لماذا يحرمون ما أحل الله ؟لماذا لا يجوز للمراة المسلمة أن تتزوج من كتابي؟



دينا عبد الحميد
2005 / 9 / 10

لماذا لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من كتابي إذا كان الله قد أحل لها ذلك فكيف يحرمه البشر ؟ إلى متى سوف تظل المراة في مجتمعنا تعامل على إنها إنسان غير كامل ليس له حق تقرير مصيره وأنها يجب أن تكون تابعة لمخلوق أخر من جنسها وهو الرجل الذي يقوم بدوره في اختيار لها ما يجب أن تفعله وحرمانها من الأشياء التي لا تتفق معه حتى انه يحرم عليها ما أحل الله لها . إن الله عز وجل كرم المرأة وجعلها على قدم المساواة بينها وبين الرجل فى العقاب والثواب .أما في مجتمعاتنا للأسف الشديد تقهر المراة وتسلب حقوقها باسم الدين وهو برئ من هذه الهرطقات التي صنعها المجتمع الذكوري حتى يستطيع أن يتحكم في المراة بكل الصور الممكنة حتى انه جعل العرف والتقاليد من ضمن الدين وان عدم تنفيذها يعتبر عصيانا للدين ومعصية للخالق . وسنذكر مثال لذلك ليس على سبيل الحصر . لماذا لا يجوز للمراة الزواج من أهل الكتاب هل هو العرف والتقاليد ام هو تحريم إلهي .
يقول الله تعالى في سورة البقرة آية (221) " وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " نرى في هذه الآية النهي عن زواج المشركات للرجال أولا وبعد ذلك يأتي النهى للنساء حتى لا يتزوجون من مشركين والآية هنا واضحة و ليس فيها اى صعوبة في التفسير حتى انه يستطيع من لم يدرس أصول الفقه والتفسير أن يفهمها . نجد في هذه الآية النهي للرجل مثله مثل المراة لا فرق بينهما فإذا كان من حق الرجل المسلم أن يتزوج من كتابية فلم يمنعون هذا الحق عن المراة المسلمة وخاصة أن الله عز وجل فرق بين النصارى والمشركين في الآية الكريمة في سورة الحج (17) " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " من المسئول عن هذا التحريم هل هو تحريم قبلي فكما نعلم انه في أزمنة بعيدة كان لا يحق للمراة أن تتزوج من خارج قبيلتها .وهذه التقاليد لازالت تمارس عند بعض العائلات المحافظة حيث لا يجوز للمراة التي تنتسب إلى هذه العائلات أن تتزوج من خارج العائلة . وحيث انه لا يوجد نص صريح في القران يمنع المراة من الزواج من أهل الكتاب فإن هذا التحريم بشري وليس إلاهى لان الله سبحانه وتعالى قد احل لنا طعام أهل الكتاب والزواج منهم في الآية الكريمة سورة المائدة رقم (5) "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" . هنا نقف ونسال أنفسنا هل إرادة البشر والعادات والتقاليد أكبر من إرادة الله عز وجل. أنا اعتقد أن هذا المنع ما هو إلا نوع من أنواع القهر الذي ظل يمارسه الرجل على المرأة منذ قرون طويلة باعتبارها شيء يمتلكه وله حق التصرف فيه كيفما شاء.