قانون الجعفري هو امتداد لداعش



فؤاده العراقيه
2015 / 4 / 13

قبل ايام تظاهرت بعض النسوة ,المدفوعات ألأجر,للمطالبة بالمزيد من العبودية ,من خلال مطالبتهنّ بسن قانون يبغي لهنّ الرجوع إلى عهد الجواري والحريم بما انه قد تحقق عهد السبايا اليوم علي ايدي جماعات داعش التي صارت تحمل رمز الإجرام كونها وبلا شك صناعة امريكية رأسمالية صهيونية انكشفت اغطيتها وظهرت لنا واضحة بمعالمها بعد المسلسل الطويل الذي تكرر عبر سنوات ولا يزال يتكرر والهدف واحد ولكن الوجوه تتغير والأسلوب والقصص , كان مخططاً منذ عدة سنوات ومنذ أن اُكتشفت حقول ألبترول لدينا بدأ المخطط للنيل من عقول الشعوب العربية لتستحوذ على خيراتها كون العقل هو المنبع الوحيد للتفكير ولمعرفة مكامن الظلم والاستعباد الذي يعملون به.

العشرات من هؤلاء النسوة الملتحفات بالسواد من رأسهنّ ولغاية أخمص قدمهنّ تظاهرن في شارع المتنبي وسط بغداد مطالبات بإقرار قانون الفسق الداعشي (الجعفري) الذي أعتبره الواعين مهزلة من مهازل القرن الواحد والعشرين بنصوصه التي تعطي الحق بت تزويج الفتيات القاصرات بعمر ال 9 سنوات فقط !! هذا القانون ينص على استعباد واغتصاب ما تبقى من حقوق للمرأة ,ولكن هذه المرّة بصيغة مشرّعة ومبطّنة بشرع ما قبل قرون ,بل ولم يكتفي بإرجاعنا لقرون وبما كان يعمل به آنذاك بل حرّف حتى بتلك بالنصوص ما استطاع له من تحريف .

لا يعنيني هنا بالكيفية التي وصلت بها تلك الجماعات لهذا الشارع الذي يعتبر رمزاَ للثقافة البعيدة كل البعد عنهم , ولا يعنيني المطابة بعبوديتهنّ في مكان ينشد ويتغنى دوماً بالحرية ليكتسحوا هذا المنفذ الصغير الذي وجد به اصحاب الضمائر الحيّة متنفساً لهم يقيمون به فعالياتهم ومهرجاناتهم التي تتغنى بالحب والحرية وليدفعوا الأذى عن بلدهم في محاولة لاستنهاضه وانتشال ما تبقى منه ,لا يعنيني هذا رغم إنها نقطة جديرة بالالتفات لكن علينا ان نلتفت لما هو اخطر حالاً لإلتفت لهؤلاء النسوة اللواتي خرجنّ مؤيدات لهذا القانون الذي اعتبرهنّ مجرد عورات وناقصات عقل , مؤيدات قانون يشجع على القتل المبطن بصيغ شرعية ,وعلى اغتصاب الطفولة ,غير مباليات بالدمار الذي سيلحق بمجتمعنا من جراء تزويج الفتيات الصغيرات وتهميش دور المرأة باعتبارها مجرد شيء تابع للرجل, فكيف للبعض منهنّ ومن يساندهنّ في أن تصل به الحال من انعدام الغيرة على وطنه وشعبه ويستميت لشل قدرات نصفه ومن ثم يبدأ بالشكوى والاستغراب من ما آل اليه حاله من تردي .
هناك حقيقة تقول : كلما نعطي إبداعا نأخذ إبداعا أكبر منه ,وكلما نغفل عن حقائق الحياة ونكتفي بالقليل منها كلما تأخذ منّا الحياة أكثر, وكلما تمادينا بالخطأ كلما لحقت بنا اخطاء اكثر ,ومن الغباء أن نستمر على أخطائنا ونستسلم لها , لكن اغلب شعوبنا المغيبة اليوم صارت بحال من تكرار الخطأ والتمادي به ليجر علينا أخطاء اكبر منها ومن ثم الغرق في بحر لا قرار له .
كذلك هناك حقيقة تقول بأن الإنسان السوي لا يقبل بعبوديته ولا يرضى باغتصاب حقوقه ويدفع حياته ثمن لحريته كونه يعلم بأن ثمن العبودية سيكون اغلى بكثير من ثمن الحرية وسيدفع في الحالتين الثمن وإن كان له الاختيار فعليه أن يختار اقل الأثمان دفعاً فهو بالعبودية سيخسر حياته قاطبة من خلال السجن الذي سيعيشه وما يترتب عليه من ذل وإهانة ,وثمن كهذا سوف لن يضاهيه ثمن , فعليه أن يختار حريته ويدفع ثمنها الذي هو اقل بكثير قياساً بثمن عبوديته , فما الذي سيخسره بعد عبوديته ؟
لكن هؤلاء الذين ينادون بالعبودية قد برمجوا منذ الطفولة على الذل والعبودية والمهانة والاغتصاب العلني والترحيب بسلب الحقوق إلى أن صدقوا بتلك الأوهام فعاشوا حياتهم بعقل مغيب ,أو إنهم ذوي طابع انتهازي يقتنص الفرص لمصلحة وغاية في نفسه وهذا ايضا وبلا شك سيكون مغيب العقل كون الانتهازية تبحث عن المصلحة الشخصية فقط ومن يبحث عن مصالحه قد غفل للكثير من حقائق هذه الحياة وعندما تتساوى الحقائق مع الأوهام يبدأ العقل في التبلد والتوهان في تلك الأوهام , والبحث عن الحقيقة هي سمة الإنسان الحر وتكون نسبية لديه وحسب ظرفه وبيئته , وهؤلاء النسوة ,على قلتهنّ , خرجنّ للمناداة بهذا القانون في محاولة منهنّ للضغط على البرلمان بتشريع القانون لهنّ ولبناتهنّ لها من الأسباب والمبررات ما يجب الوقوف عندها ,فمهنّ من لا تعرف بالفقرات التي جاء بها هذا القانون ,او ربما لا يعرفنّ حتى القراءة ,فاستغلت هذه الجهات جهلهنّ ومن ثم أقنعوهن بالخروج في هذه التظاهرة بحجة ان هذا القانون يكفل حقوقهنّ وحقوق بناتهنّ , ومنهنّ من تم تغييب عقولهنّ ليصبحنّ مقتنعات قناعة تامة بدونيتهنّ وتبعيتهنّ بعد أن اصاب عقولهنّ الإجهاد من شدة الحصار المفروض عليهنّ ,ومنهن من استأجرتها الأحزاب الدينية وقدمت لهنّ من المغريات مستغلين فقرها وعوزها مما جعل لعابهنّ يسيل طمعاً بعدة قروش لتقوم بهذا الدور وخصوصا بعد أن لوحظ نفر من الرجال يلتف حولهنّ متربصين لكل من يحاول حوارهنّ وإفهامهنّ خطورة ما يسلكنه من طريق .

البعض من هؤلاء, نساءً ورجالاً ,تسيطر عليهم فكرة واحدة سكنت عقولهم وتوقفت عليها وهي عندما نسألهم عن رأيهم ببعض الأحداث التي تجري اليوم من غزو وسبي للنساء إلى زواج القاصرات إلى تعدد الزوجات إلى الكثير من الأمور المهينة لها يكون الجواب حاضراً على طرف لسانهم وهو إن افعالا مثل هذه هي حتماً غير صالحة لزماننا ولا هي تليق بحياتنا وما شهدته من تطور ولكنها امر الله وطالما هو أمره وما يريده لنا إذن لا حكم لنا فيها ولابد لنا من ان نرضخ ونستجيب لها وخصوصاً بان هناك اسباباً خفية علينا أو هي فوق طاقة عقولنا ولهذا علينا الرضوخ لمثل هذه الأفعال وان كانت تحمل لنا الموت والدمار , فأن كنّا مظلومين فسيأخذ الله لنا حقنا سواء في الدنيا او بالآخرة , وبعكسه فنحن نستحق كل ما يجري لنا !!!
الغالبية اليوم صارت لا ترغب بالتغيير وفي أحسن الأحوال يرغبون بالتغيير ولكن دون أن يحركوا ساكن ودون أي جهد كونهم صاروا في حال من الهشاشة والضعف لا يحتملون به متاعب الحياة الإضافية هذه كونهم منهكين ومتعبين وفي حالة من اليأس والإحباط فأخذ التعب يتناسل ويتشعب ليأكل كل ما هو صالح وجميل , فينعدم لدينا الإبداع وإنتاج المعرفة من جراء تغييب عقولهم والخوف الذي سكن نفوسهم لا يعرفون التمرد كونه يتناسب طرديا مع الوعي ,حيث كلما ازداد العبد وعياً بعبوديته كلما أزداد تمرداً وغضباً على الظلم ,كذلك المرأة كلما ازدادت وعياً بإنسانيتها وبكونها إنسان مكتملا ومساوياً للرجل كلما ازدادت ثورتها وتمردت على الظلم الواقع عليها .
فمن قال لكِ بأن الحياة تتطلب منّا أن نكون , خاضعات , منكّسات رؤوسنا لإرادتها ؟


بوعينا نستعين .... فدمتم به سالمين