في اليوم العالمي للمرأة هموم وشجون



زينب ممدوح محفوظ
2015 / 3 / 8

في اليوم العالمي للمرأة يجب أن نقدم الشكر لكل نساء العالم الأحرار اللاتي يدافعن عن حقوقهن ويبذلن في سبيلها كل غالي ونفيس ونقدم الشكر للمرأة الكرديه التي ناضلت الي جانب رفاقها ضد ميلشيات داعش البربريه وحملت السلاح ووقفت في الصفوف الاماميه للدفاع عن شعبها وفي داخل المدينه تقف علي الحواجز لتكون درعا تحمي مناطقها من اي اعتداء.
وايضا الايزيديات اللائي تحملن من همجية داعش مالا يتحمله بشر حيث يتم بيعهن الان سبايا ويعاملن معامله غير ادميه بالمرة.

وإذا تكلمنا عن وضع المرأة في الشرع الإسلامي فقد بنيت منظومه ايدولوجيه قائمه علي اللعنه الابديه للمرأة باعتبارها كالشيطان تحمل الشر اينما ذهبت والفتنه اينما حلت وبالتالي ضرورة تهميشها والتأكيد علي دونيتها ,
وفكرة اضطهاد المرأة ليست بالحديثه بل انها قديمه منذ بدايه الخليقه وذلك بالقاء مسؤوليه خروج ادم من الجنه علي
عاتق حواء اتكاء علي اسطورة ,مع اننا لو استدللنا بالقران الكريم لم تذكر ايه ان حواء هي من اغرت ادم لقطف الثمرة
وانما ورد أن كليهما وقع في الزلل قال تعالي" فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ
مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰ-;---;-----;---ذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ " الأعراف ايه 20
والتفاسير المذكورة في هذا الشأن ما قاله ابن جرير الطبري بأسبقيه الخطيئه للمرأة علي الرجل وينسب لله انه قال :"أنتِ غررت عبدي " وعاقبها قائلاً أن لها علي أن ادميها في كل شهر مرة كما ادمت هذة الشجرة وأن اجعلها سفيهه وكنت خلقتها حليمه وأن اجعلها تحمل كرها وتضع كرها " وهذه التفاسير تخالف القرآن جملة وتفصيلا وكأن كل هدف الفقهاء هو إثبات ان المرأة منبع الضرر
وفي حديث اخر "خُلقن من ضلع اعوج" فهو مستمد من الاسرائيليات واصله توراتي :"فأوقع الله سباتا علي ادم فنام فأخذ واحد من اضلاعه وملأ مكانها لحما وبني الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امرأة واحضرها لآدم "سفر التكوين .

_ فالكثير والكثير من الاحاديث الموجودة في التراث من ضمنها ماروى مسلم في صحيحه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود وفي لفظ آخر : يقطع الصلاة : المرأة ، والحمار ، والكلب أخرجه مسلم, وهذا هو مايفعله فقهاء المعبد بالمرأة ان يلغوا ادميتها ويحولوها الي مجرد حيوان.

وليس هذا فقط بل يقوم البعض بشيطنه المرأة ببتر آيه من سورة يوسف "إن كيدكن عظيم" من النص بيد أن هذا المقطع لم يقله النبي يوسف وإنما هي جمله صدرت عن ذاك الشاهد الذي ينتسب للاسرة الحاكمه وتجد الكثير من الرجال لم يطلع علي القرآن برمته ولكنه يحفظ هذه الايه عن ظهر قلب وذلك لاستخدامه ضدها أذا هي ابدت ذكاءٍ فاق ذكائهم.
• وعلي جانب آخر نتساؤل كيف تعاملت الشريعه مع الزوجه وهل انصفتها حقا ؟
هنا نجد تركه ثقيله من الاحاديث التي جعلت من الزوجه مجرد عبده ملبيه لشهوات سيدها دون مراعاه لانسانيتها يقول ابن القيم في اعلام الموقعين أن السيد قاهر لمملوكه حاكم عليه مالك له والزوج قاهر لزوجته حاكم عليها وهي تحت سلطانه وحكمه شبه الاسير.
ـ ومن الاحاديث التي بمجرد أن تقراها سيصيبك الذهول من فرط دهشتها عن زيد بن أرقم بلفظ : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب ، وإن كانت على ظهر قتب رواه الترمذي والنسائي . وهذا الحديث بمتنه الموجود هو اكبر تشجيع علي ارتكاب فعل فاضح في الطريق العام .

وفي حديث آخر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح )) متفق عليه (91) .اين رحمة الله ماذا لو كانت المرأة مريضه او حالتها النفسيه غير متقبله لهذا؟ وجود مثل هذه الاحاديث تمثل اكبر مخاطر علي المرأة خاصة في ظل وجود ضعاف العقول والقلوب الذين يتغلون هذا في تحقيق رغباتهم الجامحه الغير محتكمه لاي انسانيه .
وذكر في حديث آخر
"حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"وقال عمر بن الخطاب "لايسأل الرجل في امرين لما ضرب امرأته ولما عدد"
• وفي كتب الفقه بعض الاحاديث الخاصه بالطلاق "ايما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنه " رواه الترمذي وبن ماجه وصححه ابن خزيمه
كل هذه الاحاديث التي لا تتعامل مع المرأة سوي انها متاع يجوز ضربها وقتما يشاء سيدها وان يتزوج عليها حين يريد دون أي مراعاه لمشاعرها او كونها من سلالة بني البشر .

وإذا نظرنا للحقوق المهدرة الاخري للمرأة والتي لم يتحدث عنها الشرع مثل مسألة الاغتصاب فلو نظرنا الي الشريعه فليس للمغتصبه حقوق تذكر فالقرآن تحدث عن جريمة الزنا وعالجهاوذلك في قوله تعالي" وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً [النساء : 15] وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً [النساء : 16]
اما جريمة الاغتصاب والتي تحدث في ايامنا هذه بكل شراسه ووقاحه فلم تدلنا الشريعه ماذا نفعل مع المغتصب واي عقاب يناله؟
اما عن ولاية المرأة والتي يحرمها الشرع وذلك لنقصان عقلها ونذكر في ذلك حديث " والأصل في منع تولي المرأة ما أخرجه البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة".
فكيف نقبل مثل هذا الحديث ونري الان المرأة اجتازت وتفوقت في كل مجالات الحياه وهناك نماذج لا تعد ولا تحصي لسيادات رائدات في مختلف المجالات ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر سميرة موسي العالمه المصريه,ونبويه موسي التي دافعت دفاعا مستميت من اجل تعليم الفتاة, وفي العالم الاسلامي بو نظير بوتو والتي كانت رئيسة وزراء باكستان, ومن السيدات الرائدات في الغرب مارجريت تتشر التي اطلق عليها المرأة الحديديه واجيلا ميركل المستشارة الالمانيه,ونجد من السيدات الحاصلات علي اعلي الجوائز العلميه مثل ماري كوري الحاصله علي جائزة نوبل مرتين وغيرهن الكثيرات ممن كان لهن السبق في دحر القيم الرجعيه والايمان بحرية المرأة ودورها.
• والان ومن خلال عرضي للاحاديث السابقه اتساؤل "ماذا سيحدث لو اصبحت البلاد الاسلاميه نسخه كبيرة من داعش التي لو اتت لطبقت الشريعه بحذافيرها ونحن نعلم مايشوبها من عوار
ماذا عن تطرف سنة مشايخ آل سعود وشيعة ملالي ايران .
كل هذه المخاوف نطرحها وندق ناقوس الخطر علنا نجد اذانا صاغيه !!