سئمت أحاديثكم..



ماجدولين الرفاعي
2005 / 9 / 13

التقيته في احتفال بسيط جمعني والأصدقاء. وعندما قدمت نفسي بالاسم لمحت الامتعاض على وجهه! لابد وان الاسم له دلالاته في ذاكرته. إذ إنني لم التق به قبلا!
وبعد جلوس مضيفتنا نظر لي نظرة ثاقبة تحمل لوما وعتبا! ثم قال بصوت منفعل: سيدتي هل أنت مطلّقة؟! وقبل أن أجيبه سأل سؤاله الآخر: هل أنت عانس ؟!
لم تعجبني أسئلته ولكني قررت ضبط أعصابي لأتبين ما يرمي إليه من ورائها. وأجبته بهدوء وابتسامة صفراء أجبرت نفسي على رسمها: لا يا سيدي. ولكن لما هذا السؤال؟؟
دون مجاملة رد بسرعة: لأنك معقدة! وواضح تحاملك على الرجال! فإما أن تكوني مطلقة أو عانس فاتك قطار الزواج! ولهذا فانك تتجنين على الرجال كرها وحقدا لان احدهم لم يقبل الاقتران بك! سئمت يا سيدتي دفاعك المستميت عن المرأة وتصويرك لها بالملاك البريء، وان لها حقوقها المسلوبة! وهذه الأمور بعيدة عن الحقيقة بعدا شاسعا! المرأة يا سيدتي شيطان على الرجل الاحتراس والحذر منه!
لم تعد تخرج الكلمات من حنجرتي أمام طوفان غضبه وكلماته الملتهبة! خرجت من الصالة ثم لحقت بي مضيفتي وشرحت لي ظروف ذاك الرجل الذي أحب زوجته جدا وأصر على تسجيل مجمل أملاكه التي جمعها من اغترابه في دول الخليج باسمها، تعبيرا عن حبه ووفائه لها. لكنها طردته من المنزل مؤخرا طالبة منه الخروج بملابس النوم أو الالتزام بتعالميها وشروطها وطلباتها صارخة بأعلى صوتها: انه بيتي! اخرج منه الآن!.
تصرف زوجته ذاك سبب له أزمة نفسية حادة فقد أولاها كل الثقة.
هذه الحادثة تتكرر باستمرار، ولكن مع تغيير في الأدوار! فالرجل عادة هو المتحكم بمقدرات المرأة وهو من يطردها! ولكن الآية الآن معكوسة. وبالطبع لا يسرني هذا الوضع مطلقا. فنحن، قبل أن نكون رجالا أو نساء، بشر بالدرجة الأولى في حماية قانون وُضع للرجل والمراة معا.
والزواج بحد ذاته شراكة قائمة على اتفاق هذان الطرفان، وعلى تساويهما في الحقوق والواجبات. ولكي تستوي الأمور وتسير الحياة بشكل سليم وواضح المعالم لابد من الشراكة القائمة على التكافؤ والمناصفة فلا يقوى طرف على آخر. فما المانع أن يكون نصف الأملاك للزوجة ونصفها الآخر للرجل كي تتساوى كفتي الميزان ولا ترجح أحداهما عن الأخرى؟! أليست هذه عدالة اجتماعية مطلوبة لأجل الإنصاف؟! لماذا نصر على وجود ضحية في كل حالة زواج؟! لماذا لا نبحث عن العدالة من خلال شراكة حياتية واضحة المعالم! فالزوج والزوجة يشتركان في كل أمور الحياة. بل في صنع الحياة! ألم يلتقيا لإنجاب ابن تبدأ دورة حياته من توحدهما في لحظة ما؟! لماذا إذا حين يكون الكلام عن المادة يقتسمان؟