سوالف حريم-رِفقة طيّبة



حلوة زحايكة
2015 / 2 / 6

حلوة زحايكة:سوالف حريم:
رفقة طيّبة
وممّا قاله المتنبي في زمانه، "وخير جليس في الزّمان كتاب" وكلامه هذا فيه كثير من الصّحة، فمن الكتاب يغرف المرء العلوم والأدب والثقافة وغذاء العقل، ويقضي وقتا ممتعا، لكنّني وللأمانة وجدت رِفقة وفيّة مخلصة، تتمثّل في عالم الحيوان، على عكس الانسان تماما، والوفاء ليس حكرا على الكلاب فقط، بل يتعدّاها إلى بقيّة الحيوانات بما فيها المفترسة، وهناك من ربّوا أسودا وفهودا ونمورا ودببة، وأخلصت لهم حتى النّهاية، لكنّني أنا ربّيت طيورا تتمثّل بالبطّ والدّجاج والإوزّ وكنّار-يؤلمني أنه اعتاد حياة القفص- فعندما يراني يغرّد لي سيمفونيّات عذبه تبعث الرّاحة في نفسي، أمّا البطّ والدّجاج فلا يستغربنّ أحد عندما يراها تمشي خلفي وبجانبي وأمامي وكأنّها تحتفل بي، وعندما أجلس معها تقترب منّي وتحاول مداعبتي أو شكري على عنايتي بها.
أمّا أشجاري وورودي المحيطة ببيتي، فإنّني أشعر عندما أقترب منها بأنّها تنحني لي وكأنّها تحيّيني، فلا أملك إلّا المواظبة على رعايتها.
6-2-2015