المرأه بين عام مضى واخر قادم



سناء بدري
2014 / 12 / 31

اذا اردنا ان نحصي انجازات المرأه في عالمنا العربي ككل نجد انها في العام المنصرم لم تحقق شئ يذكر يحسب لها .لا بل هناك تراجع في وضعها ولم تتمكن من تحقيق ما تصبو اليه رغم قوة صوتها الانتخابي ومكانتها التي من المفروض ان تكون نصف المجتمع.
فبروز الاسلام السياسي كقوه سياسيه معروف موقفها من النساء بالاضافه الى الاوضاع المتفجره والازمات والحروب التي تعصف في الكثير من الاقطار العربيه وخضوع المرأه وقبولها بوصاية وهيمنة الرجل بالاضافه الى كسلها وخمولها ورضاها وقبولها بان مجتمعاتنا ذكوريه من الصعب اصلاحها ادى الى تراجع مكانتها والى عدم تحقيق اي مكاسب رغم رفضي لمصتلح مكاسب اذ انه من المفروض ان تكون حقوق والتي هي ليست منه او هديه او كرم اخلاق من الرجال.
فا هي مصر ام الدنيا تنتخب السيسي باصوات النساء اذ لولا اسهاماتهم في التغير لما انتخب رئيس جديد.ومع ذلك كانت المرأه حصان طرواده لوصول السيسي للرئاسه ورغم ذلك فهي غير ممثله في البرلمان بقوة حجمها ولم تنل المناصب بأصواتها الانتخابيه وتراجعت مكانتها عن سنوات الستينات والسبعينات وحجبت وغيبت منهم الملاين ولا زال الختان وزواج الاكراه والصغيرات بالاضافه الى التحرشات الجنسيه هي عنوان المرحله.
ها هم المبدعات من المثقفات والكاتبات المصريات يحاربوا ويكفروا ويحاكموا وخير مثال المبدعه نوال السعداوي بالامس واليوم هناك دعوه قضائيه لمحاكمة الكاتبه والصحافيه الرائعه فاطمه ناعوت .هل ستتحرك بنات جلدتها لنصرتها والتضامن معها بالشكل المطلوب وهل ستقف نساء مصر امام طيور الاظلام وتحدث الفرق والتغير.
المرأه السوريه اصبحت بلا وطن وهويه تعيش في المنافي والعدد الاكبر لاجئات في دول الجوار تتقاذفهم امواج الهجره والضياع والاستغلال الجنسي والتحرشات وزواج الصفقات والمصالح والاكراه والبيع والشراء و ذكور وفحول دول الخليج والسعوديه تستغل اوضاع هؤلاء النساء وحتى الاطفال منهم للاقتناص ونهش لحومهم الغضه الطريه بشتى الوسائل من الترغيب الى الترهيب والتحبيب للزواج من الصغرات منهم والاستمتاع لفتره زمنيه ثم رميهم بالشوارع.
نساء فلسطين هم تحت الاحتلال امهات واخوات وزوجات الشهداء والاسرى ومرحلة نضال ضد الاحتلال بالاضافه الى سيطرت حماس على قطاع غزه والحصار والفقر والبطاله كل ذلك لم يؤدي الى تقدم المرأه.
الاردن رغم صوت المرأه الانتخابي لم تستطع الوصول الى البرلمان لعجزها عن التضامن مع نفسها وارتضت المرأه القبول بالكوته الانتخابيه لتمثلها بالبرلمان وصوتها وقضاياها ليست مسموعه وهي مجرد ديكور في البرلمان.اقعدي يا هند .
اما قتل النساء على مسائل ما يسمى بغسل العار وتطهير الشرف هو وصمة عار في جبين شعوبنا العربيه والاردن والعراق ومصر و و .كلها دول تصدر احكاما مخففه لمثل هذه الجرائم.
العراق تمر ايضا باحتلال اقسام واسعه من اراضيه من المنظمه الارهابيه داعش والتي تقوم بالفضائع, ونصيب المرأه من اغتصاب وسبي وبيع وابادة وقتل المسيحيات والازيديات هو الاكبر والتي كانت من ابشع الجرائم التي مورست بحق النساء هناك. ولازالت هذه الانتهاكات تمارس يوميا على الاراضي السوريه والعراقيه.
اما المرأه في الخليج وخصوصا السعوديه فهي تعاني الامرين فلا زالت ممنوعه من القياده وحتى ممارسة حقها بالانتخابات لانه بالاصل ليس هناك انتخابات وعند السفر يجب ان تأخذ الاذن من ولي امرها وممنوع سفرها بلا محرم ونسب الطلاق صارت اعلى من نسب الزواج بالضعفين ومصير المطلقات منهم الفقر والعوذ والاذلال.
قبل شهر احدى الكاتبات الرائدات في السعوديه لم يسمح لها بالسفر لنيل احد الجوائز في كندا دون محرم وولي امرها وتشاء الصدف ان يكون ولي امرها ابنها الذي يعتاش على حسابها.
اوضاع المرأه في المغرب العربي مشابهه لاوضاعها في كافة الاقطار العربيه ولكن وضعها في تونس هو الافضل فهذا هو ارثها ونضالها من سنين منذ ايام الرئيس الحبيب بورقيبه.
نالت المرأه حقوقها نتيجة نضالها ووعيها ومشاركتها للرجل في العمل السياسي واتجاهها للعلم والثقافه والتنوير ومع ذلك لازالت المرأه التونسيه تلعب دورا هاما مصيريا في سياسة بلدها ولازالت تحارب وتسعى للمزيد من الحقوق.صوت المرأه الانتخابي في تونس احدث فرقا رغم الاعتراف بالتراجع.
عام قادم جديد يلوح بالافق فانت يا عزيزتي المرأه تولي زمام المبادره وطالبي واسعي لحقوقك .
وانت ايتها الام المدرسه والزوجه التي لك النصيب الاكبر في التوجيه والتربيه والقياده هذه هي مهمتك امامك ونصب عينيكي لا تترددي ولا تتقاعسي.وانت ايتها الفتاه والشابه العلم هو سلاحك
واستقلالك الاقتصادي والمادي يجعلك اكثر حريه وفائده للمجتمع.
ختاما وعذرا من الجميع انهي مقالي بالنصحه الى المرأه المستسلمه والتي ارضت بحكم وعادلة بعض الذكور.
اذا كان همك الاوحد والكبير
الانبطاح على السرير
واعلاف زوجك بالحشائش والجرجير
من اجل لحظات متعه وتخدير
فلا تتأملي بالحصول على اي تغير
لانك لن تحصلي على حقوق او تحرير
كوني حكيمة نفسك في الاخذ والعطاء والتدبير.
كوني له شريكة في الحياه وندا عندها تحصلي على التقدير.
اتمنى للجميع وخصوصا المرأه عام قادما تتغير الموازين والمفاهيم وان تكون المرأه الشريك الحقيقي للرجل.
اعلم انه لن تتحقق المطالب بالتمنى لكن بالعمل ثم العمل والعمل.