اقصاء وتهميش المراة الخيانة الوطنية العظمى



مي متاني
2015 / 4 / 3

قالت: انا بحبك يا فلسطين، بحب ارضك، بحب تراثك وبموت بزيتونك...
نحبها حبا جما ومنذ الطفولة نكبر ويكبر حبها فينا، حب غير خاضع للبطاقات او لجوازات السفر، غير خاضع للحواجز او الحدود، هو ذالك الحب المشترك الخالد فينا نحن فاينما كنا هي تبقى فينا ونبقى فيها، ان لم نسكنها جسدا نسكنها روحا وقلبا وكيف لا نسكنها؟ وهي الحبيبة الصامدة وفي ارضها تتحدى...
فلسطين هي مؤنثة ، غالبية الدول العربية مؤنثة، مؤنثة بالاسم...
ولكن هل الاسم يعكس الواقع ايضا؟ هل الاسم يعكس نصف الواقع على الاقل؟ اين هي المراة من الساحة العربية؟ وهل يوجد للمراة تمثيل حقيقي على ارض الواقع؟
في الواقع العربي نرى الرجل رئيسا للجمهورية رئيسا للحكومة، يحتل اعلى المناصب ويسيطر على غالبية المجالات بينما نجد المراة عادة في رتب اقل منه هذا اذا لم تبقى في اطار المنزل فقط. يحلم الشاب بان يكون قائدا رئيسا باحثا في اعلى الرتب بينما تلقن الفتاة عادة بان تحلم بان تكون زوجة ذالك الرئيس او ذالك المدير.
الى متى؟
اتالم من حال بلادي واتالم من حال المراة في "بلاد العرب اوطاني" واعلم انه لن تحل قضية بلادي اذا لم تحل قضية المراة في "بلاد العرب اوطاني".
كانت دائما وما زالت تنتشر القوى الظلامية والتي تحاول حصر دور المراة العربية في المنزل بدعم من قوى الاحتلال والاستعمار الذي يفزع من المراة وعقلها، ولكنه سيتظاهر بانه يدعم ما لا يدعم ولا يدعم ما يدعم لانه يعلم باننا لن ندعم ما يدعم. هنالك من يحاول ان يصور لنا الوضع وكان المراة العربية في معركة ضد الرجل العربي لان اتحاد المراة والرجل العربي طبعا بشرط المساواة التامة هو القوة.
استغلال المراة وتعنيفها، التحرش بها في الشوارع، تزويجها قاصرة هو قتل للمراة، قتل المراة هو قتل للشعوب. الفتاة التي تخشى ان تمشي في الشارع خشية من التحرش تقتل من الداخل تقتل ليتم ضمان مجتمع غير فعال. الشاب الذي يتحرش بفتاة تمشي في الشارع يلغي وجود عقله وبالتالي يقتل ويهزم لان انعدام التفكير هو الهزيمة وهل للعقل ان يتحرش؟ لقد تحول الشباب الى ماكنات للتحرش وتحولت الفتيات الى ماكنات تخشى التحرش وهكذا يتم الغاء العقل وبالتالي ضمان مجتمع ساكن غير متحرك. السماح بزواج القاصرات يقتل الطفولة ويضمن العذاب النفسي والجسدي لجزء كبير من المجتمع. اقصاء المراة من اعمال معينة هو قتل معنوي للمراة لا يوجد اخطر من القتل المعنوي على المراة.
كيف لمجتمع فيه النصف ساكن ان يتنافس مع مجتمعات فيها المراة تعمل والرجل معا؟ ومن يبني " البيت" اسرع؟ اهو العامل لوحده؟ ام اتحاده مع عامل اخر لبناء "البيت"؟
تعنيف المراة, التحرش بالمراة, منع المراة من المشاركة والتمثيل في كل مجالات واطر الحياة خيانة وطنية. حبك لبلادك يقاس باحترامك للمراة في كل مجالات الحياة، لا يمكننا فصل النضال النسوي عن النضال الوطني. حبك لبلادك يقاس بعدم تخليك عن حقوقك واستمرارك في النضال نحو "هدفك" حتى لو تم احباطك كثيرا.
لا يمكن للمراة ان تكون سعيدة اذا لم تشعر بانها انسانة مساوية للرجل في جميع الحقوق، لا يمكن للرجل ان يكون سعيدا اذا لم يشعر بان المراة هي انسانة مساوية له في جميع الحقوق. سعادة النساء والرجال في المجتمعات الذكورية مزيفة، مزيفة وبتكتم شديد. لن نتحرر اذا لم نحرر انفسنا من القيود المصطنعة التي كبلونا فيها ليضمنوا التحكم بنا والتحكم بمصيرنا. تحولنا الى عبيد لقلة تستولي على عقولنا.
اعطاء المراة حقوقها المساوية للرجل كاملة واجب وطني وضروري.
حرية شعوبنا تبدا من هذه النقطة، المراة الحرة هي العماد الاساسي لشعب قوي.
ويتبقى على هذا الشعب ان يختار، فماذا يختار؟
ايختار الذل والهوان؟ ام يختار العزة والكرامة؟
كلي امل...