حواء وخطيئة التفاح



إيرينى سمير حكيم
2015 / 2 / 3

أتعجب
ممن عاقبوا النساء
على اختيار ادم
فى طاعة حواء
وأصبحوا يقهرونهن
على مقاطعة أنوثتهن
وهم فى الواقع
لم يقاطعوا أكل التفاح!!

أتعجب ممن لا يفكرون
وفقط يرغبون ويقهرون
وبحرية الأنثى يعبثون
ولا يعترفون

وفى حين أن سيادتها على أذهانهم
فى مسئولية الخطأ تملأ أفكارهم
إلا أنهم فى نفس الوقت لازالوا
يعتقدون فى سيادتهم عليها
ذاك بالرغم من إنهم
من جهة أخرى يلهثون وراءها

ثم على هذا الحال يظلوا ويظلوا
يشتهون ويُتشتَتون ويَقهرون
ودوائر خبلانهم عنها لا يخرجون
فهم سكارى فى وهمهم ولا يفيقون

فهم ينظرون للأنثى برؤية
الخاطئ والخطأ والمخطأ إليه
الفاعل والفعل والمفعول به
ويظل دورها وحقيقتها
فى نظرهم غير ثابتة
على مبدأ .. وذاك لافتقارهم إليه
فى كل موقف حسب أهوائهم
فى كل مصلحة حسب اتفاقاتهم

وأعود اسأل
إن كان هناك شجرة وتفاحة وامرأة
أين كان الرجل؟
إن كان هناك ثمرة ورغبة وأنثى؟
أين إرادة الرجل العتى فى السيطرة
على رغباته وعلى الأنثى وعلى المعصية
كما يدعون؟!

أيها المتمتم بذنب الأنثى بجهل
متجاهلا ذنوبك
وشهوتك والتفكير بعقل
ويا أيها الحكيم فى عين نفسك
ويا المعالج لعوار ذاتك بحماقاتك
ادعوك إذن
لمقاطعة وقهر التفاح أيضا
فهو شريكها فى الجريمة!
ولا داعى لان تأكل منه مزيدا!

حقا
انه واقع كوميدى أَسوَد
يسخر ممن أوجدوه
انه واقع مأساوى حتما
يستهزئ بحكمة باطلة
تتحكم فى نفوس من يُفعلّوه