حول العمل النسائي و العنف ضد النساء بالقنيطرة



إدريس ولد القابلة
2005 / 10 / 5

دردشة مع الأستاذة نزهة العلوي
تعتبر الأستاذة نزهة العلوي أول محامية مغربية استقرت بمدينة القنيطرة في فجر سبعينات القرن الماضي و بذلك كانت أول مرأة اخترقت مهنة المحامات بهذه المدينة، و قد اهتمت منذ بداية مشوارها المهني بقضايا المرأة و لازالت لحد تنشط في هذا الميدان.

** متى أحدث العمل النسائي بالقنيطرة؟

* كانت النشأة الفعلية لاتحاد العمل النسائي منذ سنة 1983 عبر مجموعة 8 مارس التي كانت تصدر جريدة شهرية تحمل نفس الاسم. أما في مدينة القنيطرة فقد أحدث هذا فرع هذا الاتحاد بتاريخ 29 مارس 1991.

** ماهي مهامه؟

مهام الفرع تدخل في نطاق الأهداف التي وضعها اتحاد العمل النسائي قصد القضاء على كل أشكال الميز ضد النساء في جميع الميادين، و تغيير كل القوانين التي تكرس الحيف اتجاه النساء وخاصة مدونة الأحوال الشخصية، محاربة العنف ضد النساء والأطفال وإشراك المرأة في مواقع القرار وضمان كامل حقها في مواطنة كاملة غير منقوصة... لكن تبقى لكل منطقة خصوصيتها. وفي سنة 1991 أي سنة الإنطلاقة لم تكن لنا إمكانيا مثل الآن كالمقر حيث كنا نقوم باجتماعاتنا في المنازل بالتناوب وكانت أغلبية الأنشطة التي نقوم بها على شكل أنشطة إشعاعية في المناسبات باعتبار طبيعة إمكانياتنا الهزيلة جدا. كنا نقوم بندوات داخلية لتكوين العضوات، آنذاك كانت تصدر جريدة 8 مارس و هي جريدة خاصة بالمرأة و تصدرها نساء مغربيات.
حاليا تطورت هاته الأنشطة بالفرع بالقنيطرة بحيث أنه بعد 1998 استطعنا الحصول على المقر بمنطقة باب فاس حي شعبي بمدينة القنيطرة)، أنشطة مثل محاربة الأمية بالنسبة للنساء، بعدما أبرمنا شراكة مع وزارة التربية الوطنية و وزارة التشغيل لتشغيل حيث كان يسمى هذا البرنامج برنامج التربية الغير نظامية وذلك من أجل تمدرس الأطفال من سن 8 إلى 16 سنة. هذا بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى التي كنا نقوم بها من ندوات داخل المقر والتي تدخل في الاهتمام بظاهرة العنف ولو بامكانيات بسيطة لأنه كانت تتوارد علينا حالات تشتكي من هذه الظاهرة باعتبار وجود لجن دائمة تترصد ظاهرة العنف ضد النساء في جميع فروع اتحاد العمل النسائي. هناك أيضا أنشطة تحسيسية توعوية تتعلق بالمناسبات.

** ما هي استراتيجية العمل النسائي؟

* استراتيجيتنا واضحة وهي المساهمة من أجل النهوض بأوضاع المرأة بصفة عامة والمرأة بمنطقة الغرب والقنيطرة بصفة خاصة باستعمال شتى الوسائل والطرق للوصول إلى هذا الهدف . بالإضافة إلى مشاركتنا في الأنشطة الوطنية واهتمامات الجمعية مثل تعديل مدونة الأحوال الشخصية، حيث انخرطنا في هذا العمل لمدة سنوات سواء بدراسات ومقالات أو مذكرات نرفعها للجهات المسؤولة لتنظيم ندوات و عروض و أنشطة موازية.
ويشتغل الفرع أيضا في المجالات الأخرى بالنسبة لمناهضة العنف أو محاربة الأمية... كل هذه الوسائل من أجل النهوض بأوضاع المرأة في منطقة الغرب (القنيطرة).

** ماذا حقق إلى حد الآن؟

* بالنسبة لمنجزات يمكن اعتبار تعديل وصدور مدونة الأسرة الجديدة مكسب كبير بالنسبة للنساء بالقنيطرة وبالمغرب ككل فهدا الجهد الاتحادي عم خيره على الجميع .ومن الأهداف التي كنا نطمح إليها هي محو الأمية وقد استطعنا محوها ضمن مئات النساء حيث كان القسم يضم 70 امرأة داخل المقر بالإضافة إلى عدة أقسام خارج المقر،كانت تتوارد عليها حوالي 30 امرأة في القسم و كانت هده الأقسام في مدارس حكومية مثل المعمورة والساكنية و كذلك أقسام بالبلدية مثل أولاد عامر،سيدي سليمان إضافة إلى استعمال التعاونيات لهذا الغرض.

** ماهو واقع العنف ضد المرأة بالقنيطرة وجهة الغرب شراردة بني حسن ؟

*لقد كان عندي اهتمام بظاهرة العنف مند سنوات ولكن الآن خلقنا آلية لرصد هده الظاهرة لتقديم المساعدة للنساء والأطفال ضحايا العنف. بدأ الاشتغال بها في المركز مند شتنبر 2004 وتعتبر هده الفترة غير كافية لرصد الظاهرة بشكل جيد لإعطاء إحصائيات و خلاصات داخل المنطقة لكن لديناا صورة أولية لما يجري، لأن ظاهرة العنف أولا كانت من الظواهر المسكوت عليها بهده المنطقة خصوصا. ونعلم أن جهة الغرب هي منطقة فلاحية أي أن هناك بعض التصورات وأفكار مسبقة عند النساء و خلفيات ثقافية عند بعض الرجال الذين مازالوا يعتبرون أن مسألة العنف مسألة عادية وذلك في المناطق القروية، فالرجل يمكن أن يقوم بضرب زوجته، إبنته أو أخته وهذه في نظرهم مسألة لا تتطلب أي تساؤل أو نقاش، و بالتالي هذه التصورات والدهنيات السائدة لم تكن تترك فرصة للنساء ليتحدثن عن العنف المسلط عليهن. لكن بعد هذه التحولات التي وقعت في العالم و من بينها المغرب، لاسيم حركة حقوق الإنسان التي عرفها المغرب و ضمنها الحركة النسائية باعتبارها جزأ لا يتجزأ من حركة حقوق الإنسان. وقد بدأ الحديث عن هذه ظاهرة العنف ضد المرأة و بالأخص في الأمم المتحدة التي أعطته اهتماما واعتبرت أنه يجب محاربة ظاهرة العنف ضد النساء في العالم بأكمله. فنحن كذلك وصلنا هذا المد بتحريكه لعقلياتنا ومن ثم بدأ الحديث عن هذه الظاهرة وبدأت الحملات التحسيسية للحد منها ومن هنا جاء اعتياد وتقبل النساء الحديث عن العنف السلط ضدهن بعدما كان مسكوت عنه، و قد اتسعت الحركة بولوجهن لجمعيات تهتم بهذه الظاهرة.
فعلى العموم ظاهرة العنف موجودة بالقنيطرة وبجهة الغرب الشراردة بني حسن لازالت قائمة ،كما أنه لازالت هناك مقاومات في المجتمع تكرس هذه الظاهرة بشكل أو بآخر. لكن استطعنا أن نشتغل بفتح نوافذ الأمل أمام النساء اللواتي تعشن حياة مستحيلة غير إنسانية بحيث أن المرأة تعيش سنوات في ظل الحياة الزوجية تعنّف يوميا وباستمرار وبشتى أنواع العنف ( الضرب، السب، الإهانة...) ومع ذلك تصبّر حتى تصل إلى مستوى تظهر عليها ظواهر العنف ( أمراض عصبية نفسية و غيرها) وهذا ليس بالسهل إنها معاناة كبيرة جدا. لكن عندما نستقبلهن على الأقل نبعث فيهن الأمل من جديد و يجدن الصدر الرحب،و نعمل على مساعدتهن بوسائل قانونية وكذا بتمكينهن من زيارة طبيب نفساني.

** ما هي أنواع العنف الأكثر بروزا بجهة القنيطرة؟

* العنف الجسدي، الضرب بشتى أنواعه ( الصفع على الوجه، الضرب بأدوات حادة، بالعصي، القذف بأشياء صلبة...) والعنف النفسي باستعمال عبارات الإهانة، الإحتقار، التقليل من الشأن، عدم تبادل الحديث، المقاطعة التامة، الإهمال، و قد يصل الأمر إلى الطرد من بيت الزوجية...
و هناك أيضا عنف يقصد به الأطفال و نتائجه تنعكس على الأم والطفل على السواء.

** كم يبلغ عدد ضحايا هذا العنف بالجهة وما هو إنتمائهن الإجتماعي؟

* باعتبارنا كمركز نعتبر أننا فتحناه أساسا من أجل النساء والأطفال ذوي الاحتياجات و خضوضا الفقراء ، لأن الأشخاص دون الفقراء يمكنهم التوجه إلى المحامي أو الطبيب لكن مع ذلك نستقبل جميع الفئات باعتبار أننا في مرحلة تكريس ثقافة التصدي للعنف و نبذه.
وبخصوص العدد فلا يمكنا الآن إعطاء تقييم نهائي أي إحصائيات عامة لكن منذ بداية سبتمبر وصلنا إلى 125 حالة وهذا العدد ليس بالسهل فأغلب النساء من القنيطرة لذا أعتقد أنه يجب إقامة مراكز أخرى بالبوادي للتوعية واللجوء إلى الجمعية بعد تحسيسهم بخطورة هذه الظاهرة. ربما يمكننا إعطاء إحصائيات دقيقة في نهاية السنة.

** هل هناك سهولة في قبول الإتصال بكم من طرف النساء ضحايا العنف؟

نعم، لدينا مساعدة إجتماعية و دورها هو الإستقبال والإستماع فورا ثم يفتح ملف خاص ، بعد ذلك تتم إحالة المرأة إلى محامي من المحامين، المتطوعين الذين يوجدون معنا بالاتحاد لإعطاء الإستشارة القانونية وهناك حالات التي اعتبر أن أول شيء يجب عمله بعد الإستماع هو إحالتها إلى طبيب نفساني، وهذا الأخير يأتي إلى المركز مرتين في الأسبوع بشكل متطوع.

** هل سبق لكم أن تابعتم ملفا بالقضاء بهذا الشأن؟

بحكمي محامية تابعت عدة حالات ومن شتى أنواع العنف ضد النساء زيادة على ذلك تابعت قضايا هنا بالمركز كالطلاق بعد العنف...

** كلمة أخيرة؟

• أعتقد أن هذه المراكز، و الجمعيات بصفة عامة عليها مهمة جسيمة جدا ومجتمعنا مازال مجتمع فتي محتاج لمثل هذه الجمعيات من أجل القيام بعديد من الأعمال تدخل ضمن مسؤولية الدولة ولكن حتى هذه الجمعيات تلعب أدوارا وبدورها تحتاج إلى المساعدات والاهتمام بها و تشجيعها من طرف الدولة وفي هذا الصدد تلعب وسائل الإعلام دورا حيويا في تتبع المجهودات المبدولة و التعريف بأهداف و المساهمة في الكشف عن أسباب ظاهرة العنف و سبل التصدي إليها و خصوصا المشاركة في عملية التوعية و نشر ثقافة تنبذ مختلف العنف و على رأسها الأنواع الكثيرة للعنف المادي و المعنوي الذي لازالت المرأة المغربية ضحية له.
حاورها إدريس ولد القابلة