هدى لن تضيع دماؤك هدرا لأننا لن نسكت بعد اليوم



دينا عبد الحميد
2005 / 9 / 25

عندما قرأت عن الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها فتاة في العشرين من عمرها والسبب في ذلك إنها قد تمردت على قوانين البشر وأحبت رجل من خارج طائفتها لقد أسرعت نحو النتيجة لكي اعرف في أي سنة نحن . هل ركبنا كلنا مركبة الزمن مثلا وعدنا إلى عصر وئد البنات أم أنهم هم الذين أتوا إلى عصرنا . من يصدق إننا اليوم نئد بناتنا لأنهم يريدون أن يمارسوا حقوقهم في الحياة من الاختيار و الحب والزواج . وإذا كان الحب مازال محرما على المرأة في مجتمعاتنا في الوقت الذي هو حلال وفخر بالنسبة للرجل فقد ظننت أن هدى أبو عسيلي قد أحبت رجلا بدون زواج وهذا الذي أثار غضب الوالد والأخ وفعلوا ما فعلوه ولكني مع الأسف فوجئت أنها قد تزوجت على سنة الله ورسوله فأين هنا التفريط في الشرف وكيف يعتبر القانون هذه الجريمة من جرائم الدفاع عن الشرف . كان ذنب هدى الوحيد أنها تمردت على قوانين وأعراف قد وضعها البشر ولكي أكون أكثر دقة التي وضعها الرجال. أن المرأة منذ آلاف القرون تعانى من سيطرة وتحكم وقهر مجتمع الرجال لها. إذ انه يعتبرها شيء غير كائن لا يشعر لا يتألم لا يفكر لا يملك عقل وقلب مثل باقي المخلوقات التي خلقها الله تعالى . وأنها خلقت في هذا الكون فقط لتلبية احتياجاته ورغباته وأحيانا لتفريغ عقد النقض لديه وإثبات رجولته ويكون ذلك بضربها. والغريب في الأمر أن الرجل منذ الأزل وهو يعتبر غشاء بكارة المرأة هو شرفه الذي لا يجوز أن يقترب منه أحد وكان كلمة الشرف قد اختزلت في غشاء بكارة المرأة وغير ذلك يمكن السماح فيه والتغاضي عنه . اعتقد انك تضحك الأن أيها القارئ فهذا الذي يطلق عليه هم يبكي وهم يضحك . ما أضحكني فعلا أن في الوقت الذي حدثت فيه هذه الجريمة الشنعاء كان قد نشر لي مقالة عن حق المرأة المسلمة في أن تتزوج من غير المسلم وانه لا يوجد أي تحريم إلهي يمنع هذا الزواج ولكن هناك تحريم بشري ورجولي يمنع أن تتزوج المرأة من خارج ديانتها أو خارج طائفتها وأحيانا من خارج عائلتها . وهذا يخالف الشرع ويخالف إرادة الله وكأن القوانين البشرية أصبحت أكثر قدسية من كلام وقوانين الله عز وجل . هدى أبو عسيلى كوني صرختنا التي تدوي فى مجتمعات متخلفة جاهلة عنصرية ينظرون للمرأة على أنها مفعول به وليس لها الحق أن تفعل ما تريد أو تختار ما تريد و إنها يجب أن تقول نعم نعم نعم نعم و إذا أرادات أن تقول لا في مرة فتكون هذه هي الجريمة الكبرى التي تستحق من اجلها أخذ حياتها وقتلها بعنف وعدم رحمة ورغم أنها هي المجني عليه ولكنها تتحول بقدرة قادر إلى الجاني وهو الذي لا افهمه في مجتمعنا حيث أننا نحتفل بالجاني ونكافئه على فعلته وندين المجني عليها ونقتلها ألف مرة بمكافئة قاتلها بالبراءة لأنه اخذ بثأره ودافع عن شرفه الذي لا يعرف عنه شيئا .
أن الرجل والمراة فى الدين متساوين فى الثواب وفى العقاب ولم يقل الله عز وجل الزانية فقط من تعاقب ولكنه قال الزانية والزاني فى قوله تعالي " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" هذا يبين ان العقاب للرجل مثله مثل عقاب المرأة فلماذا تعاقبون المراة فقط؟