المرأة لها نفس حقوق الرجل



امال رياض
2015 / 3 / 11

من مبادئ الدين البهائي التي اعلنها حضرة بهاء الله ان تحصل المرأة على المساواة في التعليم وفي كافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل. بمعنى عدم وجود أي فرق بين تعليم الرجل والمرأة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية. عندها يبلغ العالم الوحدة والانسجام. ففي العصور السابقة عانت الانسانية من التأخر وعدم الكفاءة لأنها لم تكن كاملة. فالحروب وذيولها أدت إلى ضعف العالم. ان تعليم المرأة هي خطوة عظمى لإزالة هذه الحروب وانهاءها. لأن المرأة ستستخدم كل تأثيرها ونفوذها ضد الحروب. فالمرأة التي تربي الطفل وتعلّمه حتى يبلغ رشده سترفض أن تضحي به في ميادين القتال. في الحقيقة ان المرأة ستكون أعظم عامل في تأسيس السلام العالمي وهيئة التحكيم الدولية وبالتأكيد ستزيل المرأة الحروب من الجنس البشري.

اسعوا حتى تُظهروا للعالم الانساني بأن المرأة أكثر قدرة واتقانا في عملها وان قلبها اكثر حنانًا وأسرع تأثرًا من قلب الرجل وأكثر محبة لخير البشر وأكثر اهتماما بمعاناة الناس واحتياجاتهم وأشد صلابة في مقاومتها للحروب ومُحبة للسلام. اسعوا حتى تصبح فكرة السلام العالمي حقيقة بجهود المرأة لأن الرجل أكثر ميولا للحرب من المرأة وبذلك يظهر تفوق المرأة ويتجلى من خلال خدماتها وفعاليتها في تأسيس السلام العالمي.


بالاضافة إلى ما سبق فإن تربية النساء أعظم من تربية الرجال بل وأهم لأن هؤلاء البنات سيصبحن ذات يوم أمهات والأم هي التي تربّي الأطفال، والامهات هنّ المعلمات للأطفال لهذا يجب ان يكونن في منتهى الكمال والعلم والفضل حتى يستطعن تربية الاولاد. وان كانت الأمهات ناقصات ظل الاطفال جهلاء بلهاء. وبالتالي فإن أي نقص تعاني منه الأمهات سينعكس على المجتمع الانساني ككل. لأن المرأة هي الأم التي تنشئ وترعى وتوجّه الطفل عبر مراحل نموّه وهي ليست وظيفة الأب. فاذا كان المربّي غير قادر وغير كفؤ نشأ الطفل ناقصا وهذا شيء واضح وجلي ومؤكد. فهل يمكن للتلميذ ان يكون لامعًا ذكيًا وملمًّا بكافة العلوم اذا كان المعلّم أمّيًّا وجاهلا … ان الامهات هن المربيات الاوائل للانسانية فإن عانين من أي نقص سينعكس ذلك على وضع ومستقبل الاجيال كلها.

إن سبب عدم تقدم المرأة حتى الآن يرجع إلى حاجتها إلى المساواة في التعليم والفرص. فلو أعطيت هذه المساواة فإنها بلا شك ستصبح نظير للرجل من حيث القدرة والامكانية. سوف تتجلى وتكمل سعادة العالم الانساني عندما تتقدم المرأة والرجل معا لأن كل منهما يكمل ويعين الآخر.

(The Promulgation of Universal Peace، ص 375)


ان قضية تحرير المرأة، أي تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، هي مطلب مهم من متطلبات السلام، رغم أن الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال على نطاق ضيق. ان انكار مثل هذه المساواة ينزل الظلم بنصف سكان العالم، ويُنمّي في الرجل اتجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلى ميدان العلاقات الدولية. فليس هناك أي أساس خُلقي أو عَملي أو بيولوجي يمكن أن يبرر مثل هذا الانكار. ولن يستقر المناخ الخلقي والنفسي الذي سوف يتسنى للسلام العالمي النمو فيه، إلا عندما تدخل المرأة بكل ترحاب إلى سائر ميادين النشاط الانساني كشريكة كاملة للرجل.
وقضية التعليم الشامل للجميع تستحق هي الأخرى أقصى ما يمكن من دعم ومعونة من قبل حكومات العالم أجمع. فقد اعتنق هذه القضية وانخرط في سلك خدمتها رعيل من الاشخاص المخلصين ينتمون إلى كل دين وإلى كل وطن.

ومما لا جدل فيه ان الجهل هو السبب الرئيسي في انهيار الشعوب وسقوطها وفي تغذية التعصبات وبقائها فلا نجاح لأية أمة دون أن يكون العلم من حق كل مواطن فيها، ولكن انعدام الموارد والمصادر يحدّ من قدرة العديد من الأمم على سد هذه الحاجة، فيفرض عليها عندئذ ترتيبًا خاصًا تعتمده في وضع جدول للأولويات، والهيئات صاحبة القرار في هذا الشأن تحسن عملا ان هي أخذت بعين الاعتبار اعطاء الأولوية في التعليم للنساء والبنات، لأن المعرفة تنتشر عن طريق الأم المتعلمة بمنتهى السرعة والفعالية، فتعم الفائدة المجتمع بأسره. وتمشّيًا مع مقتضيات العصر يجب أن نهتم بتعليم فكرة المواطنية العالمية كجزء من البرنامج التربوي الأساسي لكل طفل.

(من رسالة السلام العالمي وعد حق)