تهنئة من القلب للمرأة الكوردية في عيدها الأغر



محمد مندلاوي
2015 / 3 / 5






محمد مندلاوي





في الثامن من آذار من كل عام, تحل علينا مناسبة سعيدة وعزيزة على قلب كل إنسان يؤمن بالمساواة بين الجنسين اللذان يشاركان منذ عصور سحيقة جنباً إلى جنب في بناء صرح الحضارة البشرية. إلا أن هنالك بعض المجتمعات المتخلفة, وعلى وجه الخصوص على جانبي الخليج الفارسي أو العربي كما يحلو للبعض تسميته, لازالت هذه المجتمعات الذكورية تتعامل مع المرأة بقوانين القرون الوسطى, وتتحكم في كل تفاصيل حياتها اليومية, وتفرض عليها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها زياً ولوناً معيناً, لا يسمح لها بتجاوزه. بل في إحدى الدول الخليجية, يقال والعهدة على القائل, أن ملكها كانت له ثلاث عشرة زوجة, وهذا العدد - 13- حسب النص القرآني الذي منح الرجل مشروعية الزواج في آن واحد من اربع نساء فقط, يكون خلاف العقيدة الإسلامية, إلا أن ذلك المجتمع المنافق, لم يعترض على ملكه بارتكابه الصريح مخالفة واضحة للعقيدة؟!. بينما يرى العالم يومياً كيف أن هذا المجتمع غير المتحضر, يشاكس المرأة التي هي رمز الحياة بأدق تفاصيلها الجميلة في التمتع بأبسط حق من حقوقها كإنسان, حين لا يسمح لها بقيادة سيارة إلى مقر عملها وإن كانت تحمل أعلى شهادة أكاديمية أو تتقلد أعلى منصب إداري في الدولة!. وفي حالة مراجعتها للدوائر الحكومية لتجديد جواز سفرها, يجب عليها إحضار ولي أمرها!. وفي الثمانينات القرن الماضي قام نظام حزب البعث العروبي المتخلف في العراق, بإصدار قرار رجعي منع بموجبه المرأة من السفر إلى خارج العراق بدون محرم!. وبعد تحرير العراق من براثن حزب البعث المجرم, فرض النظام الجديد ذات الطابع الشيعي على المرأة العراقية بشكل وآخر الحجاب الذي بات يرمز للانتماء إلى جهة سياسية. إلا أن المرأة الكوردية في إقليم كوردستان, لم تستسلم لإرادة أولئك الذين يوحي لك مظهرهم الخارجي بأنهم كورداً, إلا أن مكنوناتهم الداخلية التي تحمل في ثناياها أفكاراً هدامة غير ذلك, ويريدون حجرها بين أربعة جدران وإبعادها من المشاركة الفعالة مع نظيرها الرجل في مفردات الحياة, لكن المرأة الكوردية المتحررة من قيود الذل والعبودية كسرت بعزيمتها الفولاذية طوق التخلف الذي حاول كورد الجنسية وضعه حول عنقها, واقتحمت بكل جدارة واقتدار ميادين العمل السياسي والأكاديمي والحرفي, وأثبتت للعالم أجمع إنها إن لم تكن أفضل وأقدر من الرجل ليست أقل شأناً منه. إن المرأة الكوردية حالها حال نظيرها الرجل, تكافح و تناضل ليل نهار بلا كلل أو ملل على الساحة الكوردستانية والعراقية وسجلت لنفسها في سجل الشرف وفي ضمير شعبها الكوردي تاريخاً مشرفاً لا يمحى من الوجود أبد الدهر. وفي الجانب الآخر من الحدود المصطنعة, في غربي كوردستان, ساوت الفتاة الكوردية نفسها مع الرجل, من خلال إثبات قدراتها النضالية و القتالية الاسطورية التي فاقت قدرات وتحمل الرجل في ساحات القتال الشرس, الذي فرض على الشعب الكوردي في غربي و جنوبي كوردستان من قبل أولئك الغرباء القتلة القادمون من جهات العالم الأربع لاضطهاد الشعب الكوردي واحتلال وطنه كوردستان. وفي مثل هذا اليوم المشهود, نهنئ أيضاً المرأة الكوردية الباسلة في شمالي وشرقي كوردستان, التي تصنع تاريخاً مشرفاً لأمتها الكوردية, حين تقف بوجه الأوباش بكل صلابة وتتحمل المشاق وتقارع الظلم والطغيان والاحتلال البغيض بكل أشكاله وصنوفه ومسمياته, وهي التي تخلت بمحض ارادتها الحرة عن كل ملذات الحياة و متطلبات الجنس اللطيف, وحملت مع أخيها الرجل سلاح الشرف والكرامة, لتحرير وطنها المحتل وتأسيس الدولة الديموقراطية الكوردستانية, إسوة بدول العالم الحر. بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا, شيباً وشباباً, نبارك للمرأة الكوردية عيدها الأغر, ونتمنى لها مزيداً من النجاح والتفوق والعزة والرفعة والسؤدد في جميع ميادين الحياة.

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق الأم روض إن تعهده الحيا ... بالريّ أورق أيما إيراق

(من قصيدة "العلم والأخلاق" لحافظ إبراهيم)