مواطنة المرأة الأردنية بين -حانا- المزايا و-مانا- الحقوق



نعمة حسين الحباشنة
2014 / 10 / 22

من طرائف العرب قصة "حانا" و"مانا" ، تحكي تلك القصة لمن لايعرفها ؛ عن رجل شيخ تزوج من صبية تدعى "حانا" لا تتجاوز العشرين من العمر واتخذها ضرة "لمانا" زوجته الأولى ذات الخمسين ربيعا أو أكثر ؛ في كل مرة كان الرجل يدخل غرفة "حانا" تنظر الى لحيته وتقول : صعب علي أن أرى هذه اللحية الجميلة يلعب بها الشعر الأبيض ثم تبدء بنزع الشعيرات البيضاء منها , أما "مانا" فكانت كلما دخل عليها تقول : صعب علي أن أرى زوجي الشيخ الوقور جليل القدر ولحيته مثل صبي أرعن ثم تبدء بنزع الشعيرات السوداء واستمر الحال هكذا حتى سخر منه القوم في السوق لأن لحيته نصف منتوفة فانتبه وقال قولته المشهورة : "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" ....

تذكرني هذه القصة التي تحكي عن "ضياع الحقوق" بطريقة لطيفة ؛ بأختها قصة ضياع حقوق الأم المواطنة الأردنية ؛ "الشيخ" هناك فقد حقه ببدنه بسبب تسلط نساءه عليه ؛ و"المواطنات الأردنيات" فقدن حقهن بسبب تسلط الحكومة عليهن أيضا ببركات "حانا" و"مانا" الحكومة ...
البداية كانت التصريح الحكومي عن منح "الحقوق المدنية" لأبناء (الأم الأردنية المتزوجة من غير أردني) كاملة غير منقوصة ؛ ثم جاءت "حانا" الحكومة لتقول لا "للحقوق" فقط "نصف حقوق" ؛ وهنا خرجت علينا "مانا" الحكومة لتتحدث عن منحهم "مزايا" فقط لأن "الحقوق" قد تكون الطريق الى "التجنيس" ؛ لتعترض أختها "حانا" على المزايا بسبب الوضع الاقتصادي للدولة وتهدد بالويل والثبور ان تم منحهم أكثر من "عطايا" ، في النهاية اتفقت "حانا" و"مانا" الحكومة على نتف ذقن "المواطنة" وكان الوعد بمنح "عطايا" أو "منح منقوصة" تميز بين الأردنيات أنفسهن ؛ ومازالت "حانا" و"مانا" الحكومة يرقصن على الحبال وفقا لأي تيار معارض لمنح الحق للمواطنة الأردنية حسب الدستور الأردني , والمرأة المواطنة تراقب من بعيد ؛ لا وبل كل العالم يراقب رقصة "حانا" و"مانا" الحكومية على "الحقوق الدستورية" للمرأة "المواطنة الأردنية" وحقها الدستوري في المساواة بنقل جنسيتها لأبناءها أسوة بالرجل "المواطن الأردني" ...

المرأة المواطنة الأردنية لن تتوقف عن المطالبة بحقها الدستوري الكامل وتعتبر أن وصايا ومزايا "حانا" و"مانا" الحكومية خطوة على الطريق لنيل الحقوق لكنها ليست كل الطريق وليست النهاية ؛ أما "حانا" و"مانا" الحكومة فلقد تعودنا عليهم وأصبحوا واقع يمكن تجاوزه بالصبر والعمل للوصول الى الحق الدستوري ..

نعمه الحباشنة / منسقة حملة أمي أردنية وجنسيتها حق لي / 22/10/2014 م