قتل النساء الى اين والى متى



منى حسين
2014 / 11 / 23

سواء كن داخلات او خارجات فالقتل يتربص بهن بشكل علني او سري.. وأصبحت حياتهن ليست ملك لهن وقد نمت فوق ايامهن ملكية الغير والمصادرة.. لاجئات مراكز الحماية في كردستان الراكضات هلعا بخطوات مجهولة من اجل ضمان الحفاظ على حياتهن.. المحتميات بمراكز حماية النساء يتم قتلهن وبعد ماذا؟ بعد تقديم التعهدات والضمانات امام القاضي من ذكور العائلة قبل قتلهن... لكن الادلة اثبتت ان العهد والضمان مدته لا تلبث ان تنتهي بعد ايام قليلة ليتم العثور على جثث الفتيات هنا وهناك.. وهذا الحال لا ينطبق على كردستان فقط بل ان النسب تتموج وتتارجح على حافات الخطر الذي يلاحق حياة النساء في العراق او في اي مكان اخر في هذا العالم المتوحش...
النظام النافذ في عمل مراكز ايواء النساء في اقليم كردستان والذي ينص على تسليم اي امراة هاربة الى عائلتها في حالة ان تتعهد العائلة بعدم المساس بها.. وبعد ان ذهبت ضحية هذا القانون النساء وتم قتلهن ماذا نتج من وراء قانون التعهد والضمان.. هل تم معاملة جريمة قتلهن كجريمة قتل عمد مع الأصرار.. ان قتل النساء غسلا للعار عار على الانسانية جمعاء.. ان مصادرة حياة النساء بهذا الاستخفاف امر مخجل ويتعدى كل حدود الاستهتار... يجب حماية النساء ليست بانشاء مراكز ايواء بل باجتثاث مفهوم شرف العائلة والرب والمجتمع والحكومة الذي ربط بالمراة وربط بوجودها.. ولا بد من تفعيل قوانين المساواة والالتزام ببنودها وانهاء التمييز الذي يصنف المراة بتصنيفات الشرف والاديان والمجتمع.. التي سلبتها كل حياتها وألقت بها خائفة ومهزوزة تبحث عن مراكز إيواء قد توفر لها حياة لايام او اسابيع او حتى اشهر.. لتعيشها مع الخوف والانتقاص وفي النهاية تعود لنفس الكف التي لخمتها ونفس النقطة التي هربت من ظلمها.. سواء داخل مراكز الايواء او خارجها النساء مصيرها العنف والاضطهاد.. فلا زال جراح مقتل الطفلة دينا وفي كردستان يعصر تاريج ذاكرتنا.. الم شديد وستستمر مسلسلات القتل وبسيناريو بشع ما دامت الركائز الاساسية تخلي مسوؤليتها امام حماية المراة وتتنصل من مسوؤليتها الجوهرية..
قتل النساء بين وحشية القوانين وهزليتها وبين همجية ثقافة خطابها.. مؤدلج ومتشدد يتناسل على الثار للذكورية وتسيدها وشرفها.. مفاهيم عاثت بها ظروف النزاعات الاخيرة اكثر مما كانت تعث بها سابقا الاصوات القبيحة والمتقبحة.. حقب تترية وجهات تنسل بشكلها الغائب الحاضر.. وما بين وقوف التصدي لجهات معينة وبين تخاذل جاهز للاخرى تضيع حياة النساء وتنتهي بالقتل العمد باسم صيانة شرف العائلة.. والجهات المسوؤلة تنام وتغفوا على تمدد ظاهرة قتل النساء.. نحن امام كارثة والكارثة هي الحلول المطروحة من جهات شعارها الدفاع عن حياة النساء.. حلول الاستسلام وحلول تسليم النساء الى ذويهن او غيرها من الحلول.. نحن امام كارثة وازمة تتصاعد في سلوك المجتمعات وكأنها وجة للعدالة وتمارس بتفاخر.. كانها وسام ونوط للفخر والشجاعة وتهضم حياة النساء كانها وليمة لجوع عشائري متاصل..
الاشد قسوة من قتل النساء غسلا للعار هو قتل روح المجتمع بوحشية تزداد وتكبر.. ان زرع ثقافة القتل العمد امر بغاية الخطورة والبشاعة وباسم النزاعات المسلحة او التوترات السياسية او مختلف المسميات الاخرى.. يتم ضرب عصفورين بحجر.. ترويج ممنهج لابادة المراة ومصادرة دورها الكامل وكل حقوقها وتربية المجتمع على الوحشية والجريمة.. ان كل امراة هي مشروع ضحية مع تصاعد مفهوم الشرف والقبيلة والعشيرة ومع تصاعد الخطاب التحريضي ضد المراة وضد حياتها.. كل ذلك يولد يوميا بحاضنات وعقول همجية توحشت وافترست حق الاخر في الحياة وبشكل متماثل ومتساوي.. عنف وارهاب اجتماعي يلاحق النساء خارج مراكز الحماية وداخلها..
علينا التصدي لظاهرة قتل النساء وفي كل مكان بالعالم كي لا تتوه قضيتنا.. او تتعرض للتميع بهدف جرنا الى البعيد والمجهول.. ظاهرة قتل النساء باسم الشرف أو تحت أي مسمى أخر يجب ان تتوقف وتنتهي والى الابد..
***************
الأمضاء
قلم التجرر والمساواة
لكل نساء العالم