الناصرية ليست قندهار، قالتها هيفاء الامين



احمد عبد مراد
2014 / 12 / 18

الناصرية مهد الحضارة السومرية ومدينة الادب والشعر والفن والموسيقى ومختلف الفنون وكما ان اهلها القدامى هم اول من عرف الالة الشهيرة القيثارة وهم اول من عزفوا عليها ، وشعب الناصرية مشهود له با لثورة والتمرد على القهر الطبقي والظلم الاجتماعي وهو محب وعاشق للحرية وكاره للانظمة المستبدة كما هو الشعب العراقي.. ومن ذي قار بزق وهج الفكر التقدمي التحرري المناهض للاستعمار والاستبداد والاقطاع وفي سوح المعارك الوطنية والطبقية قدم ابناء الناصرية الابطال خيرة المناضلين والمناضلات الغيارى وعندما نصبت المشانق لهم صعدوها هاتفين بحياة الوطن والشعب ولم يرف لهم جفن .. واليوم وبعد كل التضحيات والمآثر البطولية والتي شهد لها القاصي والداني وسجلت بحروف من ذهب في اعماق التاريخ، نعم في هذه الظروف ونحن في القرن الواحد والعشرين تطل علينا الافاعي السامة برؤوس ووجوه كريهة نافثة سمومها اينما وجدت فرصة سانحة لذلك.. وهمّها وهدفها الاول هو الفعل الاجرامي ونشر الفكر الظلامي .. في مدينة الناصرية تعيش المناضلة هيفاء الامين المرشحة عن التيار الديمقرطي ومن لا يعرف هذه المناضلة او يحاول تجاهلها نحن نعرّفها مع انها غنية عن التعريف .. هيفاء الامين شيوعية مناضلة شجاعة قارعت الظلم والاضطهاد البعثي العفلقي وحملت السلاح مع رفاقها ورفيقاتها في جبال ووديان كردستان وتحملت كغيرها من الرفيقات اشد الصعاب والتحدي والصبر والمواجهة المسلحة واجتازت هي ورفيقاتها تلك الصعاب بنجاح وعزم واصرار وعاشت الغربة ومآسيها وعندما دعاها الواجب الوطني لبت نداء الوطن والشعب وانخرطت في صفوف الشعب مناضلة باسلة من اجل حقوق الشعب وحرياته .. من اجل حقوق المرأة وكرامتها ومكانتها في المجتمع ومساواتها مع اخيها الرجل في الحقوق والواجبات وقد خاضت الانتخابات البرلمانية وحصدت اكثر من عشرة آلاف صوت ويبدو ان ذلك النشاط والشجاعة والاصرار قد اغاض الظلاميين والدواعش الجدد فراحوا يحرضون ضدها ويهددونها بالقتل والتصفية الجسدية ان لم تتحجب وطبعا هذه حجة واهية ومكشوفة وباطلة تماما .. ان الدستور والقوانين العراقية تحفظ للانسان حريته الشخصية فمثلما هناك نساء محجبات وهذا حق مكفول لهن فمن حق المرأة ان تختار بين التحجب او عدمه .. نحن ندين ونشجب باشد العبارات كل تهديد او اعتداء سواء على السيدة المحترمة هيفاء الامين او غيرها من النساء ونناشد كل منظمات المجتمع المدني والقوى والاحزاب الوطنية العراقية ان تدين هذا التهديد بالقتل وترفع اصواتها عالية شاجبة منددة ومفعّلة للقوانين التي تحفظ لهيفاء الامين وغيرها من النساء حريتهن الفردية والشخصية ونطالب الحكومة المحلية في ذي قار وكذلك الحكومة الاتحادية بوضع حد لمثل هذه الاعمال الهمجية.