سوالف حريم-زبالة حارتنا



حلوة زحايكة
2015 / 1 / 2


ومن الأمور التي لم تعد محتملة، ولا تدخل ضمن الحرّيّات العامّة طبعا، ما يقوم به البعض من تربية للمواشي أمام بيته، مع أنّه يسكن في أحياء مكتظة بالأبنية وبالسّكّان، وقد يقتني حمارا أو بغلا، ولا تقتصر الأضرار الصحية الناتجة عن الرّوائح الكريهة نتيجة تراكم روث هذه الحيوانات، بل تتعدّى الى أكثر من ذلك، ففي حالات يتركون حيواناتهم تخرج من حظائرها دون مراقبة، مع أنّه لا توجد مراعي في البلدة، وينطلق بعضها الى حديقة منزلي التي أرعى ورودها وأشجارها المثمرة كما أرعى أبنائي، وتنهش منها ما تيسّر لها، حتى أنتبه لها وأطردها، فيغضب أصحابها وكأنّني معتدية عليهم! بل إن بعضهم لا يفهم سببا لحرصي على الورود، فيتساءل أحدهم بلهجة ساخرة: "ع إيش زعلانه ع عشبه لا تضر ولا تنفع."
وأحتار بماذا سأردّ على انسان بهذه العقلية.
لكن الأدهى والأمرّ عندما يقومون باشعال الحرائق في روث المواشي، ويضعون على الحريقة ما تيسّر لهم من أكياس بلاستيكية متطايرة، ومن أحذية وملابس مستهلكة، ويستمر الحريق لأيام باعثا دخانا يملأ الحارة، وناشرا روائح كريهة تقتحم بيوت الناس وإن أغلقوا منافذها كافة، وتلحق الأذى الصحيّ بالأطفال وبالمرضى من مختلف الأعمار، ممّا يتطلب نقل بعضهم الى المستشفيات، وهذا ما حصل فعلا، ومشعلو حرائق الزبالة لا يقتنعون بأنّ حرائقهم وما ينبعث منها من سموم هي السّبب، ولا أحد يستطيع اقناعهم بأن يضعوا قمامتهم في حاويات القمامة القريبة من بيوتهم، ولا أن يلقوا روث مواشيهم وبهائمهم في مناطق خالية، فما العمل؟