المغرب :الظاهرأن بعض الشيوخ فقدوا البوصلة



التهامي صفاح
2014 / 12 / 17

في فيديو (رابطه أسفل المقال) يتحدث جمال عبد الناصر عن المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر يقول فيه :
"" أن عمل المرأة هو حماية لها "" في إشارة لبعض التصرفات كالتعاطي للبغاء التي يكون السبب فيها الفقر..وكان هذا جوابا عن مطالبة المرشد العام في أول المطالب التي قدمها لجمال عبد الناصر في إطار إرادة جمال عبد الناصر المصالحة مع الإخوان و التعاون و نسيان الماضي لخدمة مصر حيث قال له المرشد : "يجب أن تقيم الحجاب في مصر و تخلي كل وحدة تمشي في الشارع تلبس طرحة (غطاء على الرأس) . فقال له جمال :" الواحد لما يقول هذا الكلام يقولوا رجعنا لأيام الحاكم بأمر الله الذي كان يخلي الناس ما يمشوش بالنهار و يمشوا بالليل .و أنا في رأيي إن كل واحد في بيتو هو اللي ينفذ هذا الكلام" . فقال له المرشد العام للإخوان المسلمين : "" لأ إنتا بإعتبارك الحاكم مسؤول "" فقال له جمال:"" يا أستاذ إنتا ليك بنت في كلية الطب ، مش لابسة طرحة ولا حاجة. ما لبستهاش طرحة ليه؟ إذا كنتي إنتا مش قادر تلبس بنت وحدة اللي هي بنتك طرحة ،إزاي عايزني أنا أنزل ألَبِّس 10 مليون طرحة (طُرح) في البلد؟ ""

هذا المقطع من الفيديو كما يقول المثل العربي "" الحفنة تدل على الشعير"" يبين أن فكر الإخوان لايعدو أن يكون بضع عبارات محسوبة على رأس الأصابع يكررونها كلهم بنفس الملل كأسطوانة مشروخة لا طائل من ورائها تنهل من رؤية وصائية على المجتمع و خصوصا على السيدات ترى فيهن عبدات لا سيدات لأنفسهن مالكات لمصيرهن بأنفسهن ، وتتناقض تناقضا صاروخيا لا ينتبهون إليه . و قد كتبت هنا أقوال جمال عبد الناصر كما هي نقلا عن الفيديو (مسألة أمانة علمية ) رغم إستعماله كلمة المرأة التي لم أعد أستعملها و أستعمل مكانها كلمة "سيدة " (بمعنى سيدة نفسها حرة ومستقلة) لا تحتاج لوصاية من أحد كحقيقة وحق إعترفت لها بها كل المواثيق الدولية المتحضرة و الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
لم يذكرالمرشد العام للإخوان آنذاك أي نظريات سياسية أو إ قتصادية لتقدم المجتمع المصري.كل ما هنالك كان أول مطلب الإعتداء على حرية السيدات في اللباس و الحديث عن غطاء الرأس .
نفس الشيء هذه الأيام الكئيبة مع بعض الشيوخ المغاربة الذين يظهرون في فيديوهات يشتمون ويكفرون شخصيات سياسية و يهددونها دون حياء ولا خجل قائلين هذا هو الإسلام حسب وجهة نظرهم هم أو يكتبون مقالات معتقدين أن جراح المغاربة قد إلتأمت من محنة الجنوب المغربي مع الفيضانات والفقر والجهل و الديموقراطية التي لا تريد أن تزدهر بسببهم وغير ذلك أو أن مهاجمة السيدات شيئ مهم للغاية في هذا الوقت الإرهابي عوض تقديم العون الفكري الذي يساهم في تجنيب الشباب التطرف والغلو و الذهاب للمقصلة عند داعش و غيرها ومعاناة أجهزة الأمن و مسؤوليه في كل شمال إفريقيا التي تقض المضاجع ومحنتهم مع التتبع والتأكد وتفكيك الخلايا الإرهابية التي تجند هواة الإرهاب و الفوضى إلى سوريا والعراق و غيرها أوالتي تهدد المغرب و غيره بشكل يومي من وراء الحدود .
في أحد الفيديوهات المغربية كما أحد المقالات بدأ الرجلان أحدهما يشتم و يتوعد و الآخريصنف النساء وهما يرغيان ويزبدان حتى ذكر أحدهما التكفير و كفر مسؤولين وسماهما بغايا و الآخرذكر مؤخراتهن وفتحااتهن إلخ وكأننا بهما إنشتاين في محنته مع سرعة الضوء و معادلاتها العسيرة أو نيوتون في محنته مع إكتشاف الجاذبية الذي راح يجري صارخا من الفرح ""وجدتها وجدتها"".مما يجعل المرء يتساءل :بماذا سيجري هؤلاء صارخين إذا قُدر لهما أن يجريا مثل نيوتن ؟ وجدا ماذا ؟؟؟
لقد نسيا أنهما خلافا لما إحتفظا به من معلومات قديمة ، أن السيدات لم تخرجن من أضلاع الرجال كما قال اليهود القدامى مخطئين في سفر التكوين بل هؤلاء و سيدات أخريات هم من خرجوا من جهازهن التناسلي إنطلاقا من جوف الرحم إلى مضيقه إلى أخره .
و من الناحية النفسية فتصنيف السيدات بالشكل الذي قرأه الناس يبين مستوى إهتمام الشخص بالشق الحيواني الغريزي في شخصية الإنسان .و أن يهتم الرجل بالنساء فهذا أمر طبيعي عادي كرجل محكوم بهرمونات جنسية ذكرية من مهامها الحث على البحث عن الشريك الجنسي مثل باقي ذكورالثدديات .لكن أن يدعي الكاتب أنه يتكلم بإسم الإسلام فهذا مشكل آخر .لأنه ينسى أن المصحف العثماني ينصحه قائلا : قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم" ..فكيف و هو مؤمن و يحتل مرتبة معينة بين ""علماء"" المسلمين الذين يأمرون الناس بإحترام معاني المصحف وتطبيقة لم يطبقه و يغضض من بصره و يريح الناس . و إلا من أين جاءه ذلك النقل التخييلي على الهواء مباشرة في مقاله لصور مؤخرات النساء التي أراد للقراء أن يتخيلوها ؟ ما الإضافة التي تضيفها هذه المجهودات الضائعة لهؤلاء الشيوخ للمعرفة البشرية ولمعضلة التخلف ؟
أتمنى للشيوخ صحة جيدة و طول عمر .لكن إذا إهتموا بالسيدات على صعيد النقاش الفكري فليقدموا لهن أجمل الهدايا في الإعتر اف بالحق والمساواة و الإحترام والتقديرلأنهن يستحقن ذلك وعلى الأقل لأن كل سيدة تحمل هوية جنسية مشابهة لهوية أمهاتهم الحبيبات ما عدا إذا كانوا يحقدون على أمهاتهم لأسباب معينة لا يعلمها إلا الله .
و إذا اهتموا بالمجتمع فليقرأوا أولا ما يكتب المتنورون و ليطلعوا على الجديد في العلوم الحديثة ليتكيفوا مع الواقع و يبتعدوا عن الشتائم أو التكفير و غير ذلك مما لا ينفع الناس في شيء.
رابط الفيديو : الدقيقة 3 :26 (الثالثة و 26 ثانية)
https://www.youtube.com/watch?v=tMXoJAANdQw