سوالف حريم-أكلاتنا الشعبية

حلوة زحايكة:
سوالف حريم-أكلاتنا الشعبية
عندما كتب الراحل الكبير محمود درويش قصيدته الشهيرة"أحنّ إلى خبز أمّي" لم يكن ينقصه خبز أو طعام أو شراب، بل كان ينقصه حنان الأمّ، فالأمّ عندما تقدّم الطعام لأبنائها تقدّمه بحنان زائد، وبنفسية طيّبة، وفي تحنان درويشنا لخبز أمّه وقد يكون خبز"الشّراك" أو "الطابون" حنين الى الأكلات الشعبية التي نفتقدها جميعنا، وشعبنا الفلسطينيّ ليس استثناء عن بقيّة الشّعوب الحيّة، فلدينا أكلاتنا الشعبية مثل"المنسف" و"المسخّن" و"المفتول"و"الرّشتاية" و"المقلى" و"خبز الّلزّاق" و"المناقيش" وبعض المعجنات مثل "لحمة بعجينة" أو سبانخ بعجينة" أو "حمّيض بعجين" أو "خبّيزة" وغيرها من الأعشاب البرية التي تجود بها أرضنا.
ولا أبوح سرّا بأنّني أجيد تصنيع كل المعجنات الحديثة، لكن هذا الصباح ألحّت عليّ واحدة من الأكلات التي كانت تحضّرها لنا أمّي، وهي زعتر بعجينة، فشرعت باعدادها لتكون وجبة الصباح لي ولأسرتي، فأعددتها وأنا سعيدة بذلك، خصوصا وأنا أردّد قصيدة درويش عن خبز وقهوة أمّه، فأكل زوجي وأبنائي بشهيّة وهم سعداء بذلك، وأنا في قلبي غصّة؛ لأنّ أمّي لن تشاركنا طعامنا كونها تعاني من وضع صحيّ حرج، فلك السلامة والحبّ يا أمّي الغالية.