المرأة بين النص الديني والتقدم الحضاري



زينب ممدوح محفوظ
2015 / 4 / 30

المرأة بين النص الديني والتقدم الحضاري
في البدايه إذا نظرنا للفكر الاسلامي الذي يتعامل مع الموروث الروائي بنوع من الحذر وقلة الجرأه فلا شك أن هناك عدد كبير من الاعراف والتقاليد قد تحولت مع الوقت الي احاديث نبويه كما أن التفسيرات التقليديه لكثير من الاحاديث تحتاج لإعادة النظر اليها ونجد ان هناك تخبط خاصة فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها فهناك من يري أن الموجود في السنه من ظلم واضح للمرأة انه تكريم لها ورفع من قدرها فهم يقيسون مانعيش فيه الآن علي عصور الجاهليه , فكيف لنا أن نتجاهل مااجتازته الانسانيه وما حققته بحق الانسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص ولايزال هناك من الناس الي يومنا هذا من يري ان انسانية المرأة اقل من انسانية الرجل وانها لذلك حصلت في الميراث علي النصف من ميراث الرجل وكانت كذلك في الشهادة والحال اليوم لايختلف كثيرا فنظرة رجال الدين للمرأة بقيت كما كانت ولم تتطور الا نماذج نذكر منها علي سبيل المثال محمد الغزالي والذي الف كتاب سنه 1951 رفض فيه عمل المرأة بل رفض خروجها من المنزل من الاساس حيث راي كما راي غالبيه الفقهاء أنها عورة وخروجها يجلب الضرر بدأ الغزالي بتغيير فكرة من هذة الجهة سنه1986وقال انا اخطأت بل يجب أن تعمل المرأة وتتولي المناصب العليا في الدوله واستبعد وقتها أن تكون المرأة رئيسة جمهوريه نظرا لثقل المنصب علي كاهلها لكنا نجده سنه 1989 رجع عن قوله وطالب بتولي المرأة رئاسة الجمهوريه وقال انها جديرة بتولي هذا المنصب .
مع اختلافي مع الغزالي في قضايا شاسعه الا إني اذكر هذا الموقف لتبيان أن الرجوع عن المواقف الخاطئه واجب وضرورة .
• وقد لعبت التيارات السلفيه والوهابيه دورها الرئيسي في تجريد المرأة من انسانيتها اللتان تحسبانها كشئ يثير غريزة الرجل مهما كان عمرها وهناك من الاحاديث التي يستخدمونها للتدليل علي ذلك منها :" للمرأة ستران القبر والزوج .قيل :وايهما افضل؟ قال القبر". وبروايه اخري "للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحده فإذا ماتت ستر القب العشر عورات" أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/271/2 ) و في " الصغير " ( 448 -
الروض النضير ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 115/2 ) و اللفظ له ، و من طريقه
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14/372/1 ) و كذا ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/237 )
وحديث اخر: عَنْ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏‏قَالَ قَالَتْ ‏عَائِشَةُ: مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ قَالَ فَقُلْنَا الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ فَقَالَتْ إِنَّ الْمَرْأَةَ لَدَابَّةُ سَوْءٍ! ‏ ‏مُعْتَرِضَةً-;-لَقَدْ رَأَيْتُنِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ كَاعْتِرَاضِ الْجَنَازَةِ وَهُوَ ‏يُصَلِّي). صحيح مسلم

( روي عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) "لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب، واستعينوا عليهن بالعرى وأكثروا لهن من قول "لا" فإن "نعم" تغريهن على المساءلة" العالم يسير بخطي ثابته الي الامام وتخطي فكرة تعليم المرأة بل اصبحت مسأله بديهيه ونجد في كتب التراث مايدعو لتجهيل المرأة ثم بعد ذلك يتهمونها بنقصان عقلها !!.
• والمرأة لدي الفكر الداعشي ( والفكر الداعشي هنا لايقتصر علي داعش بالاسم بل كل عقل منغلق لايقبل الفكر المنفتح او اي فكر خارج عن سياق منظومته الفكريه ) فهم لايروا في المرأة سوي انها مجرد تابع سلعه تباع وتشتري وتعار وتسبي ويمكن التصرف بها علي اساس ملكيه خاصه اي خادمه نهارا ومحظيه ليلا فهي ليست سوي مكب لتفريغ شهوات الرجال اي أن قيمتها صفر ومجرد التفكير في حقوقها لا مساواتها هو حلم عاقبته الاقصاء والتغييب والرجم والقتل والتدليل علي ذلك من واقع
• السنه :"عن انس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده ، لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ، ثم أقبلت تلحسه ، ما أدت حقه ".
الحديث عزاه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/1277) ح (7725) إلى أحمد ، والنساني ) . وصححه . وانظر صحيح الترغيب (3/75)
• حديث مثل هذا كفيل بأن يجعل اي فتاه تحجم عن الزواج مطلقا.
• وحديث اخر يروي عن ابن عباس قال "خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل فاحبسوا نسائكم" بن كثير 1-448
• وفكرة شيطنة المرأة وجعلها سبب لكل بلاء هذة الافكار التي سئمنا من سماعها فهي ايضا ليست بعيده فهي من واقع شريعة الفقهاء ومن الاحاديث المنسوبه للرسول :"اياكم والنساء فإن اول فتنه بني اسرائيل كانت بسببهن" وآخر"ما اخاف علي امتي فتنه اخوف عليها من النساء والخمر"
• واذا تحدثنا عن ولاية المرأة فبالنسبه لشريعة الفقهاء لا تجوز لانها اندر عقلا من الرجل اما اذا نظرنا للواقع المعاش فبالفعل اثبتت المرأة جدراتها وهناك ملايين الامثله الداله علي ذلك( منها والتي دائما مااحب ان اذكرها انجيلا ميركل والتي تحكم اقتصاد من اقوي الاقتصاديات في العالم والتي قادت المانيا الي نجاحات في كافة المجالات وهذا سبب لاعادة انتخابها لاكثر من ثلاث مرات وايضا في البرازيل ديلما روسيف التي تقود اقوي اقتصاد في امريكا الجنوبيه وقد كفلت لها نجاحاتها اعادة انتخابها مرة اخري )ونحن هنا لانبحث عن المفاضله بين المرأة والرجل بل نبحث عن الشراكه والمساواه والانصاف
• وختاما مااراه انه لايمكن اسقاط احداث مر عليها 1400 سنه علي عصرنا الحالي هذا حقا منتهي الاجحاف والظلم.