فى اليوم العالمى للمرأة، أين المرأة العربية؟!



إيرينى سمير حكيم
2015 / 3 / 8

فى اليوم العالمى للمرأة
تسائلت .. أين المرأة العربية؟!
وقد فرض الواقع على خيالى هذا الحوار العامىّ

- انهاردة اليوم العالمى للمرأة
- لااا .. بجد؟
- آآه والنيعمة زى مابقوللك كده
- هه .. طب وهى فين المرأة ديه؟!!
- اهى تلاقيها يا جوه البيت بتتحرش بالحلل والمواعين .. يا برة البيت بيتحرشوا بيها!

حالة من الكوميديا السوداء اجتاحت خيالى المُدرك للواقع جيدا

فبينما يحتفل العالم بيوم المرأة الذى صُنع لتكريم هؤلاء اللواتى قهرهن تاريخ ورجال بل ونساء أيضا، وقهرتا هن كل ما واجه بقائهن بكرامة وحرية، تحيا المرأة العربية فى تعاسة منقطعة النظير، وطريقة حياة لا تُحسد عليها، إنها يوميات إذا سُرِدت فى مسلسل تلفزيونى، ستسكب الكآبة فى قلب من يشاهدها بل ستجعله يقاطع لا دراما المسلسلات فقط، بل وسينفخ فى زبادى السينما أيضا ويقاطعها، تحسبا لألا يشاهد إحدى تلك المظاهر المأسوية، لذا تأتى الأعمال الدرامية بتجميل واقع المرأة فى مجتمعاتنا، ونادرا ما تأتى بمشاهد تُعبِر عن حقيقة واقعها البخيل عليها فى أنفاس الحياة، ويأتى هذا الذِكر الصادق لحياتها الشقية، بين حينا وأخر بعيدا عنه فى الزمن، لألا يُعكَّر صفو المشاهد الذى ينقسم إلى ذكور وإناث شاركوا كلاهما فى صنع هذا الواقع القبيح.

عزيزى القارئ للعربية ومتحدثها
فى ذكرى اليوم العالمى للمرأة
لا تبحث عن المرأة العربية فى احتفال للتكريم ولا فى كرنفال للتشجيع

ابحث عنها داخل البيت فى حال لا يعرف من الأنوثة والأمومة سوى الخدمة كمهنة بلا كرامة، أو ابحث عنها فى الشارع تُنتَهك أنوثتها وتنزف كرامتها، لعلك تستطيع أن تنقذها من ايادى من يتطاولون عليها.

وهنا أنا لست بصدد رصد الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة العربية، ولا أُفند ما تواجهه من عراقيل وعقبات للحياة فى تفاصيل حياتها اليومية، ولا أبرهن كيف لا تستطيع أن تحيا بشكل سوى، ولا أنها حتى أصبحت لا تتمتع بأبسط حقوقها والتى من ضمنها الإنسانية، وكأنها مظهر للبشرية يحتل المرتبة الثانية فى الوجود الآدمى.

فمن يمتلك عقل ووعى بضمير حى يعرف جيدا ويشهد على هذا، فالمقال لا يحتاج لاستعراض تفاصيل هى مُعلُنة بالفعل على مسمع ومرأى الجميع يوميا.

واعذرونى إن كنت لم أضع كثيرا بين جمل الكلام السابق أقواس، وأقول بينها لا أُعمم .. لا أُعمم، فبالتأكيد لا للتعميم، إنما ماذا أقول يا زملاء المجتمعات التعيسة والحقيقة القبيحة؟!، أليست تلك الحكمة وليدة مجتمعاتنا أيضا "أن السيئة تعم والحسنة تخص"؟!

عموما فى هذا اليوم لقد كتبت لانى وددت أن أذكركم
أن تبحثوا عن المرأة العربية

ابحثوا عنها حتى تجدوها وتُرجعوا لها كرامتها وقوة أنوثتها
ابحثوا عنها رجالا ونساءاً

فلقد أخطأنا الخطى جميعا فى إيجادها ومعرفة حقيقتها وكيفية التعامل معها
وتناست ذاكرتنا حقوقها وإنسانيتها ومجد وجودها
وأصبحت الأعياد لتكريمها عادة عالمية محلية بصبغة عربية، وما هى إلا تمتمة خالية من الحقيقة وخاوية من الاهتمام.