سوالف حريم--للنساء فقط



حلوة زحايكة
2015 / 1 / 1

حلوة زحايكة
سوالف حريم--للنساء فقط
طرقت إحداهنّ باب بيتي، وأشبعتني تقبيلا على عتبة البيت، لم تقبل الدّخول ، ولم تقبل أن تجلس على كرسيّ أمام البيت، كما رفضت أن أعدّ لها فنجان قهوة، لأنّها على عجلة من أمرها وتخاف أن تتأخر، وأنّها مرّت عليّ وهي في طريقها لتطرح السلام، فهي تشتاقني كما قالت، وبقيت تتحدث من هنا وهناك، ففلانة زعلانة مع زوجها، وتلك في خلاف مع حماتها، و"س" حامل بولد، و"ص" زوجها يحبها مع أنّ رائحتها تنفرّ الكلاب الجائعة، وتلك قالت عن هذه كذا وكذا...وكانت تشير بيديها وهي تتحدّث وكأنّها في طوشة، وتتهدّد وتتوعد، وترفع صوتها تارة، وتخفضه تارة أخرى، وكأنّها ممثلة على خشبة المسرح، وأنا أتوسّل اليها أن تدخل الى البيت، كي أستضيفها بكأس شاي أو فنجان قهوة، لكنّها رفضت باصرار بحجة ضيق الوقت، ولم تترك واحدة من معارفنا المشتركين إلا وأتت بخبر سيء عنها، وعندما نادى المؤذن لصلاة الظهر قالت لي:
شو بدّك أحكي تأحكي يا خيّتي، خليني ساكتة أحسن، والآن سيعود الأبناء من المدارس، اسمحي لي أروح، وان شاء الله بنلتقي عن قريب وبنكمّل. تنفست الصعداء فقد دبّ الخدر بساقيّ، ولم تعودا تحتملاني...قبلتني وأدارت ظهرها...مشت خطوتين واستدارت عائدة وقالت: لا تؤاخذيني فأنا لا أحبّ الغيبة والنميمة، وانصرفت، أغلقت باب البيت وأنا أستعيذ من شرّ ذلك الصباح.