الاسلاميين يمارسون الفصل العنصري ضد المراءة والخطاب الطائفي في اكثر الاماكن عمومية وهي السفارة العراقية



سلام فضيل
2005 / 9 / 6

اقامت السفارة العراقية في هولندا تعزية تئابينا لضحايا جسر الائمة التي وقعت الاسبوع الماضي في بغداد وراح ضحيتها اكثر من الف ضحية , وحضر ممثلون عن كل المنظمات العراقية في هولندا , واخرين بصفة شخصية , الى مبى السفارة الواقعة في مدينة لاهاي (دنهاخ) , يوم الاحد الموافق 4-سبتمبر 2005 ,وكانت غالبيتهم من العلمانيين ومن مختلف الاديان والطوائف والقوميات والتوجهات السياسية
ولكن المفاجئة التي صدمت الجميع عندما دخلوا مبنى السفارة واذا بالنساء معزولات لوحدهن ومحاطات بكنبات , وبطريقة لااعتقد انها صدفة وقفت احدى اعضاء السلك الدبلوماسي وهي علمانية وغير محجبة خلف الشباب الذين يستقبلون المعزين عند الباب الخارجي , وقفت السيدة ... عند الباب الداخلي وعلى يمين الداخلين بحيث يكون النساء خلفك وتشير لك مباشر الى التوجه الى السلم الذي ياخذك الى المكان المخصص للرجال اذا كنت منهم والنساء يذهبن في الاتجاه الاخر وهناك تجد مكان معزول تماما عن النساء اقرب الى عادات بني عبس في غابر الازمان ,يستقبلك شباب تفصلهم عدة جدران عن مكان النساء, اغلبهم غير مقتنع ويرفض هذا التميز المخالف لحقوق الانسان الذي اقرته مسودة الدستور الجديد , وعند رؤيتهن هذا المشهد رفضن عدد من النسوة الدخول والمشاركة في هذا الفصل العنصري حسب قول احداهن وهي اعلامية وناشطة في حقوق الانسان , وياليت الامور انتهت على هذا الحال , بل اصرو هؤلاء الانعزالين الطائفين المناطقين الذين جاملتهم السفارة من باب انها بيت لكل العراقيين فاستغلوا وجيروا كل شئ لسيا ستهم الطا ئفية الانعزالية. وبالتاكيد ,هم لايمثلون كل الاسلام السيا سي ,ان يعلنوا عن خطابهم الرافض للاخر , ايا يكن ودون ان ينتبهوا ان المناسبة , يشترك فيها كل الطيف العراقي , بغض النظر عن الخلاف في وجهات النظر او العقائد السياسية او الدينية
تكلم عريف الحفل وهو معمم وللحقيقة طبق التنظير العربي الاسلامي , الذي لايخجل( اي التنظير ) عندما يتحدث عن الديمقراطية ولحد ان تصل به ( الوقاحة ) ,ان يعطي راءيه بالديمقراطية ,! فكان عريف الحفل قد ردد , كلمة الديمقراطية لاكثر من عشر مرات وبيت شعر للسياب وعندها شعر ان كلامه اراح نفوس غالبية الحضور الذين كانوا من العلمانين , فذهب بعيدا في خياله لدرجة نصح الحضور ان يتعلموا من الشعب الهولندي الذي يعيشون معه معنى الديمقراطية ! دون ان ينتبه ان القانون الهولندي يحاسب على التميز العنصري وخصوصا ضد المراءة حتى داخل البيت المغلق , فما بالك بمؤسسة عامة ومسؤولة مسؤولية مباشرة بتطبيق القانون المثبت في وثيقة ادارة الدولة المؤقت و ايضا ثبت في مسودة الدستور , واهم ما فيه المساوات , لم ينتبه رغم ان هذا لم يفوت اكثر الناس بساطة , ان النساء وخلال ترديده لكلمات الديمقراطية عزلن في مكا نا بعيد ولم يسمعن شيئا مما قاله هو او غيره وكاءن الامر لايعنيهن , مثلما يحصل في اكثر القبائل العربية تخلفا , وبدائية , وهن اعتقدن انهن , على قدر المساوات مشاركات في التابين, وبعد ذلك جائت كلمة السفير التي شدد فيها على ضرورة اصلاح الشروخ العميقة التي صنعها النظام البائد داخل المجتمع العراقي , على الاقل في النقاط التي يلتقي عليها الجميع وهذا التابين وادانة فاجعة جسر الائمة واحدة منها لانها , المت كل العراقيين وهاهم الجميع حاضرين . قدم السيد عريف الحفل شخص ليلقي كلمة باسم الجالية العراقية في هولندا بما فيهن النساء القابعا ت في مكان معزول لايسمعن شئ عما يقال باسمهن ! لم يعترض احد رغم ان المتحدث وعريف الحفل يعرفون انه لايمثل الا نفسه ومن خوله ان كان من خوله ! وبدل ان يستغل الفرصة ويقدم ولو شيئا من الامل , يدل على قبول الاخر فعل عكس ما هو متوقع من مثل هكذا حدث لدرجة انه احرج بعض الاسلاميين الحاضرين , حيث اسهب في خطاب طائفي ديني منغلق متخلف , لايختلف عن خطاب السلفين التكفيرين , سوى باسم الطائفة , ولم يشر باي اشارة حتى لغرض المجاملة للمدينةالتي كان غالبية الضحايا منها , وهي مدينة الصدر ! على الرغم من تواجد بعض اقارب واصديقاء الضحايا , ودون ان يقدر ان المتحدث الذي يليه مسيحي والخط الاول امامه مباشرة من طوائف غير طائفته وغير مسلمين حيث كان عدد كبير من المسيح والصابئة وغيرهم من العراقين
ولكن الملفت في كل هذا المشهد( الماءساوي ) والذي اعتقد اول انتهاك , للدستور الجديد الذي لم يقر بعد وداخل, احدى مؤوسسات الدولة المهمة , والوحيدة التي تمثل كل العراقين في هولندا ,
بعد انتهاء الحفل التابيني وقبل الخروج من القاعة المخصصة للرجال , توجهت لعدد من الكتاب والاعلامين المتواجدين هناك , ووجهت لهم السؤال التالي , انكم سمعتوا الان بعض الكلمات عن الديمقراطية , والعمل على تقليل الشروخ بين ابناء الوطن , هل لمستوا شئ من ذلك على ارض الواقع من خلال الكلمات او اشراك المراءة في الحياة العامة ؟ فكان ردهم جميعا ,الحقيقة مفاجئا بالنسبة لي , حيث لم يفاجئهم لا(احتقار ) المراءة ا وعزلها ولاتجير الحدث لصالحهم, اي الطائفين والغاء الاخر حتى وان كان له النصيب الاكبر من الضحايا , قالوا الغريب ان يفعلوا عكس هذا !, ولكن العتب والسؤال كما قالوا , على السفارة التي سمحت بما حصل للمراءة ولهذا الخطاب الطائفي الديني المتخلف وهو منبوذ ولا يسمح به حتى في الجمهورية الاسلامية الارانية ؟
اذا كان هذا يمارسه اناس يعيشون في بلد متحضر مثل هولندا , فما هو اذن مصير , بند , الحريات الذي اقر في مسودة الدستور الجديد , في المدن الدينية المغلقة والتي يصيطر عليها بصورة اواخرى دعاة ولاية الفقيه على الطريقة العراقية, لان الارانية حلم بعيد المنال , او امارة طالبان على الطريقة اللادينية الزرقاوية لانها اكثر همجية ووحشية .