حقوق المراة العربية وما تعانيه من اوضاعنا الان



طارق رؤوف محمود
2015 / 3 / 12

التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب بلوغ ما يتجاوز الأوضاع الحالية ليرقى إلى مستوى المساواة الإنسانية والدستورية في أفضل مستوياتها .. لقد ذكرت التقارير التي تتناول وضع النساء في العالم العربي نسب الأمية لدى النساء ، وضعف نسب حضورهن في مواقع صنع القرار .. إن هذا التمييز في عالمنا العربي لم يعد يتلاءم مع عصرنا الراهن ، ويجسد عجز بعض المجتمعات والحكومات عن استيعاب المرأة ككائن حر راشد هو تعثر الحداثة وإمعان في التخلف ، لان المرأة اثبت قدرتها في الظرف الصعب الذي نحن فيه من خلال النزاعات الداخلية المسلحة والدامية.
إن عمل منظمات المرأة في مجتمعاتنا رغم محدودية فضائه لكنها حققت شيئا لصالحها وكذلك المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لها اثر كبير في حماية النساء بالإضافة إلى ما نصت عليه إحكام القانون الدولي الإنساني بشأن المرأة خلال فترة النزاعات المسلحة ، ويلاحظ ذلك في العمل الذي تمارسه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا المجال .
كما اعتمد المجتمع الدولي اتفاقية القضاء على جميع إشكال التمييز ضد المرأة ، واحترام حقوقها كإنسانة وكمواطنه باعتبارها حقوق دستوريه وإنسانيه كفلتها الشرائع السماوية وتضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
إن القانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان عالجت الكثير من التمييز ضد المرأة وكفلت تمتعهن بالحقوق والمساواة مع الرجل .. كذلك عالجت بصفة خاصة الاعتداء على شرفهن بموجب الفقرة الثانية من المادة (27) من اتفاقية جنيف الرابعة .
إن معظم النساء العربيات يتميزن بالثقافة العامة وقدرتهن على العمل بالإضافة إلى تمسكهن بالثوابت الوطنية واستعدادهن للدفاع عن الشعب والأمة وقد أثبتت المرأة العربية قدرتها في المجال السياسي والمجتمعي وكذلك في المجالس الوطنية وغيرها من المؤسسات الرسمية ،بالإضافة إلى انحيازها لوحدة الشعب والدفاع عن الوطن ومكافحتها كل إشكال التعصب الطائفي والعنصري ، وكلما منحنا فرص تعليم أوسع للمرأة في المناطق والحارات الشعبية نكون قد خطونا خطوة نحو السلام لان طبيعتها الأنثوية وكرهها للحروب بسبب فقدانها الرجال والأبناء خلال الإحداث الدموية التي عمت العالم العربي وسببت لهن ظلما وحزنا شديدين ، ومع هذا ومن الخطأ تقديم صورة للنساء كضحايا فحسب ،إذ اثبتن خلال السنين الماضية شجاعة وباسا في التعامل مع أوضاعهن رغم جميع الظروف المأساوية التي نشأت في البلدان العربية من حروب ونزاعات مسلحه وتهجير في العراء والخيام وعدم توفر وسائل الحياة الطبيعية كل ذلك تجاوزته المرأة العربية وأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية بصبرها لاجتياز المحن ، هذا ما يؤهلها التمتع بكامل الحقوق العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي كفلتها القوانين الدولية وحقوق الإنسان والقوانين الداخلية والسماح لها بولوج معترك الحياة مسلحة بإيمانها من الإسهام الفعال في تنمية مجتمعها المحلي ووطنها وتحسين معيشة أسرتها وتحقيق ذاتها وإطلاق طاقاتها ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة. ومعاونتها علي تجاوز الصعوبات ورفع غطاء الظلم عنها . لأنها طاقة فاعلة في تحقيق السلام ، وأخيرا نتقدم للمرأة العربية بأجمل التهاني بمناسبة اليوم العالمي للمرأة مع عظيم اعتزازنا واحترامنا.