في اليوم العالمي للمرأة، معا لمواصلة المسيرة النضالية للمرأة العراقية لنيل حقوقها!



اتحاد الشيوعيين في العراق
2015 / 3 / 7

في اليوم العالمي للمرأة، معا لمواصلة المسيرة النضالية للمرأة العراقية لنيل حقوقها!
يحل علينا ذكرى 8 مارس اليوم العالمي للمرأة والعالم يشهد مزيدا من نضال وكفاح المرأة المعاصرة لنيل الحرية والمساواة التامة في ظل النظام الرأسمالي الجائر المبني على الاستغلال الطبقي والظلم والتمييز الجنسي والعرقي، ويوم 8 مارس يذكرنا دوما بصفحات مشرقة لنضال المرأة على الصعيد العالمي ضد كافة اشكال التمييز والاضطهاد الجنسي وهضم حقوقها الإنسانية والحقوق التي اكتسبتها والمساواة التي انتزعتها جراء ذلك. بفضل هذا النضال المشرق كسرت المرأة قيود عبوديتها واضحت حرة ونالت وانتزعت الكثير من حقوقها المساواتية مع الرجل في الدول الرأسمالية المتقدمة والنامية، اما في الدول الرأسمالية المتأخرة فان المسيرة النضالية للمرأة لاتزال تشق طريقها على الرغم من الصعوبات الجمة التي تعترضها، وتقربها من غاياتها والاهداف التي تصبو اليها، تتخللها بعض الانقطاعات واطوار من التوقف بين برهة وأخرى في ظل سطوة القوى الرجعية والإسلامية وغيرها من القوى التي تتربص بحقوقها، ولكن المسيرة متواصلة ومستمرة باضطراد لانتزاع حقوقها وتحقيق المساواة، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية متأزمة وصعود تيارات سلفية متطرفة وأخرى إرهابية متوحشة شتى لاتتردد ابدا في انتهاز كل فرصة لهضم حقوق المرأة وفرض الدونية والعبودية السافرة عليها.
ولعل الأبرز من تلك النضالات خلال السنوات المنصرمة هي نضال المرأة العربية في مصر وتونس وبروز الحركة النسوية كقوة ثورية، ومشاركتها النشطة في كافة ثورات الربيع العربي، توجت بانتزاع المرأة التونسية "دسترة المساواة" مع الرجل، وأخيرا وليس آخرا كان النضال المشرق للمرأة الكوردية في سوريا من خلال تصديها لارهاب قوات الدولة الإسلامية المسمى بداعش، ومشاركتها الفعالة في الحرب الدائرة ضدها في مدينة كوباني (عين العرب) بصفتها محاربة ومقاتلة، وقد تحولت بحق الى رمز وآية من آيات بطولة وشجاعة المرأة بغية التصدي للقوى الإرهابية المتوحشة وبغية انتزاع حقوقها وتحقيق المساواة، كما توجت تقدمها من خلال الاعتراف بحقوقها ومساواتها مع الرجل في القوانين التي شرعت لادارة الكانتونات التي تتمتع بالإدارة الذاتية الديمقراطية.
اما في عراق اليوم فان المسيرة النضالية للمرأة العراقية تشهد انحسارا في ظل سيطرة القوى الإسلامية والجماعات الارهابية التي تسعى لاغراق البلد في ظلمات الجهل وظلام التخلف، وتزداد معاناة المرأة بسبب هذه الظروف الاستثنائية والحرب الدائرة الطاحنة في البلد، وهي تعيش في اسوء واحلك ايامها منذ قرن، فيما تتعرض من كل حدب وصوب الى هجمة وحشية، واضحت الضحية الأولى للعنف المستشري والحرب الطائفية والعرقية والمذهبية الدائرة، وتتحمل قبل غيرها وزر الحرب وتداعياتها تنوء بكلكلها على كاهلها.
والاسوء من كل ذلك هي ان المرأة في ظل سيطرة الدولة الإسلامية في العراق "داعش"، المدعوم دوليا وإقليميا، باتت تؤنفل وتتعرض بشكل جماعي للابادة والاغتصاب والاعتداء الجنسي وتمارس بحقها كافة اشكال التمييز والاستعباد الجنسي، ولعل الأبرز من تلك الانتهاكات والاعتداءات هي ماتعرضت لها المرأة الايزيدية في منطقة شنكال والنكبة التي حلت بها جراء استيلاء قوات الدولة الإسلامية على المنطقة والتي كانت بحق وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء!
من جهة أخرى فان الازمة الاقتصادية للنظام الرأسمالي المتخلف التي حلت في البلد وتداعياتها الخطيرة بدأت تترجم الى سياسات وممارسات لهضم حقوق المرأة والنيل من المكتسبات والإنجازات التي لم تجهز عليها بعد. حيث ان حكام الدولة العراقية، الدولة التي اصبحت على مشارف الإفلاس والانهيار التام بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد المتوحش ونهب أموال الدولة واستيلاء المافيات الاقتصادية على مقدرات البلد وانتشار تجارة الحرب والأسلحة، يعززون دوما الاليات التي تهدف الى اقصاء المرأة وتهمش دورها وتفرض العبودية والدونية عليها..
في ظل اوضاع كهذه لاسبيل غير الطريق الثوري لانتزاع حقوق المرأة، غير مواصلة المسيرة والحلول دون توقفها، والنضال بلا هوادة ضد كل من يتعرض لحقوق المرأة وكل من يعتدي على حقوقها مهما كانت الذرائع والمسميات، ولاسبيل غير تكاتف الحركة النسوية مع الحركة الشيوعية والتقدمية في سبيل دحر تلك القوى المناهضة للمرأة، واضعاف دورها واقصاءها، لاسبيل غير تعزيز مابدأتها المرأة في سوريا وماسطرتها من بطولات عبر القوات المسمى بـ "وحدات حماية المرأة"، مسيرة تلعب المرأة فيها دورا محوريا وحركتها النسوية عمادها، اما القوى الشيوعية والتقدمية فهي دوما سند وظهير أساسي لها.
عاش 8 من آذار رمز النضال العالمي للمرأة
عاشت الشيوعية

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
6 مارس 2015