اين بنات الرافدين يا ابناء الرافدين ؟



شوان عثمان بابان
2005 / 8 / 30


يتمشدق الكثيرون عن مشاركة المرأة في صناعة الدستور والقرار في العراق الجديد ، ويقول البعض ان نسبة حضور المرأة في البرلمان الكوردستاني أكبر من حضور المرأة في برلمانات العالم ، وانا اشك في هذا ، ولا يمكنني تمييز بعض المختفيات تحت الحجاب والاوشحة من الرجال المتزمتين الذين لا زالوا يحملون عقيدة ان الرجال قوامون على النساء ، كما واشك من ان يكونوا نساءا أساسا ، إذ اعتقد ان اية انثى إذا لم تعمل جاهدة على رفع حيف القرون على بنات جنسها ليست بانثى ، بل هي منافقة وتابعة ذليلة للرجال ، وقطعا بعض الرجال وليس كلهم ، أؤلئك الرجال غير القادرين من التحرر من الافكار الرجعية البالية .
كيف يمكن لنا وضع ثقتنا في نساء يخرجن في مظاهرة سوداء أشبه بسرب مهاجر من الغراب في شوارع البصرة العزيزة ، مدينة العلم والادب والثقافة والحضارة ، يطالبن الانتحار والسجن داخل المطبخ وادواته ويحاربن كافة القيم والنظريات التي تدعو الى تحرير المرأة من العبودية والذل والهوان .
بعد أنتظار ممل ظهرت مسودة الدستور الذكوري الذ ي يبدأ بديباجة سوداء ، وهذه الديباجة تبدأ بعبارة ( نحن أبناء الرافدين .......الخ ) في حين كنا ننتظر ان تتحول الادعائات الفارغة الى شئ ملموس ـ او ان تترجم العبارات والقوالب الذكورية الرجعية الى عبارات عصرية تنسجم مع روح التطور الذي لحق بكل شئ تقريبا ، ترى لماذا لم ينتبه أحد من الاعضاء أو ( العضوات ) على هذه العبارة ؟
ترى هل نوقش الموضوع من قبل لجنة كتابة الدستور ورئيسها المعمم همام حمودي أم ترك الامر لمشيئة القوامين ؟ .
نحذر الجمعية الوطنية على هذه الهفوة التي يمكن ان تكون الثلمة التي يهاجمون منها ، نصيحتي ان تبدل العبارة الى نحن ( ابناء وبنات الرافدين ....... الخ ) ، وهذا لا يعني اني لا اعارض ما جاء من هفوات أخرى في المسودة وخصوصا بحق المرأة العراقية الاسيرة .
فانا كرجل عاجز عن الالتحاق بركب الحضارة البشرة لوحدي ، ولست قواما على المرأة أبدا ، بل أنا بحاجة ماسة الى فكرها وقوتها ومجهودها وأبداعها وطاقاتها ، كي تتضاعف طاقاتي لازالة جبل الجليد بيني وبين العالم المتحضر .
أخيرا .. أنا حائر يصعب عليّ فهم عراق موحد بقوة هذا الدستور ، النساء يخرجن في جنوبه في مسيرات مشكوكة يطالبن بالكف عن الكلام عن حقوق وحريات المرأة ، اما شماله يزخر بنساء يطالبن بمساواة المراة الكاملة مع الرجل ، حتى شهدنا مؤخرا مؤتمرا نسويا بمشاركة أكثر من خمسين منظمة نسوية في العاصمة أربيل برعاية الاستاذ نجيرفان بارزاني وإشراف داعية حقوق المرأة المعروفة الشاعرة مهاباد قره داغي التي تعمل مستشارة المساواة في رئاسة حكومة أقليم كوردستان ، وفي رئاسة نفس الحكومة هنالك مجموعة متميزة من داعيات حقوق المرأة لهن مراكز وظيفية مؤثرة أقلها مركز مديرعام ، وقد سمعنا رئيس الحكومة مرارا يصرّح بمساواة المرأة والرجل في الاقليم الذي يرأس حكومته بإمتياز .
ترى هل تنحني القوى الداعمة لمساواة المرأة أمام عاصفة الدستور أم تعمل نساء العراق على صد العاصفة ؟