هل الرجل يعرف حقاً قيمة المرأة؟



عاد بن ثمود
2015 / 4 / 17

الجواب المنطقي المفترض هو نعم، و كيف لا يعرف الرجل قيمة المرأة و هي تمثل جدته و أمه و أخته و زوجته و إبنته و حفيدته؟
هذا الجواب نجده على ألسنة الكل محفوظاً عن ظهر قلب.
هذا الجواب الشبه منطقي هو جواب مغرض مخادع، لأنه جواب خاطئ.
.
الرجل لا يمكنه أن يقدر المرأة حق قدرها إلاّ إذا عاش حياتها من الولادة إلى الزواج أو الطلاق ثم الوفاة، حتى يكون على بينة من معاناتها في هذا العالم الذكوري الأهواء و المقاصد.
.
الذكر، منذ أن يبدأ مفعول الهرمونات الذكورية على دماغه و سيطرتها علي سلوكه، لا يرى في الأنثى سوى هدفاً لإشباع رغبة غريزة الجنس الحيوانية لديه.
و لا تكون للذكر في هذه المرحلة أية رغبة أو نية في أن يصبح أباً، فهو يصير أباً بالصدفة أو بالخطأ،
بعكس الأنثى التي تغامر في مثل هذه العملية بكونها قد تصير يالصدفة حاملاً أو حاملة لمشروع وليد المستقبل، و قد تصير امّاً عازبة منبوذة من المجتمع هي و وليدها و قد إختفى الذكر الطافر عن الأنظار.
.
الأنثى لا تنظر للعملية الجنسية من ناحية شهوانية فقط، بل تنظر إليها من ناحية أنها تلبي رغبة الذكر (و قد تتظاهر بأنها تلبيها على أحسن وجه) لكي تضمن إستمرار النسل الإنساني، و يكون لها شرف القيام بذلك.
ألم تلاحظوا أن النساء يأخذن الرجال على قد عقولهم.
(و رغم ذلك تجد أبا لحية مُصِرّ على قول إن النساء ناقصات عقل و دين)
.
الرجل طفرة عابرة، أمّا المرأة فهي برنامج شديد التعقيد و التصميم مع ما يرافق ذلك من مخاطر، مخاطر مجتمعية و مخاطر بدنية.
.
الرجل قد يمارس العنف المبرح على زوجته و لديه معها أبناء. و لكنه – في نفس الوقت- يقول لك بأن قرّة عينه هي بنته الصغيرة فلانة، و قد يتشبث بها بشكل جنوني، و هو لا و لن يسمح لأي مخلوق بالإساءة إليها.
لكنه قد يزوّجها لمن يمارس عليها نفس ما مارسه على أمّها بكل بلادة و غباء.
.
الذكر الإنساني حيوان غريزي خبيث يمارس الجنس و ينقاد لما يسببه من كوارث، و لسان حاله يقول (الرجال قوّامون على النساء).
.
الموضوع طويل عريض لا يمكن الإحاطة بكل جوانبه في بضعة أسطر تفادياً للإطناب.