حجاب المرأة في العراق



واصف شنون
2005 / 10 / 1

لاأملك هواية ..سوى القراءة ....و(عصيان الله )..بعض الاحيان في لعب اليانصيب ...والبوكر ...وتناول أقداح البيرة ، لكني أرغب بقراءة الأشياء وما حولها ،فأي شيء يقع عليه نظري يصلح للقراءة بالعربية أو الانكليزية أسارع أن أقرأه..أو الأطلاع عليه ...
لكنني أعترف بالحق من اني لست ميالا ً لقراءة ما يكتبه الدينيّيون (اسلام ،مسيح ،يهود ..بوذيون جدّد )،فقد شبعت من قراءة ما أنتجه الكتاب السابقون والمتطرفون والمعتدلون بمجال الاديان..

ولأن الدنيا قامت ولم ولن تقعد بسبب إرهاب الإسلام ،بل الإسلام نفسه خلال الخمسة سنوات الاخيرة ،فأن الكتابات عن هذا الدين الذي ولدتُ عليه بدأت تستهويني ،مع علمي الأولي إنه لايمكن لأي كاتب أو منظر اسلامي (جديد) أن يضيف لذهنيتي المتعبة ألوانا ً فكرية مفيدة ترضي همومي الواقعية ،المنطقية ،المسموعة والمحسوسة عن الإسلام بالذات .

إذن قرأت....عن الإسلام من جديد ...

قرأتُ لكاتب يقول في تعليقه (الحزين ) عن اصرار بعض العلمانيين على كتابة حقوق المرأة في الدستور العراقي ...."ما الذي يريده العلمانيون من المرأة ...فنحن أعطينا المرأة حقها في الزواج من الرجل المتزوج ..على عكس العلمانية الغربية التي تحرم ذلك"....!!!
أيّ ُ تخريج ..لقانون تعدد الزوجات المبني على أحقية الزواج بأربعة والمساواة بينهن ..حسب شرع الإسلاميين..!!

ولكن إسمعوا من كاتب اخر ..كيف يقع على مؤخرته الاسلامية دون أن يعلم .." يعتبرون زواج الرجل من اربع نساء قمة الظلم للمرأة ...مع العلم ان هذا الفرض..محاط بضوابط يصعب على المسلم الاحاطة بها ..بدليل لو احصينا نسبة الرجال الذين تزوجوا باكثر من امراة ..لراينا ان نسبتهم لا تتجاوز الواحد بالالف "...
بمعنى إن عملية الزواج باربعة غير واقعية الحدوث ..باستمرارية ...بل هي غير ممكنة،لماذا الإصرار عليها إذن ،واحد في كل ألف ...ولا أعرف هذا الواحد من الالف ،هل هو من الجياع الفقراء أم من الاغنياء أم من الحكام أو الأئمة لكني أعرف الكثيرين ممن أدو الفرض الغير واجب ولم ينصفوا .. ..ومنهم أبو كاتب السطور وجدّه لإمه وكذلك جدّه لأبوه ..!!!!.
أليس إختراع القوانين أوالشرع نفسه هو محصلة بشرية أو ألهية لخدمة الانسان والمخلوقات ...

لماذا ..لايفهم كبار المسلمين في (العراق ) حقيقة ان نبيهم تزوج بالكثيرات وأئمتهم كذلك وعلى رأسهم حفيد النبي (الحسن )..
ولأن النبي يقدر ويبجل النساء ....حجب ومنع على باقي البشر..(الصحابة المتحرشون الغائرون ) ..رؤية ومس نسائه الكثيرات ...

وفي العصر الحالي أصبح الحجاب عادة وسنّة يقتدى بها بعد الثورة الخمينية في ايران على الخصوص ،فقبل الجمهورية الاسلامية كان الاسلام بخير ..حيث يعيش المسلمون إعتدالا ً طبيعيا ً رائعا ًفي العراق وأغلب بلدان الإسلام ..
عدا السعودية التي تحكم العالم بالنفط ومكّة حيث كعبة المسلمين الإسطورية ....
ففي الباكستان كانت تحكم بنازير بوتو ..،وفي لبنان كانت هناك (الصبوحة )..والملاهي السياحية وليس حزب الله...
بينما في العراق كان إتحاد نساء العراق بقيادة منال الالوسي ورفيقاتها الكثيرات (منهن أعضاء في الجمعية الوطنية العراقية ..الان ) وعلى رأسهن العلوية الشاعرة ساجدة الموسوي،يقوم بنشاطاته النسوية في تثقيف المرأة ضد الافكار الخمينية الرجعية القادمة مع الرياح الصفراء عبر القرون الوسطى ....،فيما نساء الريف العراقي السني على الاغلب طالما رقصّن وهن ّ يهزن ّ الأثداء والمؤخرات لقائد الحرب صدام الكبير ...

إن فرض تحجيب النساء ،فكرة ستزول ..، سيلغيها واقع الحياة والمعاناة التي يعانيها الذكور وكذلك الأناث في العراق .

فالغرض من تحجيب المرأة هو إعادتها إلى قيودها اليومية (منزل العائلة ) .. وسجنها الدائم (الشارع ) ...وفرض (الإحساس )عليها ..من كونها عاطلة عن الفعل والعقل والمعنى..
وإنها خارج الأهمية ..في إستمرارية دورة الحياة العامة التي لا يكون الانجاب فيها سوى ماكنة غير نافعة في زمن إرتفاع سعر تربية وتنمية الطفل ....!!