مات الثامن من آذار



عطا مناع
2015 / 3 / 4

بقلم : عطا مناع

في كل عام نشارك نحن العرب العالم بالاحتفاء بالثامن من آذار، وكاد اجزم أننا مجبرون على هذا الفعل الذي يشمئز بعضنا منه، والغريب أن النخب العربية التي حيدت المرأة لا زالت ترفع الشعار الذي ينادي بتحرير المرأة التي تعيش الاستهداف المركب.

أنا على قناعه أن يوم المرأة العالمي ليس لنا، وان هذا اليوم اسقط علينا من الدول التي تؤمن بحقوق المرأة قولاً وفعلاً بالتالي علينا أن نعترف أننا داعشيون في تعاطينا مع المرأة باختلاف الأسلوب.

فلسطيناً وبعد توقيع اتفاقية أوسلو ترجعنا إلى المربع صفر، سلبنا المرأة الفلسطينية حقها الطبيعي الذي انتزعته خلال سني الاحتلال، حيث كانت في الانتفاضة الأولى وما قبلها في مقدمة الفعل الكفاحي وفي كافة الميادين، جاء أوسلو الذي احتقر شرائح الشعب الفلسطيني مرة واحتقر المرأة وتعامل معها كديكور لا أكثر.

حتى ننصف ثقافة أوسلو وما نتج عنها لا بد أن نؤكد أنهم يهتمون بالمرأة الفلسطينية في مواسم الانتخابات وما دون ذلك فهي مجيدة حتى من قبل القطاعات التي تنشط في أوساط المرأة وتدعي أنها تنشر الوعي والتنمية والتعريف بالحقوق وهذا أيضا اعتى أشكال القمع والتشويه.

حتى لا نغرق في الأرقام فان عمليات قتل النساء في فلسطين تضاعفت ستة مرات منذ عام 2004"26 " امرأه عام 2013 ، وهذا رقم مفزع بالنسبة للفلسطينيين كشعب صغير، وبالطبع يخرج علينا البعض لإجراء مقارنه بين حقوق المرأة العربية والفلسطينية والمرأه في الغرب في محاولة ساذجة لإقناع من لا يعرف الحقيقة أن المرأة العربية تعيش في العسل.

المشكله أن النخب العربيه لا تعترف بالواقع، وعندما نقول النخب العربيه نقصد الأحزاب من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، وأتذكر مؤسسات المرأة"الديكور" كانت تقاد من الرجال وبالطبع لا زالت مع ظهور مؤسسات المجتمع المدني سيئة الصيت تلك المؤسسات التي لا تدخر جهداً لاستغلال المرأة بهدف الحصول على التمويل المنشود.

تحدثت عن الثقافة الداعشيه التي رافقت امتنا العربيه منذ مئات السنيين حيث الجواري وما ملكت أيمانكم ومن بعدها مشاعية الجنس في الخليج فترة اكتشاف البترول" انظر لمدن الملح للكاتب السعودي "المنبوذ" عبد الرحمن منيف".

هذه الأيام نتابع بامتعاض كاذب ما تقوم به داعش بحق المرأة العربيه في مشهد يعيدنا لحقبة العبودية بأسوء تعبيراتها، نتابع المشهد الوسخ وكل واحد فينا يدعي انه ناسك ممسك بالأخلاق، ولكنني عايشت بعض المرضي الذين كانوا يقومون بالسياحة الجنسية في العراق خلال أزمته، وكيف كانوا يستغلون الظروف السياسية للشعب العراقي بتفريغ أمراضهم ويعوا ألينا لسرد "مغامراتهم" بتبجح" وإسقاط ديني مكشوف، ولا زال هذا المشهد قائماً في مخيم الزعتري حيث يتعامل عربان الخليج وغيرهم مع المرأة السورية كسلعه إشباع مدعيين الحرص عليها.

أظن أن علينا كعرب أن نخجل من أنفسنا ونتوقف على الادعاء بأننا نحتفل بالثامن من آذار للتأكيد على حقوق المرأة، ومهم أن نعترف أن يوم المرأة له أصحابه، وان بلاد العٌرب التي نتغنى بها باتت مخصية فكرا وثقافةً وقيماً، وان أبو الخيزران الذي حدثنا عنه الأديب الفلسطيني غسان كنفاني أصبح ظاهرة وجدت لها جذور في مجتمعاتنا العربيه.

لا اتجرأ ومعي الكثير على القول للمرأة العربيه في سوريا والعراق وفلسطين كل عام وأنت بخير، وارتعب وأنا أرى البعض يردد شعار عاش الثامن من آذار وأنا اعرف انه يمارس ثقافة الدجل ويتماشى مع فعل الانحطاط الذي تتعرض له المرأة العربيه، وانصح النخب العربيه التي تحترم نفسها أن تنأى بنفسها عن هذه الفعالية لأنها بذلك تعبر عن احترامها للمرأة العربيه المنكوبه.

لا عاش الثامن من آذار ولا كان طالما المرأة العربيه تباع في الأسواق الداعشيه، ولا كان الثامن من آذار وقطعان المطبعيين في فلسطين يتاجرون بالمرأة الفلسطينية في الأوكار السوداء.

أجد صعوبة في وضع نهاية لهذا المقال، وعزائي أن النهايات في مجتمعناً مفتوحة على الدوام، وأتطلع كمواطن عربي فلسطيني أن نلفظ ما ندعيه ونخرج من الصورة التي رسمناها لانفسا حيث تحولنا لقرده في قفص تمارس الحركات البهلوانية لا أكثر.