بوكو حرام النيجيريّة والمرأة



حزب الكادحين الوطني الديمقراطي
2015 / 4 / 10


في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الموافق للثامن من مارس الذي يعدّ مناسبة سنويّة للوقوف على ما حققته المرأة عبر نضالاتها اليوميّة من مكاسب في ظلّ وضع اِتّسم بسيطرة اليمين الديني المتطرف في العديد من الأقطار العربية وعدّة بلدان إفريقية وآسيويّة ، هذا اليمين الذي يمثل خطرا على حقوق المرأة المكتسبة ويحاول بكل الطرق خاصّة العنيفة منها حبس المرأة داخل أسوار البيت وحرمانها من حقّ التعليم، ومن بين هذه الجماعات التكفيرية بوكو حرام وهي منظمة دينيّة سلفيّة وظلاميّة مسلّحة وتدعــى "جماعة أهل السنّة للدعوة والجهاد" وتعرف بالهوساويّة باسم بوكو (أي التعليم الغربي حرام) وتتبنّى تطبيق الشريعة الإسلاميّة في جميع ولايات نيجيريا وتسيطر على جانب هام منها وقد تركّز عملها على معاداة حقوق المرأة خاصة في التعليم إذ تولّت في 15-04-2014 اختطاف 223 فتاة من طالبات المدارس في شيبوك من ولاية بورنو شمال نيجيريا لغاية إنقاذهنّ من الذنوب حسب زعم هذه المنظمة التي تعتبر مزاولة الفتاة للتعليم مصدرا للذنوب وإنقاذهن وتطهيرهنّ من ذنوبهنّ يتمّ عبر إجبارهنّ على مغادرة مقاعد المدرسة ولا يقع إطلاق سراح البعض منهنّ إلا بعد التعهّد لهم بعدم مزاولة التعليم والانقطاع عن الدراسة .
ولهذا الغرض وسعيا منها لفرض الأمر الواقع على الفتيات وإجبارهنّ على الانقطاع عن الدراسة ، عمدت هذه المنظمة الظلاميّة إلى القيام بالعديد من عمليات الاختطاف لطالبات المدارس في عدّة ولايات من نيجيريا لغرض حرمان المرأة من أبسط حقوقها الإنسانيّة كالتعليم والحقّ في الحياة الآمنة وقد تمّ اختطاف حوالي 500 امرأة وفتاة منذ سنة 2009 مع تضاعف عمليات الاختطاف منذ ماي 2013 . ففي ماي 2014 تمّ اختطاف 11 فتاة صغيرة من قرى وارابي ووالا النيجيريّة بينما تمّ قتل 300 آخرين من سكان غامبور ونغالا. والسؤال المطروح هنا هو كيف تتعامل هذه الجماعة التكفيرية مع المختطفات ؟
في البداية كانت تتولّى بيعهنّ كجواري ويتمّ التعامل معهنّ كغنائم حرب أو إجبارهنّ على الزواج بمقاتلين من هذه الجماعة وهو ما يحيلنا على جهاد النكاح. وقد أعلنت منظّمة "هيومن رايش ووتش" أنّ النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاختطاف على يد جماعة بوكو حرام في نيجيريا أجبرن على الزواج واعتناق دين آخر غير دينهن الأصلي ، كما تعرضن إلى انتهاكات جسديّة ونفسيّة إضافة إلى العمل القسري والاغتصاب أثناء الاحتجاز .
غير أنّ هذه الجماعة غيّرت من طرق عملها مع المرأة في المدّة الأخيرة وذلك باستخدامها كسلاح جديد في صراعاتها الدينيّة والعرقيّة فيتمّ إجبار المختطفات وأغلبهنّ فتيات صغيرات تتراوح أعمارهنّ بين الرابعة عشر والسادسة عشر على إخفاء المتفجرات تحت أثوابهنّ الطويلة وعند وصولهنّ للهدف المحدّد يقع تفجيرهنّ عن بعد. وقد تمّت هذه التفجيرات وسط محلات تجارية مأهولة بالحرفاء وفي مركز لتأهيل المعلّمين. إذ تمّ اعتقال فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات تحمل حزاما ناسفا والتي دعّمت بشهادتها فكرة أنّ جماعة بوكو حرام هي التي تجبر المختطفات على تنفيذ عمليات التفجير.
تلك هي إذن عيّنة من عيّنات تعامل الحركات الدينيّة المتطرفة مع المرأة التي تستعملها تارة للمتعة الجنسيّة لتلبية رغبات مقاتليها وتارة أخرى كسلاح تحارب به أعداءها أو كطريقة لتجميع الأموال عبر بيعها في أسواق النخاسة .
إن جماعة بوكو حرام لا تتعامل مع المرأة كإنسان بقدر ما تسعى بكل الطرق إلى انتزاع إنسانيتها وسلبها حريتها وتطويعها لخدمة مصالحها و تشترك الحركات والجماعات الدينية المتطرفة في معاداة المرأة والسعي المحموم لفرض سيطرتها عليها

طريق الثورة .