المرأة...في القرن الواحد وعشرون



هيام طه
2005 / 9 / 25

من الثابت .. أن أمنا السيدة الزهراء بعد وفاة الرسول (صلعَم) بادرت كأول شخص إلى النشاط السياسي من اتصالات متعددة مع مشاهير المهاجرين والانصاروالذي تمّثل على مستوى منصب رئيس دولة لتخوض المعركة الإسلامية والسياسية في حينه وهذا عدا عن امرأة فرعون التي قادت أمة بكاملها وملكة سبأ وغيرهم ...
لم تكن في حساباتي .. أن تدعوني الضرورة يوماً للرد على نساء غلبهن ستار الجهل والسكونية لعدم طرق الإنسانية لبابهم ، بسبب انتشار الحمق والنقص في العقل والذي يعكس بدوره جهلاً فاضحاً ليساندوا جميع أنواع العنف الجسدي والضرب للمرأة وللأطفال ليشبهوا المرأة بالماشية في مزارع وحقول الرجال.
87% من النساء في الأردن تؤيد ضرب الرجل لزوجته
60% من النساء تؤيد ضرب الزوجة في جميع الحالات وحتى حالات حرق الطعام !!
لقد أظهرت دراسة مؤخراً في الأردن حول العنف الأسري والتي نفذها المجلس الوطني لشؤون الأسرة، والذي أفاد أن المعتقدات والتقاليد السائدة تحتم بضرب النساء والأطفال "في حالة الضرورة" ويجب استخدام العنف الجسدي للتأديب حتى وأن كان لأتفه الأسباب كحرق الطعام وغيره.
ففي كل صوب من هذه الظاهرة البشعة علامة استفهام مشدّدة حول "الكيف" و "اللماذا"
في الحقيقة وللحقيقة أقول إنني لا أعلم حقاً إذا كانت المرأة العربية الأردنية لا تدرك ما قدمته المرأة العربية على كل درجات الأصعدة من ملكة، لحاكمة ، وفقيه، حتى وصلت لأعلى درجات القضاء ولا أعلم حقاً أذا غابت عنهم حقيقة النساء التي أصبحت في وقتنا المعاصر تكمّل وتعارض ما سكتت عنه جميع الحكومات .
وحيث تحمل هذه الفئة من الفتيات هذا التصور في مجتمعنا المعاصر التي غابت عنهن حقيقة "الإنسانية" بان المرأة –هي الرحم الاجتماعي للأسرة – بصرف النظر عن العرف واللون والبلد والديانة- وإن كلمة "رحمة" اشتقت من كلمة "رَحم" الذي يحمل بأحشائه جنيناً وحنيناً ليحكموا عليه بالضرب وتشويه نفسه وجسده،
وهنا وبما أن النداء الحر لا يهاب ألأمواج العالية..عليكم –يا من تنادون بالضرب- أن تعُوا أن المرأة المضروبة هي كالخلية "السرطانية" التي تدمر الجسد الاجتماعي كله ليؤثر بذلك على بيئتها وأطفالها ليصبح التفكك والصراع والشقاق من أوليات أسرتها ناهيكم عن البعد النفسي الذي يرافق الأسرة لتصبح بيئتهم طاردة لأبنائها والذين يضطرون للهروب خارج الأسرة بحثاً عن الأمان ،
وحيث أن موضوع المرأة يجب طرحه في فضاء صريح وواضح علينا أن نعترف أن المرأة التي لا تزال تحت قيد المعاناة لتتحمل الضرب كلعبة الشطرنج لتتحرك بإرادة الآخرين.. فهذا لأنها هي (المرأة) عدوة نفسها فهي مَن ضَعفت وخضعت لتسمح بضربها لتصبح حياتها بعد ذلك ضبابية لا نفع فيها.
علينا أمام هذا التخلف والمهزلة في مجتمع المتشوقين والمتعطشين إلى ضحايا العنف والضرب!! أن نجعل الحرية السليمة تكسر قيدنا وتطلق لأجنحتنا حرية التحليق في سماء الحرية والكرامة .