في جبل سنجار ...إمراة ايزيدية تقاتل داعش



سناء طباني
2014 / 11 / 11

في جبل سنجار ...إمراة ايزيدية تقاتل داعش
سناء طباني

لم تكن ككل النساء وربما ،كانت من قبل واختلفت ألان ،علامات القسوة في وجهها مع إن طيبة قلبها تسبقها للحديث ،أما تصفيفة شعرها وهندامها فلا يخلو من الاناقة مع الالتزام بالمظهر الرسمي ،وإن بدأت بالحديث معها فأول كلمة تقولها هي سنجار وكذلك أخر كلمة.
إبنة سنجار تلك المرأة الايزيدية التي نهضت ليلا على سمع أصوات داعش في قريتها ،لم تنهض لتجمع حليها وحاجياتها كبقية النساء ،بل سارعت مع أشقاءها للدفاع عن أرضهم وعرضهم أخذت سلاحا وصعدت العربة لتحارب داعش ،ولم ينجحوا بهزيمتهم لكنهم على الاقل نجحوا بخلاص أسرتهم من ظلم التنظيم المتطرف ،ليكون الجبل مقصدها ،وهناك ،شاهدت ألام ترضع صغيرها ،هذا في اليوم الاول والثاني وربما الثالث ولكن بعدها نفذ الحليب من صدر تلك ألام بل نفذ الغذاء و لتبقى الالتار القليلة من الماء هي غنائمهم يتقاسمونها بالتساوي كل فرد يحصل على مقدار الغطاء من علبة الماء، مات الطفل عطشا، وأخر مات جوعا ،وأخر وأخر...لتعيش أيام ليست بالقليلة وليتم بعدها إنقاذهم وإيواءهم في مكان أمن بعيدا عن أحداث سنجار ....
ولكن لبوة ىسنجار لم تشأ أن تكون كغيرها من النساء بل صعدت الجبل مرة أخرى برفقة عدد من المقاتلين لتساهم بتشكيل وحدة حماية سنجار وكذلك تشكيل فوج نسائي ايزيدي للدفاع عن سنجار ،قاتلت الدواعش وقتلت منهم لتصاب بجروح أثناء تنفيذ احد المهمات القتالية الليلية إنها (أم دجله الشنكاليه) أول إمراة ايزيدية تقاتل داعش في سنجار.....
_ بداية حديثها كان وصفا لاحداث 3-8-2014 فقد اعتبرته اسوء كارثة إنسانية في تاريخ العالم الحديث ولم تبالغ بوصفها (والحديث لها) فما تعرض له ايزيدية سنجار على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من خطف اكثر من ثلاثة الاف إمراة وطفل ،وقتل الشباب والشيوخ ،ومحاصرة من تبقى منهم في الجبال كان عمل إجرامي بل كان السبب وراء توجه فكرها لقتال داعش كرد فعل لاعمالهم تلك ....
ولم يكن لاسرتها موقف رافض فتلك الاسرة التي شاهدت الرعب في أعين أطفال ونساء سنجار وهم بين يدي مقاتلي التنظيم المتطرف لن يشعروا بلأسى ان فقدوا إبنتهم وهي تقاتل داعش ليكون شعارهم (الموت لاجل سنجار على أن لا تكون إبنتهم جارية تباع وتشترى وتغتصب).
_وللحديث عن الصعوبات التي تواجه المرأة إن قررت القتال ؟
_تحدثت (أم دجلة الشنكالية) عن تجربتها فقد نفت وجود صعوبات تذكر بعد أن أتخذت قرارها بمحاربة داعش ولكنها اكدت وجود معوقات كقطع الطريق المؤدي الى سنجار فهذا يعيق العمل .

_ ولكن هل تختلف المهمات القتالية للمرأة عنها للرجل في ساحات القتال؟
_بالنسبة للمرأة الايزيدية نعم يوجد أختلاف ،فهذه المرأة لم يسبق لها المشاركة في معارك سابقة ،وهي أيضا لا تمتلك اللياقة البدنية التي تؤهلها لخوض الحروب ،ولم يسبق لها التدريب على أستخدام الاسلحة الحربية ،بالاضافة لشراسة العدو الذي تواجه فهو ليس عدوا تقليديا بل هي تقاتل ضد أكبر تنظيم ارهابي على مستوى العالم .

_إجابتك تقودنا لتساؤل حول مشروع تشكيل فوج نسائي ايزيدي يقاتل داعش إلى أين وصل المشروع؟وهل يلاقي تأييدا من قبل النساء الايزيديات؟
_ نحن مستمرين بعملنا وباب التطوع مفتوج لجميع النساء ،ولكن سبق واجبت بإن قطع الطريق الى سنجار كان أحد اسباب عدم اكتمال تشكيل الفوج بشكل كامل لحد الان ،الرغبة موجودة والاقبال جيد لدى النساء الايزيديات للانضمام للفوج وذلك لانهم سيقاتلون من أجل شرف المغتصبات الايزيديات ومن أجل قضية المرأة التي كانت الضحية ألاولى في هذه الحرب ..

_كيف يتعامل الرجل مع المرأة في ساحات القتال ؟هل يتقبل وجودها هناك ؟؟
_يبقى هذا على عمل ألمراة فان أبدت شجاعة وبسالة في القتال ضد العدو فهذه ألمراة تكون مفخرة للرجل الذي بجابنها وليس مساوية له فقط ،والرجل يتعامل مع ألمراة مثلما يتعامل الرجل مع الرجل في ساحات القتال فالاثنان يقاتلون نفس العدو ولديهم نفس الاهداف .

_هل يتقبل المجتمع الشرقي ألمراة المقاتلة؟

_ ليس مهما لدي قبول أو رفض المجتمع الشرقي ،لان ذلك المجتمع الذي يوافق على بيع وشراء وسبي النساء الايزيديات تحت ظله ،ولم يقدم استنكارا رسميا لحد الان ،أجده أسوء المجتمعات ،أما بالنسبة لمجتمعنا الايزيدي فبعد ما حدث للمرأة في سنجارلا أنظر لضعاف النفوس منهم لينتقدني ،مع جل الاحترام لكل من ساندني ووقف بجانبي ،بل أسعى لخلق جيل نسائي أيزيدي مؤهل للدفاع عن نفسه وحماية أرضه .

_هل ألانتماء السياسي هو أحد أسباب توجهك للقتال؟
_بل ألانتماء الديني والايزيدي هو سبب توجهي لقتال داعش مع اني لست طائفية ،ولكن ألافعال التي ارتكبها التنظيم المتطرف تجاه المرأة الايزيدية في سنجار كان السبب وراء توجهي للقتال وليس سبب اخر ...

_إذن ما موقفك إن تعرضت إمراة من المكونات الاخرى كالشبك مثلا لما تعرضت له المرأة الايزيدية ؟

_أنا أعمل منذه عام 2003 ناشطة في مجال حقوق ألمراة أدافع عن جميع النساء ولا أميز بين إمراة وأخرى ولكن من المستحيل أن يتعامل داعش مع إمراة شبكية مسلمة مثلما تعامل بوحشية مع المرأة الايزيدية .

_ بكلمات قليلة ما شعورك وانت تحاربين من أغتصب وقتل وسبى نساء وأطفال سنجار؟
_ربما أغمض عيني وانا اوجه سلاحي لاقاتلهم أغمض عيني لاعود بذاكرتي لاطفال سنجار الذين قتلوا في الجبل ،لنساء أقاربي وهم يصرخون بين يدي الوحوش من عناصر التنظيم المتطرف ،لسنجار بلدي ومسقط راسي وما حل به من خراب ودمار أضع هذه الامور أمام اعيني وأنا أحاربهم .

_ماذا أخذت منك أحداث 3-8-2014؟
_أخذت كل شيء جميل ،طفولتي ،أحلامي ،ذكرياتي ،إنسانيتي ،أبناء قريتي مستقبلنا جميعا، لم يعد في سنجار شيء جميل بعد أحداث 3-8-2014...

_كلمة أخيرة للنساء الايزيديات في العالم....

_ كلمتي للمراة الايزيدية في العالم أجمع ليس شرطا أن تأتي وتقاتلي في جبهات

القتال ،هنالك جبهة للدفاع عن قضيتنا بالقلم ،أوصلي صوت ألمراة الايزيدية الى أعلى المستويات من منظمات المجتمع الدولي والمدني والحكومي فهذه هي مشاركتك للدفاع عن نساء سنجار


وهذه هي الخاتمة أيضا.....