعات طوال الليل وعلى سفوح الجبال وكثيرا ما كنا نبقى بلا طعام وشراب وتدفئة في الشتاء القارس والثلوج تحيط بنا سواء داخل السكن او نسير على الاقدام والحراسات الليلية الخفارات النهارية والليلية.
طيلة سبعة سنين وانا بيشمركة لم اكن ضمن الفصائل المقاتلة لكن مارست كل انواع التدريبات العسكرية الدفاعية وليس الهجومية . تعرضت مئات المرات لحالات الاستنفار العسكري الخطرة ونجوتُ بإعجوبة مع رفاقي الاخرين . كن نعاني كثيرا ليس فقط من صعوبة الحياة العسكرية , بل كن نعاني من نظرة المجتمع الينا التي كانت تتمثل برأيين متناقضين احدهما كان المجتمع القروي ينظر الينا اننا نحمل في اعماقنا اعلى انواع التضحية وعليه ينظر الينا نظرة الاحترام العالي وخصوصا من قبل نساء المنطقة .
الرأي الاخر المتخلف ينظر الينا كاننا جئنا من عوائل غير محترمة وعليه لاينظر الينا بنظرة الاحترام وهذا الرأي كان موجود لدي الاسلامويين .
الاول كان اقوى . عشت في منطقة بهدينان. وبمساهمتنا مع قوات البيشمركة فتحنا بابا للنقاش في المجتمع القروي النسو والرجال يتناقشون مع الشابات والشباب عن مدى امكانيات تحمل المراة للظروف العسكرية الصعبة . الشابات كن اكثر فئة اجتماعية تتعاطف معنا , ومثل غيرنا من البيشمركة كن متطوعات نُقاتل ونصمد دون مقابل مادي.
اتذكر في منتصف الثمانينات اسرت قواتنا ضابطين كبيرين في الجيش العراقي في منطقة العمادية عاشو معنا في مقر زيوة استغربا من وجود المراة العراقية بين صفوف البيشمركة كان سؤالهم الرئيسي: هل هؤلاء النساء عراقيات ومن اين ؟ اجاب امر الفصيل الرفيق ابو روزا انهن عراقيات من كل الملل من الجنوب الى الشمال . قال الضابط لا اصدق عيوني ما الذي يجعل هؤلاء النساء يقدمن على هذه الخطوة الجريئة ؟ اجاب ابو روزا اضيف الى معلوماتك انهن جميعا من النساء المثقفات الواعيات السياسيات وضمنهن من يحمل شهادة الدكتوراه . اجاب الضابط:( انا اجر اذن لهؤلاء النساء . !) مثل عراقي معروف.
عند التحاقي بقوات البيشمركة لم افكر يوما واحدا بصعوبة الحياة العسكرية او بقساوة الظروف الجوية خصوصا برد الشتاء القارس والثلوج الكثيفة في المنطقة . كل الذي كنت افكر به كيف خرقنا العادات والتقاليد القبلية البالية التي لم يكن يسمح المجتمع العراقي للمراة ان تعيش مع اخيها الرجل وتتساوى معه في السراء والضراء . حتى الكثير من مقاتلين . لم يكن يستوعب المجتمع وجود المراة معه هذه الظاهرة غريبة .
لم يخطر على بالي ان ايا من رفيقاتي خالفن القوانين العسكرية او امتنعن عن تنفيذ أية مسؤولية او واجب عسكري . بل كن ( نحن النساء) نحاول دائما التحمل وابراز الوجه المشرق لاعطاء صورة افضل.
. وسقطت شهيدتين بطلتين ( احلام وانسام) في ساحة المعارك أكن كل الاحترام لنضالهن .
لا اود ذكر اسماء المقاتلات ربما انسى احداهن . كان لدينا طبيبات ناجحات ،مراسلات لاسلكي ، صحفيات ،محاسبات ، مستشارات ،اداريات ، ممرضات . عندما نقول المراة في صفوف البيشمركة العراقي او السوري لا يعني فقط انها جندية مقاتلة فقط بل ممكن ان تساهم في الاعمال الادارية والخدمية.
مقاتلات كرديات في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية"
مصطفى حمو بي بي سي العربي - لندن
سلطت وسائل الاعلام العالمية الضوء مؤخرا على المقاتلات الكرديات اللواتي يخضن الان اشرس المعارك ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش" خاصة بعد قيام احداهن بعملية انتحارية ضد تجمع لمقاتلي التنظيم في مدينة كوباني "عين العرب" مؤخرا وقيام اخرى باطلاق النار على رأسها بعد وقوعها في كمين لداعش ونفاذ الذخيرة منها.
المقاتلات الكرديات في سوريا هن اعضاء "وحدات حماية المرأة" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم.
للحزب جناح عسكري يضم عشرات الالاف من المقاتلين يسيطرون على اغلب المناطق الكردية في سوريا. وينقسم هذا الجناح الى تنظيمين منفصلين هما: "وحدات حماية المرأة" ويضم فقط العنصر النسائي والاخر يضم الرجال فقط ويعرف باسم "وحدات حماية الشعب". يخضن القتال الى جانب الرجال في المعارك واخرها تحرير بلدة مخمور في كردستان العراق من سيطرة "داعش" قبل اسابيع قليلة.
بعد سيطرة داعش على البلدات والقرى الايزيدية في العراق وخطف الاف النساء واجبارهن على الزواج من المقاتلين وشيوع الاخبار عن المأسي التي تعرضن لها في معتقلات داعش ورواج اخبار عن بيعن، كان يتوقع ان يثير ذلك الخوف في صفوف المقاتلات الكرديات بحيث يتجنبن الدخول في مواجهات عسكرية مع التنظيم خشية الوقع في الاسر وتعرضهن لمختلف اشكال التعذيب والاذلال والاغتصاب.
لكن المقاتلات زدن تصميما على قتال داعش ومواجهتم في جبهات القتال للانتقام من التنظيم على ما اقترف من جرائم بحق النساء والفتيات اللواتي وقعن في اسره.
ثلث المقاتلين الكورد في سوريا هم من النساء
داعش عرض التنظيم المجرم داعش قام بعرض مشاهد وحشية بحق النساء منها فصل رأس عدد من المقاتلات وعرضهن في مدينة طرابلس السورية لبث الرعب في صفوف المقاتلات لكن رد المقاتلات كان تفادي الوقوع في الاسر مهما كان الثمن كما حدث عندما وقعت مجموعة منهم في كمين لداعش في مدينة كوباني حيث قاتلن الى ان قتلت كل المجموعة وبقيت المقاتلة جيلان اوزلاب البالغة من العمر 19 عاما على قيد الحياة فاطلقت النار على رأسها بعد ان ودعت زميلاتها عبر اللاسلكي.
يذكر ان القائدة العسكرية "نالين عفرين" هي من من تقود العمليات العسكرية ضد داعش في كوباني.
والمواجهات بين المقاتلات الكرديات وداعش لا يقتصر حاليا على كوباني بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة الى ريف مدينة رأس العين "سري كانية" الواقعة على الحدود التركية - السورية.
وكانت المقاتلة جيلان اوزالب التي اطلقت النار على رأسها قد قالت لمراسل بي بي سي في اوائل شهر سبتمر/ ايلول الماضي ان المقاتلات الكرديات لا يشعرن بأي خوف خلال المواجهات مع داعش بل العكس تماما. وصوفت مقاتلي داعش بانهم"يرتعدون خوفا عندما يشاهدون امراة تحمل بيدها بندقية. يحاولون ان يقدموا انفسهم للعالم باعتبارهم رجالا اشداء.)
رفيقتي المناضلة هذه هي اعلى درجات التضحية كم انا فخورة بك ، وهكذا كل امراة عراقية وسورية هي فخورة بتضحياتك ووطنيتك اخاطبك بقلب امراة عراقية وسورية تحترق للعراق وسورية .
أوكتوبر 12/ 2014