في مسيرة 8 مارس



محمد البورقادي
2015 / 3 / 10


في مسيرة 8 مارس
مسيرة مهولة انحشدت لها إناث من مختلف الأعمار والفئات مطالبة برفع مطلب المساواة مع الرجل ..
عن أي مساواة تتكلمون وماذا تقصدون بها ؟؟؟
هل رأيتم أحدا يبحث عما يتعبه ويشقيه ، أم هل رأيتم عاقلا يسعى وراء فنائه وعذابه؟ أم هل تريدون فقط أن تحشروا أنفسكم بلا دعوىً ولا داعِ ؟
فلكل دوره الذي أنيط به طبعًا وفطرةً وقدرةً ، فللرجل ماله من طبيعة نفسية وجسمية وعقلية تمكنه من العطاء في العمل على أحسن وجه وصورة ، وعلى أكمل صفة ،وبمرونة وانسيابة ،ودون تكلف أو عناء ملاحظ ، وكيف لا وقد خُلق لذلك وجُهز له تجهيزا حكيما من لدن عليم خبير ..
فلا يعتريه خلل فيزيولوجي يأرقه أو يحد من فعاليته ،ولا تتملكه نوبات نفسية مصحوبة بتقلبات مزاجية لا قبل له بها ، ولا تؤثر فيه عاطفة ولا شفقة تمنعه من القيام بواجبه كحارس أمن أو ماشابه ذلك .. كما أن جسمه قوي وعضله متماسك غير مترهل يساعد في بذل جهد مضاعف ،ومردودية أضعف وبتكلف أيسر وأخف ..
أما نظيرته فليس لها من ذلك من شيء ، ليس ضعفا منها ،بل لها مالها من خصائص لا تتوفر للرجال بحال من الأحوال وفي ذلك تميزها وقوتها ،
فالجسم مؤهل للولادة والحمل والرضاعة ، والنفس مؤهلة للعاطفة والأمومة ، والطبع غالبٌ على أمره الترتيب والتنسيق والزينة ..
ولا عجب أن في ذلك الخير كله ودونه الشر كله ، فهي القلب الحنين لطفلها ، والحضن الرحيم ، وبها يأنس البيت وتطيب نسائمه ، ليستقبل زوجا كريما كدح اليوم كله في سبيل رزق كريم ليُأمّن من خوف ويطعم من جوع ، فيلتقي الطبع الخشن باللين فيتفق جوهره وتدوم عشرته ..
أما إذا انقلب الأمر كله وصار من بالداخل في الخارج يزهو ويلعبُ ، ومن بالخارج ينظر ويترقب ، وعن الرزق غافلٌ متمردُ، لزينةِ القادم الجديد ولبهاء طلّته المعتادة, كيف لا وقد سرف على جلدته الكثير من صباغة وتجميل ، ومن لبس قصير، ومن مشي مائل غير مستقيم ،يطمع فيه كل من في قلبه مرض فيصير بذك ناسيا كدحه ومسعاه .. فيضيع عمله "ويشقيان كليهما" بسبب جهل لافت ، وعبث جلي ينم عن سوء حساب ..
وكيف يربّى النشء الجديد ، ومكان نشئه خالٍ وفارغ ُ، بل صاحبه لاه يلعب وعن الشقاء يبحث ..
بل كيف يكون حال البيت وصاحبه مشغول غير آبه ، ومن يقوم بمهامه قد اعلن الإستقلال وخرج منسحبا كأنه قد وجد بديلا مغْنيا ..
أهذا ما تريدون أيها النساء أم أتريدون العناء والشقاء ،والمنافسة الحمقاء والحقوق البلهاء ، وعلى حساب من ، أغلى ما تملكون: فلذة أكبادكم !!
أتحكمون على أنفسكم بهذا البلاء المبين ، وتشمتون فيكم الأعداء وتخالون أن ذلك من سمات التحرر والحضارة ،
بل الجهالة بعينها تتكلم وتدعي أنها تفهم !!