هند والكوتا النسائية



يوسف عودة
2014 / 12 / 7

هند والكوتا النسائية
يوسف عودة
منذ زمن والمرأة بالعالم أجمع أصبحت تتبوأ مراكز متقدمه في دولها، سواء في السياسة أو الإقتصاد أو في إي مجال أخر، حتى وصل بها الأمر إلى الدخول في معترك المجالات العلمية، وبهذا وبلا أدنى شك، يجوز لنا القول بأنها أقتحمت الكثير من المجالات، وبدأت بمشاركة الرجل كافة القضايا، مثبتةً أنها على قدر المسؤولية، وأنها تستطيع تحقيق الكثير من الأمور التي تصب بمصلحة الوطن وتفيد الأمة.
ليس هذا فحسب، بل أن ديننا الحنيف دعا الى مشاركة المرأة، دفة السفينة لتقودها نحو شواطئ الأمن والأمان، فدعا الى تعليمها واحترام حقوقها والوقف عند رأيها وأخذه بالحسبان، وكنتيجة طبيعية لهذا، كان هنالك الكثير من الرائدات في التاريخ الإسلامي، وفي مجالات متعددة، حتى أنه كان لها دور بارز في المعارك والحروب...الخ، إلا أن هذا النهج بدأ ومع مرور الوقت بالاختفاء، حتى وصل بنا الأمر إلى تجريد المرأة من حقوقها في حين فرضت عليها واجبات أكثر من المعتاد، فما كان منها إلا أن تثور على هذه القيم والعادات البالية أسوةً بالثورات النسائية بالعالم أجمع، وهنا ما كان أمام القيادات في كافة الدول أو بالأحرى دول العالم الثالث، إلا الإنصياع ولو بشكل بسيط لمطالب الحركات النسوية، والتي كان من بينها ولضمان مشاركتها وبالأخص في الحياة السياسية، الموافقة على منحها "الكوتا"، والتي يقصد بها تخصيص عدد محدد من المقاعد في الهيئات التشريعية والبلدية للنساء. وتطبيق هذا النظام يتطلب إلزام الأحزاب السياسية، بتخصيص مقاعد لوجود النساء في مستوياتها التنظيمية كافة. بحيث لا يجوز أن يقل عدد هذه المقاعد عن النسبة المقررة قانوناً، وبالفعل أصبح هذا الدارج في جميع الدول، بأن هنالك كوتا نسائية تختلف نسبتها من دولة لأخرى.
إلا أنه ومع مرور السنين على تطبيق هذه الكوتا، إلا أن العقل الذكوري في المجتمعات العربية، ما زال رافضاً لفكرة وجود المرأة في أي مجال، وبالتحديد مجالات المشاركة بوضع الخطط وتنفيذ القرارات، أي دائرة رسم السياسات، ولعل ما حدث بالبرلمان الأردني مع النائبة هند الفايز، دليل صارخ بوجه هذه العقليات، التي ما زالت متمسكة بإنحصار دور المرأة بالمطبخ وتربية الأولاد. نعم آن الأون لنستفيق من غيبوبتنا ونرى أين وجهة سفينتنا، وأن نتقاسم قيادتها لا أن نحتكر ذلك لأنفسنا، علنا نخرج من القوقعة التي حبسنا أنفسنا بها منذ عشرات السنين، مما حدا بالأمم الأخرى التفوق علينا والتقدم بكافة المجالات، الأمر الذي نتج عنه، بأننا أصبحنا شعوب متلقيه فقط، خاليه من أية إنجازات، وهدفنا الوحيد مناكفة النساء بأن تشاركنا أمور الحياة أم لا.