مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا



حسين عجيب
2005 / 9 / 20

هدى أبو عسلي والمشكلة السورية

"كل لحظة موت تخسر البشرية تاريخها كله" هذا ما أعتقده وأؤمن به, حياة كل فرد هي هبة نادرة ولا تتكرر, مع نهايتها يحل الخسران المطلق. وإذا كان الموت هو الحقيقة الأولى والمصير, فذلك لا يبرر القتل بأي شكل كان, ولا يبقى سوى التفسيرات التي تنوس بين البؤس وبعض الخبرة و التجربة التي قد تصل إلى آخر.
في كل الأحوال ذلك رأي شخصي, يمثل خلاصة تجربتي مع ثقافة الموت التي عشت فيها وما أزال وأرفضها بالجملة والتفصيل, وأسعى للمشاركة في تكريس ثقافة الحياة التي هي على التضاد تماما مع كل دعوات الموت والقتل.
قتل هدى أبو عسلي مأساة عائلية ووطنية بنفس الدرجة, بالنسبة للعائلة أرجو لها الخروج من المأساة بأقل قدر من الخسائر اللاحقة, وأما المشكلة والمأساة الوطنية فأعتبر نفسي معنيا بل ومشاركا وقبل ذلك مسئولا بالدرجة التي تترتب عليّ عن استمراريتها في بلادنا وحياتنا الكئيبة.
المشكلة في سوريا توجد أفكار كثيرة وآراء وخصام ولا يوجد سوى القليل من الواقع الحديث والحياة, التخلف في شتى المجالات مشكلة سوريا الرئيسية والمشتركة.
نحتاج إلى دروس في الديمقراطية ونحتاج إلى دروس في حقوق الإنسان كما نحتاج إلى دروس متعددة في الفكر الحديث والتفكير العلمي والعملي.
الدعوة لمعاقبة الأخ القاتل هو وجه العملة الآخر في الدعوة لتبرئته, هو شأن قضائي يمتزج فيه الإنساني بالحقوقي, ولا رأي لي بهذا الخصوص وإن كنت أرغب في الخيار الذي يقلل معاناة الأسرة بما فيها الأخ التعس إلى الحدود الدنيا.
جرائم الشرف هي تمييز عنصري صريح ومضمر, تحتقر نصف المجتمع الأنثوي بعبارة واحدة معلنة, وتحتقر نصفه الآخر الذكوري بشكل عكسي ومطابق.
أتمنى على موقع نساء سوريا, البدء بحملة ضغط على الحكومة لإلغاء التمييز العنصري ضد النساء وبقية المجتمع ضمنا, والاستمرار في ذلك حتى يعلن عبر جميع وسائل الإعلام الرسمية, إلغاء الفقرات ذات الطابع العنصري في الدستور, وأولها ما يخص المرأة, وليكن في ذلك بعض الاحترام لذكرى هدى أبو عسلي, وبعض من تحمّلنا لمسؤوليتنا المشتركة, لكي يرفع الغطاء القانوني والأخلاقي عن الممارسات الهمجية التي يشجع عليها الدستور الوطني بشكل مباشر للآسف.
_خاص بنساء سوريا_ حسين عجيب