ألمرأة =الحرية



رشيد كرمه
2005 / 9 / 16

الـــمرأة = الـحرية
الـحرية =الإنسان رشيد كَرمة

كنت قد دونت ملاحظات عامة ومهمة , أثناء تواجدي لفعالية ثقافية إجتما _سياسية نشطة وآنية ومسؤولة تستحق منا الشكر والتقدير لجهة من شارك فيها , محاضرين ومتحاورين ومستمعين أولا ً والى اللجنة الثقافية للبيت الثقافي العراقي في يوتبوري ثانيا ً من خلال تنظيم سيمنار كانت قد دعت اليهجمعية المرأة العراقية وجمعية تموز, وبالتعاون مع abf..حول الدستور العراقي الدائم في العراق .
وقد توزعت محاور السيمنار ( المحاضرة ) كالتالي ::
المرأة والدستور: الإستاذ طاهر الخزاعي
الفيدرالية في العراق: الإستاذ خالد يونس خالد
الدين والدولة: الأستاذ لطفي حاتم
وقد فعل حسنا ً مدير الندوة الأستاذ علي الراعي عندما أشار الى ماهية القانون عند الدكتاتور صدام وحزبه المقبور, وقبل الخوض في ما تطرق اليه المحاضرون , اجدني ميالاً للتغطية الصحفية فيما طرح أكثر منه نقدا , لسبب بسيط وهو ان المتحاورين كانوا قد طرحوا مالديهم من افكار, واعتقد ان أختيار البيت الثقافي للإتجاهات الثلاثة , اليسارية الديمقراطية , والكردية , والإسلامية إختيار له معنى ومغزى وطني نابع من إيمان التيار الديمقراطي في تعزيز لحمة العراقيين على إختلاف مشاربهم . وكان الرفيق ابوثابت قد سبقني الى التغطية الصحفية المنشورة في موقع البيت الثقافي العراقي الذي أنشأ حديثا ً , ويسرني والنادي العراقي في بوروس بهذه المناسبة مباركة كل من ساهم في إنشاءه ويعمل على مده بالزاد الثقافي الذي نحتاجه جميعا ً, كما ان الرفيق الرائع ابوهندرين كان قد نشر مداخلته في الحوار المتمدن ولربما قد فغلا المحاضران الآخران ...واود المرور سريعا فيما طُرح : فلقد بدء الأخ طاهر الخزاعي بإشارة احسب انها حضارية ومفيدة ألا وهي إهدار الوقت ولا أعتقد ان امة مغرمة في إضاعة الوقت مثل الأمة العربية والإسلامية فهي تتفنن في إضاعتها ولا اجد الا ان انوه ان 1400 عاما قضيناها في فلسفة هل البيضة من الدجاجة ؟؟ام ان الدجاجة من البيضة ؟؟ وحشرنا في صراعات جانبية لا معنى لها وما زال البعض يدفعنا اليها دفعا ًوينطبق علينا المثل الشعبي العراقي ( (لا حضت برجيله ولا خذت سيد علي )).
كما لايفوتني التأكيد على ان المرأة –الحرية _ من الثوابت وموجودة منذ الأزل والدساتير هي المتغيرات وهنا لابد ان تكون ملاحظة الخزاعي في غير محلها عندما أشار:: (الى وجوب تقدم الدستور على المرأة وهذا يعني ان المحور في اعتقاده الذي هو قيد البحث يجب ان يكتب الدستور والمرأة , لا المرأة والدستور) . وهذا فرق واضح اذا دققنا في حيثيات الأمور من حيث وجود الحرية ممثلة بالمرأة منذ الأزل ومن ثم نشأت السلطات المتعددة ومنها السلطة الدينية ومنها سلطة الرجل وهكذا ..والحقيقة انني لم ار بدا َ من التسليم فيما ذهب اليه الأخ الخزاعي من ان قصر المدة في كتابة الدستور , ستقحمنا جميعا في الأخذ والرد والتصلب والمماطلة طالما هناك من يرغب في ذلك ويتنكر للمواطنة وللعراق فالظروف المحيطة أثناء كتابة الدستور كالإرهاب المتصاعد من كل ناحية سواء الإرهاب البعثي وإرهاب الجماعات الإسلامية ما يؤثر على ذلك بالإضافة وهنا المسألة المهمة __الصراع الداخلي _ بين الجماعات الإسلامية من جهة والقومية من جهة أخرى وكم تمنيت ان يتطرق الخزاعي الى البديل المتكون لديه !! ولكن لابأس فلقد أشار في مفصل آخر الى ماهو مهم أيضا : فلقد قال كان من الممكن إقامة نظام اسلامي في التسعينات اي بعد انتفاضة آذار لان الظروف الداخلية كانت تسمح بذلك ولكن من المستحيل إقامة نظام إسلامي ايا كان إتجاهه الآن للظروف الحالية الداخلية والخارجية , وجميل ان نسمع من مثقف طاهر الخزاعي ذو إتجاه إسلامي ( حزب الدعوة )من أن الدستور يجب ان يكون إنسانيا لا إسلاميا ً ويجب ان يكون العراق للجميع , عراق يتعايش فيه الآخرون على قدم المساواة .
ورغم ان نصيب الخزاعي في السمينار كان عن المرأة والدستور الا انه لم يشر إلا الى قراءة عابرة وسطحية . حيث أشار الى المادة
دة 14 العراقيون متساوون أمام القانون بغض النظر عن الجنس والعرق.. الخ. وهذا يعني مساواة المرأة الرجل.
في مجال تكافؤ الفرص المادة 16 من حق المرأة في العمل كما الرجل
وفي المادة 17 التي تتحدث عن الخصوصية الشخصية الذي يعتبر مفتاح اللاتناقض بين الإسلام والديمقراطية. ولقد تناول مسألة الحجاب دون سن العاشرة مثلا , واعتبرها خلطا في المفاهيم ومساسا بحقوق الإنسان
ويرى أن الدستور كرم المرأة عندما أعطى الحق لأولادها من اب غير عراقي لحمل الجنسية العراقية
في المادة 20 في حق التصويت والإنتخاب والترشيح،
وفي المادة 29 في باب حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة
يمنع الدستور كل أشكال العنف والزجر في الإسرة والمجتمع والمدرسة، ويرى ان هناك حرب ضد العادات والتقاليد العشائرية التي نسب كثير منها للدين زوراً.ولنا وقفة في هذا الجانب ان سمحت الظروف بذلك ( ر.ك )
المادة 30 تكفل الدولة الضمان الإجتماعي .
((ويبقى الدستور من وجهة نظري سلبيا من الديباجة الى إعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع لا كما تصور البعض من انه متقدم على الكثير من الدساتير بشكل لا يختلف عليه أحد .وبإختصار شديد ان الدستور كتب على روح المساومة بين الإسلام السياسي – الشيعي والتحالف الكردستاني وليس بعيدا عن روح الإقصاء . رشيد كَرمة ))
واتفق مع ما طرحه الأستاذ خالد يونس خالد بان هناك نوايا جادة وأحلام تدور في مخيلة فئة ( الآخوندية ) الجدد من إقامة دولة دينية على غرار إيران . وان البديل الذي يحمي المنطقة هو البديل العلماني الذي يؤمن الحماية للجميع ومنها الأديان وضرب مثلا بالدور الذي تمارسه الدول العلمانية في اوربا من خلال توفير اماكن العبادة –الجوامع – وغيرها كما انني اتفق مع المحاضر بان كتابة الدستور هي ممارسة سياسية ويجب على الفقهاء الدستوريين البت في ذلك ومساعدة الشعب في التعرف على مثالبه وقبل هذا وذاك يجب إشاعة الديمقراطية التي سوف تحمى من قبل القطاعات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في ذلك .
ولقد لخص الرائع لطفي حاتم الوضع الحالي من خلال الجمل التالية ::

تفتقر الكتلة الديمقراطية لرؤية فكرية سياسية واضحة والتي تتجسد في إنفصال السياسة عن قاعدتها الفكرية وجرى التركيز على معاناة التشكيلة العراقية من التفكك وسيادة المنظمات الأهلية، العشيرة، الطائفة، القومية مما أدى إلى إضعاف الكتلة الديمقراطية وتراجع مكانتها السياسية، ودخولها في مزاد المساومات السياسية، ولكون ماطرحه المحاضر ابو هندرين تاريخيا ً يرتبط فيه الفكر الإقتصادي بتطبيقات الحزب الصارمة (اللاديمقراطية )في عقود معينة , لذا ارجو مراجعة نص المقال في الحوار المتمدن .
ملاحظات لا بد منها
كان من الواجب ومن المنطقي حضور المرأة , سيما ان الموضوع يخص الشأن النسوي أولا ً .
وكان من الواجب ومن المنطقي حضور المرأة , لأن من دعى لهذا السمينار جمعية المرأة العراقية ,وجمعية تموز .
كان من الواجب ومن المنطقي إستضافة إمرإة محاورة .
كان من الواجب والمنطقي ترك شؤون البيت والتنادي الى ما هو أهم ,
كان لحضور ثمان سيدات , امرا يدعو لخيبة الأمل , وتمنع الأخريات بانهن عاجنات , خابزات, طابخات, ثاردات , ماكلات.نائمات.... سوف لايمنع من حضورهن اذا تحولت الندوات الى حفلات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
وأخيرا كان من حق الرفيق غازي كتولا والأستاذ حامد الحمداني ان يطرحا مداخلتيهما , لأن الإعلان عن السمينار كان واضحا لالبس فيه لذلك كانت ملاحظة الرفيق محسن شريدة محرجة بعض الشئ لهم وكان يجدر بمدير الندوة توضيح ذلك إزالة للحرج .
كان من الواجب والمنطقي والضروري تواجد العراقيين أعضاء البيت العراقي او ممن يهمه شأن العراق , وشخصيا كنت قد إفتقدت الكثيرين ممن اعتدت لقائهم في مثل هذه الأمسيات المهمة . ولقد فاتهم ماطرحه المتحاورون كما فاتهم الأكل العراقي وتحديدا البامية العراقية , وسلمت أيادي من طبخها .
رشيد كَرمة السويد 14 أيلول 2005